تشير التحذيرات التى أطلقها ثلاثة من كبار الضباط الأمريكيين للرئيس الأمريكى جورج بوش من مغبة شن هجوم عسكرى أمريكى ضد إيران للعواقب الوخيمة التى يمكن أن يحدثها بالنسبة للأمن فى الشرق الأوسط وأيضاً بالنسبة لقوات التحالف العاملة فى العراق إلى بدء إدراك العسكريين الأمريكيين متأخراً لعواقب التدخل العسكرى الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط ، خاصة بعد الفشل السياسى والعسكرى والأمنى الذى تلقاه الولاياتالمتحدة فى العراق. وطبقاً لرؤية هؤلاء العسكريين فإن الأزمة الراهنة المتعلقة ببرنامج إيران النووى يجب أن تحل بالطرق الديمقراطية وأنه يجب على واشنطن الشروع فى مفاوضات مباشرة مع طهران واعتماد استراتيجية مبنية على التواصل الدبلوماسى مع إيران وذلك بهدف خدمة مصالح الولاياتالمتحدة وبريطانيا ، إضافة إلى تعزيز الأمن الإقليمى والدولى . وبالرغم من نفى وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس أن تكون الولاياتالمتحدة بصدد الإعداد لأية خطط لضرب إيران إلا أن العسكريين المتقاعدين الثلاثة وهم الجنرال روبرت غارد من مركز السيطرة على الأسلحة ونشر أسلحة الدمار الشامل فى واشنطن ، والجنرال جوزف هوارد قائد القيادة الوسطى الأمريكية السابق ، والأدميرال جاك شانهان الرئيس السابق لمركز المعلومات الدفاعية ، قد طالبوا أيضاً الحكومة البريطانية بالتدخل فى نزع فتيل التوتر القائم بشأن برنامج إيران النووى ، مُشيرين إلى أن بريطانيا لها دور محورى وعليها الاضطلاع به لتأمين دفعة جديدة للجهود الدبلوماسية فى حل هذه الأزمة . وأيضاً طالبوا رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير فى رسالة وجهوها إليه عبر صحيفة صانداى تايمز البريطانية بمعارضة أى خيار عسكرى أمريكى ضد إيران لتأثير ذلك على تفاقم الأوضاع الإقليمية والتوتر العالمى .