بدا التمرد في دارفور في فبراير 2003 من قبل حركتين مسلحتين انقسمتا بمرور الايام الى مجموعات عديدة وهو ما يجعل من الصعب التوصل الى تسوية تفاوضية للنزاع في هذا الاقليم الغربي في السودان. وتعد حركة تحرير السودان وجناحها المسلح جيش تحرير السودان اهم مجموعة متمردة في دارفور فهي اول من قام بعمليات عسكرية ضد القوات الحكومية في الاقليم. اما المجموعة الثانية فهي حركة العدل والمساواة القريبة سياسيا من تيار الزعيم الاسلامي حسن الترابي، الذي كان في السابق الذراع اليمني للرئيس السوداني عمر البشير منذ وصوله الى السلطة عام 1988 قبل ان يختلفا عام 1999 ليتحول الى خصمه الرئيسي. وانقسمت حركة تحرير السودان اثناء مفاوضات السلام مع الحكومة عام 2006 الى جناحين احدهما يتزعمه مني مناوي وهو الذي وقع اتفاق السلام والاخر يقوده عبد الواحد محمد احمد النور الذي يرفض اي حوار مع الخرطوم طالما لم يتم نشر قوات دولية في الاقليم. وانقسمت حركة العدل والمساواة التي يتزعمها خليل ابراهيم كذلك الى فريقين احداهما يسمى جناح السلام بزعامة ابو الريشة والاخر مجموعة الازرق على اسم قائدها ولكن الانشقاقات الاكبر وقعت داخل جناحي حركة تحرير السودان. وانبثقت عن الحركة ست مجموعات على الاقل وهي: مجموعة الارادة الحرة بقيادة عبد الرحمن موسى، مجموعة جناح السلام، مجموعة عبد الشافي، مجموعة حركة تحرير السودان-الام، مجموعة حركة تحرير السودان الكبرى ومجموعة ال 19 التي يقودها جارالنبي عبد الكريم. وعلى الارض، يشكل القادة الميدانيون حسب الظروف تحالفات ومجموعات صغيرة اخرى معظمها غير معروف ولكن الخبراء يعتقدون ان 20 مجموعة على الاقل متواجدة في دارفور. وكان تشرذم المتمردين مشكلة بالنسبة الى مبعوثي الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم والامم المتحدة يان الياسون اللذين كانا مكلفين باعلاداد لمفاوضات السلام. وحاول المبعوثان على مدى عدة شهور الحصول من مجموعات التمرد على برنامج مشترك يتضمن مطالبها قبل المحادثات المقرر ان تبدا السبت في مدينة سرت الليبية. وقررت سبع مجموعات من بينها حركة العدل والمساواة مقاطعة المفاوضات بعد ان عقدت اجتماعات كان الهدف الاصلي منها الاتفاق على موقف موحد. وما زالت مجموعة محمد احمد النور ترفض المشاركة في المفاوضات. ويتراس وفد الحكومة السودانية الى محادثات سرت نافع احمد نافع مساعد الرئيس السوداني، وشكلت مجموعة مني مناوي وفدا مستقلا.