وجه عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة لجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية خلال كلمته الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معربا عن تهانيه الصادقة بالتوفيق فى تحمل مسئولة رئاسة الدورة الجديدة للقمة العربية. كما نقل تحيات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرئيس عبد الفتاح السيسي وأصحاب المعالي والجلالة والسمو، كما نقل تمنيات الرئيس بوتفليقة بنجاح هذه القمة وقرارتها، مقدما الشكر لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر صباح على جهوده خلال رئاسة القمة السابقة، كما وجه الشكر للامين العام لجامعة العربية الدكتور نبيل العربي على جهوده الحثيثة فى الإعداد لهذه القمة وإنجاحها. وأشار رئيس مجلس الأمة الجزائري إلى أن القمة تعقد فى مرحلة فارقة للعالمنا العربي الذي يجتاز مرحلة بها العديد من التحديات غير المسبوقة، موضحا أنه برغم الظروف الصعبة للبلدان مع التغييرات التى شهدتها البلدان العربية، إلا أن المنطقة العربية أثبتت قدرتها على التكفل بتبني مشاريع وخطط تنموية شاملة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما ينسجم والقيم الانسانية. وقال إن الجزائر تري أن صيانة الأمن القومي العربي تشكل أحد أهم التحديات التى تواجه أمتنا العربية وتفرض علينا تظافر الجهود من أجل إيجاد آلية كفيلة للتصدي لتلك التهديدات التى تحيط بأوطننا، مشيرا إلى أن بلاده تمنت من حيث المبدأ، إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، تتطلع مستقبلا بمواجهة مخاطر الإرهاب على أن تحظى بمزيد من البحث والتعمق من ذي الخبرات والاختصاص مع مراعاة مقتضيات السيادة لكل بلد بما يضمن فرص تجسيد هذا المشروع. وثمن ما تضمنه إعلان الجزائر الذى توج اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب فى دورته الأخيرة بالجزائر، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى أن يستجيب مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب إلى الدعوة التى وجهها إليه المجلس، لبرمجة ملتقي دول لمكافحة الإرهاب. وأكد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة لجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية أن القضية الفلسطينية تظل على رأس اهتمامات الجزائر باعتبارها قضيتها المركزية، معربا عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي فى تمرير مشروع القرار الفلسطيني العربي الرامي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية. ورفض المبررات التى تقدمت بها الدول الرافضة لهذا لقرار، داعيا مجلس الأمن الدولي لتحمل مسئوليته بشأن ذلك. وأعرب عن تأييد الجزائر لخطوة القيادة الفلسطينية التوقيع على طلب الانضمام للعديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، مؤكدا أن بلاده تري أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي هو السلام العادل والشامل الذي يقوم على انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967. وأعلن عن تسديد الجزائر لكافة إلتزاماتها المالية تجاه الشعب الفلسطيني مساهمة منها فى تخفيف معاناته فى ظل ما يواجه من مصاعب واحتياجات ملحة. وأشار إلى أن الشعب الليبي جدير بأن يحظى بتضامنا معه، مشددا على ضرورة الدعم لكافة أشكال الحوار الدائرة حاليا، موضحا أن الجزائر بذلت فى إطار آلية دولية مع دول الجوار جهودا كبيرة من أجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين وتهيئة الاجواء والظروف لجمع الاطراف باستثناء الجماعات المصنفة فى لوائح الإرهاب لإجراء حوار وترك السلاح وعدم التدخل الاجنبي. وبشأن الأزمة السورية، أعرب عن أسفه لعدم وجود بارقة أمل فى إنهاء الأزمة الراهنة، مشيرا إلى أن الأوضاع تزداد سوء على الوضع الأمنى أو على المستوي الإنساني، مجددا دعوة الجزائر إلى ضرورة تكثيف الجهود لوضع الصراع على طريق الحل السياسي. وأكد دعم الجزائر لجهود المبعوث الأممي بشأن الأزمة فى سوريا والقاء بكافة الاطراف ، مشيدا بدور الكويت ودعوتها لإحضتان المؤتمر الثالث على التوالي للمانحين للوضع الإنساني فى سوريا. وحول الأزمة اليمنية ، أشار إلى أن التطورات الأخيرة تدعو إلى ضرورة تحكيم العقل والحكمة وتغليب لغة الحوار من أجل عبور هذا الظرف العصيب الذي يمر به اليمن الشقيق، مشددا على ضرورة دعوة الأطراف كافة إلى نبذ أسلوب العنف المسلح والتصعيد والتشدد فى المواقف والعودة إلى طاولة الحوار وفقا لمراجعيات المتمثلة فى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وثمن دعوة المملكة العربية السعودية لاستضافة مؤتمر حوار وطني يمني بالرياض، لافتا إلى جهود المبعوث الدولي بن عمر بشأن الأزمة فى اليمن، معربا عن أمله فى إيجاد حل سياسي بين الأطراف يعمل على حفاظ وحدة اليمن وشعبه. أشاد بالخطوات الديمقراطية التى قامت بها مصر والجهود الجبارة التى تقوم بها الحكومة المصرية فى سبيل مرافقة المكتسبات إنجازات تنموية واعية. كما أشاد بالانجازات التى حققتها تونس، مشيرا إلى أنها إنجازات فتحت أفاق للمرحلة الجديدة لتعزيز الأمن والاستقرار للشعب التونسي. وأعرب عن تضامن بلاده الكامل مع تونس وشعبها وحكومتها فى الحادث الارهابي الذي وقع مؤخرا، مؤكدا وقف بلاده معها ضد الارهاب. وأكد فى نهاية كلمته الحاجة إلى آليات ومنهاج عربية تتكيف مع مطالب المرحلة الراهنة فى العالم العربي مما يحقق طموحات الشعوب العربية، مشيرا إلى أن المسئولية الملقاة على عاتق العمل العربي تتطلب الإدرك الكامل لمجريات المرحلة الراهنة.