دى عيال مبرشمة وصايعة ومعاها سلاح مش هنقدر عليهم هذه المقولة أصبحت هى السائدة الان على لسان رجال الشرطة الذين أصابهم العجز والوهن امام حالات الانفلات الامنى الرهيب فى الشارع المصرى واصبح الشارع مرتعا لمعتادى الاجرام ولحزب السوابق واصحاب السنج والمطاوى واصبح زمن الفتوات والبلطجية الذى كان سائدا فى فترة الخمسينات وما قبلها اصبح هو الزمن القادم لحكم مصر فمن يدفع لسيد الحارة يعيش فى آمان ومن لم يستطع الدفع فعليه الرحيل والمغادرة الى مكان آخر يستطيع ان يعيش فيه. حالة الانفلات الامنى التى اصبحت سائدة فى المجتمع ودخيلة على المصريين تسببت فى وجود عدة ظواهر سيئة كانتشار أعمال البلطجة والبيع العلنى للمخدرات والافيون والبانجو واصبح البيع فى الشوارع علنا هذا مع ارتفاع حالات الشغب والسطو والسرقة بالاكراه واقتحام المحال العامة والفنادق ولم لا بعدما اصبح اقتحام قسم الشرطة فى اى لحظة وبدون مقدمات وأصبح الاهالى اصحاب نفوذ يستطيعون فى اقل من لحظة اقتحام قسم الشرطة او السجن لاخراج اى متهم دون انتظار لحكم محكمة او قضاء عقوبة وازداد الامر سوءا بالهجوم على المستشفيات والتعدى على الاطباء ومنعهم من ممارسة عملهم الانسانى فى انقاذ مريض. الكارثة الكبرى هى تحول بعض اقسام الشرطة الى مأوى للمجرمين ومرتعا لهم واصبح متعاطو المخدرات لا يجدون مكانا آمنا سوى قسم الشرطة لتعاطى المخدرات وتوزيعها جهارا نهارا دون اى خوف . واذا كانت معاناة مواطنى الاحياء الشعبية المكتظة بالسكان من الانفلات الامنى واضحة وأليمة فالمعاناة أشد واكثر لدى سكان المدن الجديدة نظرا لطبيعة المدن الجديدة لبعدها عن العاصمة وازدياد المساحات الواسعة بها فالانفلات الامنى بها أشد خطورة وضرره اكبر خاصة على النساء والفتيات اللاتى يتعرضن ذهابا وعودة الى التحرشات والمضايقات التى تصل بعض الاحيان الى حد الاغتصاب. والامثلة عديدة على حالات الفزع والرعب التى تسيطر على المواطن ومنها حالة السيدة التى خرجت لقضاء بعض حاجياتها مستقلة سيارتها الا انها فوجئت بمجموعة من البلطجية يهاجمون السيارة ويأمرونها بالنزول شاهرين فى وجهها سلاحا آليا فماذا تفعل فى هذه الحالة وخاصة لعدم وجود رجال الشرطة وان وجدوا فلا دور لهم وزادت حدة الانفلات الامنى فى كل مكان واصبح الاستيلاء على الوحدات السكنية مباحا لدرجة ان تقريرا صادرا عن وزارة الاسكان يؤكد ان هناك 4000 وحدة سكنية تم الاستيلاء عليها ولم تتسلمها الوزارة حتى الآن. الامر ياسادة أصبح خطيرا واذ لم يتم تدخل حاسم وسريع وفعال لافلت الزمام من يد الجميع، البلطجة زادت فى كل مكان واصبح الجميع يأخذ حقه بيده وبالقوة، مترو الانفاق تم قطعه، السكة الحديد تم قطعها، الشوارع العامة تم غلقها، القتل والسرقة والاغتصاب فى كل مكان وغيرها كل ذلك اصبح مباحا للجميع خاصة ان دور رجال الشرطة أصبح شرفيا والقانون المصرى معطل والكل مشغول باحتلال دور اكبر ومساحة اكبر فى المشهد السياسى المقبل والخاسر الوحيد هو شعب مصر. نقلا عن صحيفة الاهرام