قرار وزارة الزراعة بتخصيص قناة تليفزيونية زراعية متخصصة لتوعية المزارعين بأحدث أساليب الزراعة واستخدام المحمول في ارشادهم لأول مرة في مصر والعودة إلي العمل بنظام الدورة الزراعية خطوة صحيحة علي أول الطريق لعودة مصر إلي ما كانت عليه في السابق كبلد زراعي كبير في هذا المجال الذي يؤثر تأثيرا مباشرا علي الاقتصاد الذي يئن ويتوجع منذ سنوات بعدما تخلت مصر عن دورها الريادي بفعل فاعل وصارت بعدما كانت من الدول المصدرة لكثير من المنتجات الزراعية اكبر الدول استيرادا خاصة للسلع الرئيسية كالقمح شأن دول الخليج وان كانت الأخيرة لها العذر فأرضها ليست بخصوبة التربة الزراعية المصرية بالاضافة إلي النيل وروافده المحملة بالطمي. الحقيقة إذا أرادت مصر ان تتقدم وترتقي فعليها العودة إلي الجذور عندما كانت سلة القمح للرومان وقبلة العرب في المحاصيل الزراعية وهذا لا يتأتي إلا بالعودة إلي الدورة الزراعية والزام المزارعين بها كي تتمكن من توفير المتطلبات الاساسية الزراعية وما ينتج عنها من صناعات غذائية فمعروف ان الفلاح المصري من أمهر المزارعين والدليل اعتماد صدام حسين عليهم عندما سمح لمئات الآلاف من المزارعين المصريين بتملك الأراضي في العراق وزراعتها والتسويق لحسابه لأنه في النهاية ستكون المصلحة لبلاد الرافدين مما كان له الاثر الكبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي في كثير من المنتجات الزراعية وبالتالي تقليل نسبة الاستيراد بشكل كبير. الأمر الذي ترتب عليه توفير الكثير من العملات الصعبة التي كانت تنفقها العراق علي الاستيراد. وهذا ما يدور في اذهان وزير الزراعة د.أيمن فريد أبوحديد عندما قرر عودة الدورة الزراعية واطلاق قناة زراعية واستخدام المحمول في ارشاد الفلاحين فالرجل بخبرته وتجربته في مجال مراكز البحوث الزراعية ادرك خطورة ما نحن فيه الآن وايضا ما نحن مقبلون عليه من كارثة بعدما اصبحنا نستورد كل شيء حتي الخضر والفاكهة وتلك مصيبة وكأننا بلد خليجي أو بلد يعيش علي صخور بركانية كأندونيسيا مع ان تلك الدول بدأت تتحرك وتزرع وتحصد وتكثر من الصوب الزراعية رغم تكلفتها ولكن لها العذر لأنها محرومة من الأراضي الخصبة وطبعا عزوف المزارعين عندنا عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية والاهتمام فقط بالبساتين جعلنا ننفق المليارات من الدولارات لاستيراد تلك المحاصيل التي هي عصب الحياة بالاضافة إلي ارتفاع الاسعار بشكل جنوني لشح المنتجات الزراعية. الحقيقة إذا لم نتصرف بسرعة ونساعد المسئولين بالاستجابة لارشاداتهم ومطالبتهم بالعودة إلي ما كنا عليه سندخل في نفق مظلم خاصة اننا بلد فقير لا يقوي ماديا علي الاستمرار في الاستيراد طويلا وسنصبح اسري للغير يتحكم فينا أو يتعطف علينا بتلبية احتياجاتنا من تلك المحاصيل مثلما حدث قبل عام في أزمة أوكرانيا وروسيا وامريكا وغيرها عندما تمنعت واشترطت مما جعلنا نلجأ إلي السعودية وفرنسا وسوريا وغيرها وهذا لا يجوز فمن لا يملك قوته لا يملك حريته أو لا حرية لشعب يأكل من وراء البحار علي رأي القذافي في مقولته بالكتاب الأخضر. مطلوب العودة بسرعة إلي مصر الزراعية واجبار الفلاحين علي زراعة المحاصيل الزراعية خاصة القمح والأرز والذرة والقطن لتحقيق الاكتفاء الذاتي وقد وعد وزير الزراعة بامكانية ذلك إذا ما عدنا إلي الدورة الزراعية وإذا ما حافظنا علي الرقعة الزراعية التي بدأت تتلقص بسبب البناء والتجريف والاكثار من مزارع العنب والبساتين بشكل غير متوازن وغيرها من الممارسات الضارة بالزراعة. لقد حان الوقت لأن نسترد ريادتنا خاصة اننا نمتلك الأرض الخصبة والخبرة والمهارة كما اننا تحررنا من العهد البائد الذي كان لا يهتم إلا بنفسه فراح يتاجر بأقوات الشعب ويستورد المبيدات المسرطنة ويتحكم في البذور والاسمدة فأمات الأرض والنبات والماضي والذكريات وقتل وأمرض مئات الآلاف وغير من طبيعة الفلاح الذي كان يحتفظ بالخير كله في منزله الريفي الجميل طوال العام وكان يجمع أولاده حوله علي الطبلية وأمام الأفران البلدية وعلي رأس الغيط يتسامرون ويحددون مواعيد الزفاف في مواسم الحصاد ورحم الله أيام زمان ومحلاها عيشة الفلاحة! وأخيرا: * للأسف نستورد 60% من احتياجاتنا الغذائية. * فقدنا حوالي 300 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية منذ بدء الثورة وحتي الآن. * حتي الآن لم تتم محاكمة الوزراء والمسئولين السابقين عن ادخال المبيدات المسرطنة والبذور المغشوشة. * تركنا العمل وتفرغنا للمظاهرات والاحتجاجات.. كارثة. * أوائل خريجي الازهر من دفعات 2002 وحتي 2010 يجأرون بالشكوي لعدم تعيينهم كمعيدين ولا مجيب.. فهل هذا يجوز شرعا؟! * ما حدث للاعلامية ماريان ضحية ميدان التحرير فضيحة. * يوما بعد يوم يتأكد ان فلول الحزب الوطني وراء كل مصيبة! * الدنيا تتغير وحماس وفتح.. محلك سر.. خسارة!! * بعد جهد جهيد حصل مركز شباب قريش بالمعادي علي الاشهار لممارسة الانشطة رغم الروتين والعراقيل إلا اننا نشكر كل من وقف بجوارنا وساندنا. نقلا عن جريدة الجمهورية