يقوم الكونجرس الأمريكي بمراجعة إجراءات منح تأشيرة دخول الأجانب إلى الولاياتالمتحدة في ظل إدراك المسئولين الأمريكيين للحاجة إلى تحسين إجراءاتها وغيرها من الخدمات لزوار أمريكا وقولهم إنهم يعملون على تضافر جهودهم نحو تحقيق هذه الغاية، فى الوقت الذى يعرف فيه أي شخص يسعى إلى زيارة الولاياتالمتحدة مثل الطلبة ورجال الأعمال والسائحين أن الحصول على تأشيرة الولاياتالمتحدة يمكن أن تستغرق أسابيعاً أو شهوراً، وينطوي على عدة زيارات إلى السفارة أو القنصلية الأمريكية. وفى وقت يعاني فيه النمو الاقتصادي من الضعف والتقشف المالي، قالت عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا الأمريكية إيمي كلوبوشار:"لا نستطيع أن نقبل السياح وغيرهم من الزوار الأجانب بشكل مطلق"، مضيفة أن:"هذا يتعلق بفرص العمل، وكل زائر أجنبي لبلدنا ينفق في المتوسط 4000 دولارا..وبالتالى فإننا نتحدث عن مبالغ كبيرة، ففي عام 2009 موّل إنفاق الزوار الأجانب 900 ألف وظيفة في الولاياتالمتحدة، بإجمالي إنفاق بلغ 23 مليار دولارا كأجور للعاملين الأمريكيين". وقالت كلوبوشار، وهي رئيسة اللجنة الفرعية للتجارة في مجلس الشيوخ لشئون القدرة على المنافسة والابتكار وتشجيع الصادرات، إن حصة الولاياتالمتحدة من السياحة العالمية انخفضت من عام 2000 إلى عام 2009 بمقدار الثلث تقريباً، مما كلف البلاد خسارة مئات المليارات من الدولارات التي تدعم الإيرادات ومئات الآلاف من فرص العمل. وكان الرئيس باراك أوباما قد وقّع العام الماضي "قانون تشجيع السفر" الذي أقام شراكة بين القطاعين العام والخاص لجذب المزيد من الزوار إلى الولاياتالمتحدة، وقالت كلوبوشار في جلسة استماع بالكونجرس "إن المبادرة لا يمكن أن تعمل إلا إذا تحسنت إجراءات منح تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة.. ولا يمكن تشجيع المسافرين الأجانب على القدوم إلى الولاياتالمتحدة في ظل تأخير حصولهم على تأشيرة الدخول لمدة أشهر"، مشيرةً إلى أن 73% من المشاركين في استقصاء أجرى مؤخراً قالوا إنهم لن يقوموا بزيارة الولاياتالمتحدة إذا كانوا يعلمون أن الحصول على التأشيرة سيستغرق ما بين شهرين إلى 3 أشهر، منوهةً بأنه للأسف هذا هو الوقت الذي يستغرقه الحصول على تأشيرة الدخول في عدد من الدول. وتحدث المسئولون الأمريكيون الذين أدلوا بشهاداتهم أمام اللجنة الفرعية بالكونجرس عن جهود للإسراع في إجراءات إنهاء طلبات الحصول على التأشيرات وتعزيز مستويات التوظيف القنصلية، كما أشاروا إلى تزايد عدد الدول المشاركة في برنامج الإعفاء من التأشيرة الذي يلغي الحاجة للحصول على تأشيرة الولاياتالمتحدة لعدد من أنواع السفر، والذين يصل عددهم حالياً إلى حوالي 36 دولة. من جانبه قال ديفيد دوناهو نائب مساعد وزيرة الخارجية لخدمات التأشيرات إن هذه الجهود ساعدت على عكس اتجاه الانخفاض في عدد الزوار الأجانب إلى الولاياتالمتحدة، وأضاف:"دخل الولاياتالمتحدة خلال عام 2010 حوالي 60 مليون زائرا بزيادة 17% عن عام 2006.. وارتفع الطلب على الحصول على تأشيرات الدخول بسرعة هائلة من جانب دول الاقتصادات الناشئة الأسرع نمواً في العالم.. وقد تضاعف إصدار التأشيرات في الصين منذ عام 2005 وزاد بنسبة 50% في الهند وبنسبة 52% في روسيا و 24% في المكسيك وأكثر من 50% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تضاعف تقريباً إصدار التأشيرات في البرازيل". وأضاف دوناهو أن الحاجة لإنهاء تأشيرات الدخول بشكل سريع يجب أن يكون متوازناً مع حاجة أمريكا لإمعان النظر في كل من يدخل البلاد في أعقاب هجمات 2001 الإرهابية في نيويورك وواشنطن.. وأشار على سبيل المثال إلى أن البعض اقترح اعتماد تكنولوجيا مؤتمرات الفيديو بحيث يمكن لمسئولين أمريكيين مقابلة طالبي التأشيرات عن بعد، بدلاً من إجبارهم على زيارة قنصلية الولاياتالمتحدة، إلا أنه نوه بأن هذه الفكرة حمقاء.. من وجهة النظر الأمنية. وأوضح أن "الغرض من المقابلة بشكل شخصي هو تقييم الشخص الذي يقف أمام موظف القنصلية أو السفارة حتى يمكن البت بشكل صحيح فيما إذا كان هذا الشخص سيستخدم تأشيرة الدخول بشكل صحيح"، وقال: "إننا لا نعتقد أنه في ظل استخدام تكنولوجيا سكايب ثنائية الأبعاد وحتى مع أفضل التكنولوجيات سوف نكون قادرين على اتخاذ تلك القرارات، ونرى أنه من المهم أن يكون هناك حضور حى ثلاثى الأبعاد في مثل هذه المواقف". وللحد من العواقب والتأخيرات بعد وصول الزوار إلى الولاياتالمتحدة، طبقت إدارة بوش السابقة برنامج "موانئ الدخول النموذجية"، الذي تم بموجبه نشر ضباط إضافيين لحماية الحدود والجمارك بالمطارات الدولية الأكثر ازدحاماًُ في الولاياتالمتحدة، وتم تجديد المناطق التي يتم فيها التفتيش لجعلها أكثر ترحيباً، وتم إنشاء ممرات مباشرة للزوار الذين سيقومون برحلات ربط "ترانزيت".