تباينت ردود الأفعال بين أوساط المعتصمين بميدان التحرير ما بين مؤيد للاستمرار فى الاعتصام بالميدان ومعارض له فى أعقاب المؤتمر الصحفى الذى عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونفى خلاله إطلاق أفراد من القوات المسلحة النار على المعتصمين بالميدان الجمعة الماضية، وكذلك عدم صحة تقديم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء لاستقالته، فإلى أى الفريقين تميل؟ مؤيدو الاعتصام يرون أن مطلبهم الأساسى عقب اندلاع ثورة "25 يناير" وإسقاط النظام هى محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وعائلته ورموز نظامه بالكامل، وهو ما لم يتم حتى الآن على الرغم مما اقترفوه بحق الشعب المصرى، كما يرون التباطؤ في تنفيذ باقي المطالب في سرعة الحكم على قتلة شهداء الثورة، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى / عسكرى لإدارة دفة الحكم وأنهم سيظلون مرابطون داخل الميدان ولن يتحركوا منه حتى تتحقق مطالبهم التى تعتبر أساس ثورة "25 يناير" البيضاء. في حين أكد معارضو الاعتصام أن الوضع الحالى يمثل فتنة من جانب فلول النظام البائد للوقيعة بين الشعب والجيش وإجهاض الثورة، ويعد تجاوزا للقانون بشكل كامل، مشددين على أن الثورة عندما انطلقت فى البلاد كانت ضد الظلم بالأساس وغياب سيادة القانون والعدالة على أيدى النظام السابق , وبالتالى فيجب على القائمين على الثورة عدم محاكاة ظلم النظام السابق، مشيرين الى أنه يجب إتاحة الفرصة الكافية للمجلس العسكرى الذى قام بحماية الثورة والذى ارتضاه الشعب لإدارة دفة الحكم فى البلاد ووضعها على الطريق الصحيح. وشددوا على إنهم تضامنوا مع الثورة منذ يوم"25 يناير" لأنهم ضد الفساد الذى استشرى فى البلد , وحينما لمسوا اتجاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمحاربة ذلك الفساد والقضاء عليه أيدوه بشكل كامل , ولكن ليس من المنطقى تطبيق الاصلاح والقضاء على رؤوس الفساد بين ليلة وضحاها, فلابد للاجراءات القانونية أن تأخذ مجراها.