توصل فريق من الباحثين في جامعة مانشستر في بريطانيا إلى جل مبتكر يوظف التقنية المتقدمة لعلاج الألم المزمن في أسفل الظهر وليغنى عن إجراء الجراحة التقليدية التي ينصح بها الأطباء اليوم. وأوضحت مجلة «سوفت ماتر» العلمية المتخصصة أن هذا الجل يتضمن جسيمات صغيرة تنتفخ وتتصلب لدى حقن الجل في الجزء المتضرر من الجسم بما يكفل علاج الفقرات التي تعمل كنوع من الوسادة بين عظام العمود الفقري الأمر الذي يشير إلى إمكانية استعادة المرضى للمرونة الكاملة. وأشار تقرير في موقع بي.بي.سي الالكتروني إلى أن هذا الجل الذي لا يزال في مرحلة التجريب على حيوانات المختبر يقدم بديلاً محتملاً لجراحة الدمج وهي أسلوب جراحي يتم من خلاله دمج عظام العمود الفقري معاً في الموضع المتضرر لتقليص الألم وتعد من العمليات الجراحية الكبيرة التي تقتضي وقتاً ليس بالقصير كمرحلة نقاهة بعد إجرائها ويمكن أن تفضي إلى فقدان ملموس للمرونة. وأوضح أن جسيمات الجل التي ابتكرها فريق الباحثين البريطانيين «تشبه اسفنجات ذكية» لدى انتشارها في الماء. وهي تأخذ شكلاً سائلاً يتضمن مستوى عالياً من الحموضة ويمكن حقنها باستخدام المحاقن العادية ولكنها لدى حقنها في الموضع المتضرر تتغير لتغدو نوعاً من الجل الصلب بسبب امتصاص الماء. وقام الباحثون في التجارب المختبرية التي أجروها بحقن الجل في الفقرة المتضررة وحقن سائل قلوي لضمان التعادل بحسب المستوى السائد في الجسم. وقال بروفسور توني فريمونت عضو فريق البحث إن هناك حاجة ماسة لتطوير أسلوب غير جراحي لعلاج الفقرات المتضررة، وأضاف: «إن أسلوبنا يتمتع بميزة استعادة مرونة العمودالفقري بينما جراحة الدمج الفقري ينتج عنها فقدان ملموس للمرونة في الفقرات المدمجة والمجاورة لها». غير أن زميله دكتور بريان سوندرز قال: «على الرغم من أن النتائج التي توصلنا إليها تعد نتائج مشجعة إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل لنطور تقنية غير جراحية وذات طابع عملي للحلول محل الدمج الفقري كعلاج قياسي للألم المزمن في أسفل الظهر». ويعتزم فريق جامعة مانشستر العكوف على تطوير أنواع من الجل يمكن أن تقدم مواد مضافة لتنشيط إحلال النسيج في هذه المنطقة من الجسم. ووصفت دكتورة أليسون ماكجريجورالخبيرة في ألم الظهر بالكلية الإمبراطورية في لندن هذا البحث بأنه مثير للاهتمام إلى أبعد الحدود.