قام محمد عمرو وزير الخارجية بزيارة إلى العاصمة الرواندية كيجالي الأربعاء 11 يناير تستغرق يومين في إطار جولته لبعض دول حوض النيل. وصرح المستشار عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان صحفي، أن الزيارة تستهدف بحث أهم تطورات العلاقات الثنائية بين مصر ورواندا، ومتابعة تنفيذ مقررات الجولة الثانية للجنة المصرية الرواندية المشتركة التي عقدت في سبتمبر 2009، ومسارات دفع تلك العلاقات مع التركيز على التبادل التجاري والاستثمارات. كما يلتقي وزير الخارجية بكبار المسئولين ويعقد جلسة مشاورات ثنائية مع "لويز موشيكيوابو" وزيرة الخارجية الرواندية لمناقشة أهم القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما سيتم تناول مشروعات محددة للتعاون في مجالات الكهرباء، والصحة، وبناء القدرات، والري، وأهم تلك البرامج مشروع إنارة قرية رواندية، وبرنامج إيفاد قوافل طبية مصرية متخصصة إلى رواندا، وبرنامج تدريبي متكامل للكوادر الرواندية في مجال الري، وبرنامج خفض معدلات وفيات الأطفال والأمهات. وكان الرئيس الرواندي قد قام بزيارة رسمية إلى القاهرة في نوفمبر 2009، سبقها عقد الجولة الثانية من اللجنة المصرية الرواندية المشتركة في سبتمبر 2009، وأسفرت عن توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة شملت التعاون الاقتصادي والفني والزراعة، والجمارك، والشباب، والتنمية الصناعية، والبترول والثروة المعدنية، والتعليم، والصحة، والتعاون العلمي والتكنولوجي، والتعاون الثقافي. وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية فقد تزايدت الصادرات المصرية خلال العامين الماضيين لتصل لحوالي 14 مليون دولار خلال عام 2011، بعدما كانت هذه الصادرات شبه منعدمة، كما استضافت العاصمة الرواندية ثلاثة معارض لمنتجات مصرية متنوعة خلال العامين الماضيين، ومن جهة أخرى يعمل الجانبان على تنشيط الواردات المصرية من رواندا التي مازالت أقل من مليون دولار سنوياً. ومن ناحية أخرى، تسعى مصر إلى تعزيز التواجد الاستثماري والقطاع الخاص المصري في رواندا، حيث بدأت كل من شركتي أوراسكوم للإنشاءات والتصنيع والقلعة في النفاذ إلى السوق الرواندية، حيث وقعت الشركة الأولى على مذكرة تفاهم مع الجانب الرواندي للمشاركة في مشروع توليد الطاقة الكهربائية من غاز الميثان المستخرج من بحيرة "كيفو" غرب رواندا، كما اتفقت الشركة الثانية على أن تقوم ببناء محطة توليد طاقة كهربائية بالديزل بقدرة إنتاجية 20 ميجاوات وبتكلفة تقدر بنحو 30 مليون دولار، وذلك لمواجهة عجز الطاقة الذي تعاني منه رواندا. كما ستنفذ مجموعة القلعة المصرية استثمارات لإنشاء خطين للسكك الحديدية بمنطقة شرق أفريقيا، الأول يبدأ من دار السلام مروراً بكيجالي انتهاءاً بمدينة جيتيجا ببوروندي، والثاني يبدأ من مومباسا في كينيا حتى العاصمة الأوغندية كمبالا، كما تقوم شركة السويدي للكابلات بتنفيذ مشروع لمد كابلات كهربائية بالمقاطعة الشرقية الرواندية. وتعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين، جرت خلال عام 2011 مفاوضات بين الجانبين المصري والرواندي لتسيير خطوط طيران لشركة مصر للطيران إلى كيجالي، وجارى بحث سبل تنفيذ ذلك. وعلى مستوى التعاون الفني والتدريب يساهم الجانب المصري في بناء القدرات البشرية الرواندية، حيث يقوم الصندوق المصري لتعاون الفني مع أفريقيا بتنظيم دورات تدريبية بالقاهرة في العديد من المجالات، وتستفيد رواندا في المتوسط بعدد 50 دورة ومنحة تدريبية سنوياً في مجالات الكهرباء والطاقة والزراعة والري والشرطة والتمريض، والقضاء، وغيرها. كما يتواجد عدد 5 خبراء مصريين مبعوثين من الصندوق المصري إلى الحكومة الرواندي في مجالات التعليم والصحة. هذا ويقدم الأزهر الشريف لجمعية مسلمي رواندا عدد 10 منح دراسية بالمعاهد الأزهرية. وبالنسبة للمنح التعليمية تقدم مصر 12 منحة جامعية ودراسات عليا للجانب الرواندي سنوياً. كما كان هناك نشاط للصندوق المصري للتعاون الفنى لأفريقيا التابع لوزارة الخارجية مع رواندا منذ 1/7/2009 وحتى يناير 2012 شمل العديد من المجالات؛ حيث يقوم الصندوق سنوياً بتوجيه الدعوة لمتدربى دولة رواندا فى كل البرامج التدربيبة والتي شاركت بعدد (33 متدربا)، كما أُوفد عدد (9) خبراء خلال الأعوام الثلاثة الماضية ويوجد حالياً عدد (5) خبراء هناك. وفيما يتعلق بالمنح والبرامج فقد تحمل الصندوق المصري تذكرة سفر المتدرب الرواندى لدبلوم المركز الديموجرافى 2008 / 2009, كما تحمل الصندوق تكاليف تذاكر السفر والإقامة والإعاشة ومصروف الجيب والمصروفات الدراسية لدارسي رواندا فى دبلومة الموارد المائية عن العام الدراسي 2010 / 2011، وفي منحة التعليم العالى للقادة الأفارقة تم تدريب عدد (6) متدربين فى إطار هذه المنحة على نفقة الصندوق.