جاءت زيارة الرئيس الأخيرة إلى أوروبا بمثابة تصحيح الصورة المصرية لدى لدى الألمان خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أظهر مهارة وكفاءة عالية جداً في توضيح ما يحدث في مصر خاصة بعد 30 يونيو مؤكداً أن ما حدث في مصر هو رغبة الشعب المصري الذي لفظ حكم الجماعة الإرهابية عبر 12 شهر. موقع "اخبار مصر" www.egynews.net التقى الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي للحديث حول أهم ايجابيات هذه الزيارة خاصة وأنها تأتي في وقت إحتفال المصريين بمرور عامً على تولى الرئيس حكم مصر. نص الحوار. *** كيف تقيم نتائج زيارات الرئيس إلى كل من المانيا والمجر؟ أولاً أكدت زيارة الرئيس لألمانيا تحديداً نجاح الرئيس وفشل كل معاونيه مما إضطره إلى بذل جهد مضاعف في شرح ما كان مكلفاً به الآخرون مثل وزارات الخارجية والهيئة العامة للإستعلامات والسفارات المصرية في الخارج والحكومة بكامل هيئاتها ومؤسساتها حيث نجح التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية في ترسيخ مجموعة من المفاهيم المغلوطه لدى الأوربيين وخاصة في المانيا في الوقت الذي وقفت فيه المؤسسات المصرية مكتوفة الأيدي رغم ميزانياتها الكبيرة والتى لا ندري كيف وأين تصرف!!؟. *** هل تغيرت الصورة المصرية في المانيا بعد هذه الزيارة؟ استطاع الرئيس تغيير الصورة التى كانت لدى الإدارة الألمانية ولكن الإعلام الإلماني مازال في غالبيته واقفاً عند المعلومات المغلوطة التى تغذيه بها جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي ولو أن رجال الأعمال المصريين الذين يرعون وفود المصفقين والهتيفة التى تصاحب الرئيس في جولاته قد خصصوا ما يصرفونه لإنشاء قناة دولية تستطيع منافسة قنوات الإخوان وتقديم المعلومات الصحيحة والموثقة للعالم الخارجي لكان ذلك أفضل وأجدى لمصر وللرئيس. *** البعض يرى أن سبب فشل مخطط الجماعات الإرهابية في المانيا هو وجود الوفد الشعبي المصري خلف الرئيس في المانيا؟ الوفد الشعبي في المانيا كان غالبيته من الجاليات المصرية في أوروبا والتى جاءت من كل الدول الأوروبية لتحية ودعم الرئيس وكان من الممكن الإستفادة بالإعلاميين والفنانين الذين سافروا على حساب أحد رجال العمال بالتواصل مع الإعلاميين والفنانين الألمان (لو كانوا يملكوا القدرة على ذلك) لتوضيح الصورة وتقديم المعلومات الصحيحة التى تدحض أقاويل ومزاعم وأكاذيب الجماعة الإرهابية ولكن هؤلاء الإعلاميين والفنانين توقف دورهم عند مجرد التصفيق والهتاف. *** ماذا بعد مرور عام على حكم الرئيس وما هي أبرز إنجازات هذا العام؟ من المؤكد أن هناك العديد من الإنجازات أهمها على الإطلاق عودة مصر للقيام بدورها العربي والإقليمي والدولي وذلك بعد نجاح الرئيس السيسي في رأب التصدع الكبير الذي أصاب السياسة الخارجية المصرية والأهم في هذا الملف هو التخلص من إرتهان القرار السياسي المصري لدى واشنطن بعد نجاح الرئيس في إقامة علاقات دولية متوازنة مع القوى العظمى المختلفة مثل روسيا والصين وفرنسا والمانيا وانجلترا. النجاح الآخر تم من خلال إنشاء العديد من المشروعات المهمة التى ياتي في مقدمتها إزدواج المجرى الملاحي لقناة السويس وشبكة الطرق العملاقة ولكن يتبقى أمام الرئيس ملف العدالة الإجتماعية والإنحيار بشكل أكبر للغلابة والبسطاء الذين يتحملون العبء الأكبر لملف الإصلاح الإقتصادي وعلى الرئيس أن يتوسع في إقامة المجمعات الصناعية على غرار مجمع الألمونيوم في نجع حمادي وذلك على حساب التجمعات العقارية البحته. *** وكيف ترى التنمية ومواجهة الإرهاب في هذا العام من حكم الرئيس؟ من المؤكد أن جهوداً عملاقة تبذل لمواجهة سرطان الإرهاب الذي ترعاه الجماعة الإرهابية وكل ذيولها ويأتي في مقدمة هذه الجهود ما تقوم به القوات المسلحة وجهاز الشرطة ولكن أتمنى أن نعود إلى فكرة سيناء العربية تلك المنظمة السرية التى كانت تعمل تحت مظلة المخابرات الحربية المصرية وقوات الصاعقة لمقاومة إرهاب الصهاينة في سيناء فمثل هذه المنظمة ستكون أكثر قدرة على مواجهة الإرهاب في سيناء الأمر يتطلب أيضاً توفير أحدث صيحات تكنولوجيا المعلومات لتصبح متاحة لكل أجهزة المعلومات (المخابرات العامة والحربية والأمن الوطني) لكي تتمكن من محاربة الإرهاب ووأد مخاطره في مهدها. *** القوات المسلحة لها دور كبير في عملية التنمية في مصر كيف ترى هذا الدور؟ يخطئ إلى حد الخطيئة من يزعم أن القوات المسلحة قد باتت مهيمنة على حركة الإقتصاد المصري وذلك لأنها تتولى فقط الإشراف على الشركات المدنية التى تنفذ كل الأعمال في كل القطاعات وهذا الإشراف يضمن دقة التنفيذ ودقة التوقيت المطلوب للإنتهاء من تلك الأعمال والأهم هو التنفيذ على أعلى درجة ممكنة من الجودة وبذلك فإن مشاركة القوات المسلحة في المشروعات العملاقة في قناة السويس والطرق وغيرها تستحق التحية والتقدير. *** هل عادت هيبة الدولة التى حلم بها المصريون مرة أخرى بعد فوضى استمرت 4 أعوام؟ هناك جهود كبيرة تبذل في هذا الإطار ولكن للآسف الشديد فإن بعض التجاوزات الفردية تعمل على تشويه تلك الصورة مما يدعو الرئيس شخصياً إلى الإعتذار أكثر من مرة وكان آخرها الإعتذار للمحامين عن التجاوزات الفردية لبعض ضباط الشرطة وفي هذا الإطار من المهم أن أشير أن الدور الأساسي للشرطة هو منع الجريمة فإذا ما وقعت الجريمة فإن دورها الأساسي هو ضبط الجاني وتسليمه للنيابة العامة التى تحقق معه وتقدمه للمحاكمة ولكن بعض ضباط الشرطة للآسف يقومون بدورهم ودور النيابة ودور المحكمة ومن هنا تتولد التجاوزات التى يجب أن تتوقف فوراً حتى لا تشوه تلك الصورة الرائعة التى يقدمها أبطال الشرطة المصرية. *** بالأمس رأينا على الشاشات مدى الإهمال في القطاع الطبي المصري والحالة المتردية التى وصلت اليها لكن الرئيس اليوم أمر الهيئة الهندسية بإعادة تأهيل معهد القلب كيف ترى ذلك؟ بدايةً فإني أتحفظ على الحركة الكثيرة والدائمة للرئيس الوزراء لأن هذه الحركة دليل إدانة لكل معاونيه من الوزراء والمحافظين ووكلاء الوزراء ورؤساء الأحياء .. الخ. ولعل زيارة محلب لمعهد تيدور بلهارس ومعهد القلب تؤكد هذا الأمر فإن وزيري الصحة والبحث العلمي ومعاونيهما كانوا يقومون بالدور الموكل اليهم لما وجد رئيس الوزراء هذه المناظر المزرية والمؤذية ولللآسف الشديد فإن هذه المناظر موجودة في كل قطاعات الدولة وتحتاج إلى ثورة حقيقية لنسفها وإعادة إلى كل هذه المؤسسات لكي تعود لدورها لصالح المواطن البسيط. *** ما هي أهم الملفات التى يجب على الرئيس العمل عليها السنة القادمة في ظل إرهاب مستمر وفساد مستشري في البلاد؟ سؤالك يحمل في طياته أهم الملفات التى يجب أن يعمل عليها الرئيس وهي مزيد من الجهد في محاربة الإرهاب الذي سيستمر معنا لفترة طويلة حتى نستاصل جذوره السرطانية أما الأهم فهو محاربة الفساد الذي ضرب كل بقاع الدولة وفي كل أركان الدولة لدرجة تجعلنا نؤكد ونحن نتألم أن (عظم الدولة قد ضربه السوس) من كثرة الفساد الموجود وهذا هو الملف الأكثر الحاحاً وخطورة أمام الرئيس في عامه الثاني وكما ذكرت في إجابتي عن سؤال سابق فإن الرئيس مطالب بالإنحياز بشكل أكبر للملايين من البسطاء والغلابة الذيم مازلوا حتى الآن يتحملون العبء الأكبر في رفع السعار والخدمات والمطلوب إذا كانت الدولة تسير في اتجاه أن تكون الأسعار والخدمات بالسعر العالمي أن تصبح دخول ومرتبات المواطنين في المستوى العالمي أيضاً. خاصة وأن الحكومة مازالت (تطبطب) على أصحاب الملايين والآثرياء في الوقت الذي تكشر عن أنيابها للفقراء والبسطاء. *** متى يتم تجهيز الجيل الثاني والصف الثاني من الشباب والقيادات القادرة على قيادة مصر في المستقبل؟ دعني بداية أتحفظ على فكرة المطالبة الإنحياز للشباب لأن هذه الفكرة تحتاج لأضافة بسيطة جداً وهي ضرورة افنحيار إلى كل صاحب كفاءة سواء أكان شاباً أو هرماً فالإنحياز يجب أن يكون للأكفأ وليس للأصغر أو للأكبر فإذا كان الأكفأ شاباً فأهلاً وسهلاً به وإذا كان الأكفأ كهلاً فأهلاً وسهلاً به فمعيار الكفاءة هو الأهم وليس معيار السن فمصر المستقبل يبنيها الأكفأ والأكثر قدرة على الإنجاز وهذا المعيار للآسف الشديد غير مأخوذ به في كل قطاعات الدولة وهذا أحد الملفات المهمة التى يجب أن يضعها الرئيس على مكتبه في عامه الثاني من حكم مصر. *** ما تقييمك لوسائل الإعلام في العام الأول من حكم الرئيس؟ وسائل الإعلام للآسف الشديد ما زالت تعمل على (قديمه) فكل ما يهمها هو التآييد والإشادة بكل ما يصدر عن الرئيس رغم أن الرئيس في أشد الإحتياج إلى وجود (معارضة وطنية) وللآسف إن الأحزاب السياسية لأسباب كثيرة غير قادرة على القيام بهذا الدور وكان المأمول أن يقوم الإعلام أن يقوم بهذا الدور الغائب عن المؤسسات السياسية ولكن القائمين على أمر الإعلام بكل فئاته لجأو إلى الطريق الأسهل والذي لن يفيد الرئيس ولن يفيد الوطن ونصيحتي كواحد من الذين ينتمون للإعلام أن نحاول القيام بدور المعارضة الوطنية لأن الرئيس في أشد الإحتياج إلى وجود مثل هذه المعارضة التى تستهدف المصالح العليا للوطن وتعاون الرئيس في تحمل الأعباء الثقيلة التى يحملها على كتفيه.