لن يذكر لأسامة بن لادن أنه أفاد الإسلام أو المسلمين, على العكس فإذا كان بن لادن قد حقق شيئا فهو إثباته أن العقلية العربية عبقرية في الشر, وأي واحد يضع نفسه في مكان المواطن البسيط في الغرب لابد أن ينظر إلى المسلمين من خلال بن لادن على أنهم سفاحون وإرهابيون ودمويون. ويوم وقع قبل عشر سنوات انهيار برجي التجارة في أكبر حدث إرهابي في التاريخ ذهب ضحيته أكثر من ثلاثة آلاف نفس, لم نصدق أن هذا الشر من تفكير مخ عربي. كنا واثقين أنه من تخطيط جماعة على درجة عالية من استخدام وسائل التكنولوجيا الرفيعة التي مكنتها من اختراق المخابرات الأمريكية وأجهزة الأمن وضبط تنفيذ العملية بالدقيقة, بالإضافة الى أننا لم نستطع فهم الغرض من عملية بهذه الضخامة تجري في داخل دولة عظمى, كان لابد ان تعقبها آثار بعيدة. لذلك شككنا ومازال هناك من يشكك حتى اليوم في نسب العملية إلى العرب, لكن أسامة بن لادن فاجأنا باعتراف تفصيلي فماذا كانت النتيجة ؟ العراق أولا ثم أفغانستان وضعف المقاومة الفلسطينية, وغير ذلك, فقد أعطى بن لادن أمريكا بنجاحها في قتله ما جعل الرئيس الأمريكي أوباما يعلن أن ما حدث إنجاز يشهد على عظمة بلاده! علي أنه من الإنصاف القول إن أسامة بن لادن ولد في رحم صراع القوى الكبرى عندما احتل الاتحاد السوفيتي في مجده أفغانستان فحاربته أمريكا بالمسلمين الذين استنفرتهم للدفاع عن الإسلام ضد الإلحاد, وتدفق المجاهدون المسلمون إلى أفغانستان وتعلموا هناك ضرب النار والقتل, فلما انتهت حرب أفغانستان راح الذين تعودوا الجهاد يبحثون عن عدو جديد يجاهدون ضده. وكان من المنطقي أن يتحولوا إلى إسرائيل الأقرب والأحق ولكنهم وهذا هو الغريب لم يقتربوا منها واختاروا أمريكا الأبعد. مع ذلك فلم يكن بن لادن شخصية عادية, فقد دوخ اعداءه عشر سنوات واختفي فوق سطح الأرض قريبا من قواعدهم العسكرية بينما كان البحث عنه في الكهوف والمناطق المهجورة. لكنه في المحصلة أضر الإسلام والمسلمين. نقلاً عن جريدة الأهرام المصرية