تضافرت عوامل كثيرة مثل الحرب الاهلية ، والمخدرات، والادوية المقلدة وانعدام الخدمات الصحية في ميانمار لخلق بيئة نموذجية لاستفحال سلالات جديدة فتاكة مقاومة للعقاقير من الملاريا والسل. ويقول خبراء ان الخطر الداهم يهدد تايلاند المتاخمة لحدود ميانمار، حيث تأوي تايلاند اعدادا كبيرة من المهاجرين واللاجئين من بورما السابقة التي كانت خاضعة للحكم العسكري، كما ان الاثار الطويلة الامد للاهمال يمكن ان تستشري الى مختلف ارجاء المعمورة. ويستخدم العقار الصيني ارتيميسينين وهو أنجح وأقوى علاج في العالم لعلاج الملاريا التي تقتل أكثر من مليون شخص- معظمهم من الاطفال في افريقيا جنوب الصحراء. وعقار ارتيميسينين يكون فعالا عند تناوله مع علاجات اخرى، فيما يعرف علاجيا باسم ادوية ارتيميسينين ومشتقاتها. الا ان الاطباء يقولون ان تعاطي ادوية ارتيميسينين بصورة وجرعة غير سليمة يساعد على تزايد مناعة الجسم ضد العقار الذي يعالج مرض الملاريا الذي تنقله انثى بعوضة الانوفيليس كعائل وسيط. وادت عقود من الزمن من الحرب الاهلية ضد ميليشيات عرقية في شرق ميانمار الى تفاقم الموقف، واوضحت نتائج دراسة لفريق مسؤولي الصحة باكباك ومقره تايلاند ان نسبة تفشي الملاريا بين نصف مليون لاجيء في المنطقة تصل الى 12 في المئة. وقال فرانسوا نوستن وهو فرنسي خبير في علاج الملاريا في بلدة ماي سوت على الحدود الشماليةالغربية لتايلاند "حتى الان بدأ طفيل الملاريا يكتسب مناعة ضد جميع العقاقير التي تنتمي لعائلة ارتيميسينين." وعلى غرار الملاريا هناك مرض الالتهاب الرئوي . ومن الامور المثيرة للقلق ظهور خمس حالات مقاومة للعقاقير.. وتتولى وكالة المعونة اطباء بلا حدود في مخيم لاجئين في تايلاند علاج 15 من مرضى السل من ميانمار ممن يعانون من مقاومة العقاقير، ويستغرق العلاج عادة ستة اشهر وربما قبل ذلك.