تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد فنانة متعددة المواهب أحبها الناس وعشقوا موهبتها فهي ممثلة من طراز استثنائي تربعت على عرش السينما والاستعراض بسرعة الصاروخ سعاد محمد حسني البابا ولدت فى 26 يناير عام 1943 بالقاهرة والدها اشتهر باسم حسنى الخطاط كنية عن انه كان خطاطا كبيرا فى الثلاثينات والاربعينات. نشأت السندريلا في أسرة فنية مارست الفن هواية واحترافا حيث تنوعت مواهب أخواتها بين الغناء والتلحين والعزف والرسم والنحت ومن بين هؤلاء اشتهرت نجاة الصغيرة كمطربة وعز الدين كملحن. بدأت سعاد المشاركة بالغناء بعد أن أكملت الثالثة من عمرها فى برنامج الأطفال الإذاعي الشهير (بابا شارو), والذي كان يقدمه الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان, وأشتهرت سعاد فى هذا البرنامج بغناء مجموعة أغنيات كتبت لها خصيصا أشهرها تقول ( أنا سعاد أخت القمر .. بين العباد حسني اشتهر). تزوجت سعاد حسني في بداية مشوارها الفني من المصور السينمائي صلاح كريم لكن زواجهما لم يستمر طويلا ثم تزوجت من المخرج علي بدرخان حيث بدأت قصة حبهما مع تصوير فيلم "نادية", وكان بدرخان وقتها يعمل مساعدا لوالده المخرج أحمد بدرخان واستمر زواجهما 11 عاما ثم انفصلا إلا أن انفصالهما لم يمنع من تعاونهما الفني حيث قدم لها العديد من الافلام من بينها "الراعي والنساء", وبعد علي بدرخان تزوجت من زكي فطين عبد الوهاب ابن الفنانة الراحلة ليلى مراد إلا أن زواجهما كان سريا بسبب معارضة والدته ثم انفصلت عنه وتزوجت أخيرا من كاتب السيناريو ماهر عواد واستمر الزواج إلى أن رحلت السندريلا. عاشت سعاد حسني رحلة فنية خصبة حافلة بالعطاء المتميز والمتنوع قدمت خلالها 83 فيلما من بينها إشاعة حب, رجال وامرأة , عائلة زيزى, المراهقات, صغيرة على الحب, شباب مجنون جدا, الزوجة الثانية, حب فى الزنزانة, البنات والصيف, خلى بالك من زوزو. وقد حصلت على عدة جوائز منها جائزة أحسن ممثلة فى أول مهرجان للسينما المصرية عام 1971 عن دورها فى فيلم " غروب وشروق", وجائزة وزارة الثقافة المصرية عام 1986 كأحسن ممثلة عن فيلم الزوجة الثانية, ونفس الجائزة عام 1981 عن فيلم "أهل القمة". وفازت بجائزة احسن ممثلة من جمعية الفيلم فى المهرجان الأول للجمعية عام 1985 عن فيلم أين عقلي والمهرجان الثاني والخامس والثامن والعاشر عن أفلام : الكرنك و موعد على العشاء و حب فى الزنزانة و شفيقة ومتولي. وقد عانت السندريلا فى السنوات الأخيرة من عمرها من آلام شديدة فى العمود الفقري ففرضت على نفسها العزلة لتعيش آلامها وحدها, وقد انفقت كل مالها على رحلة علاجها, وبعد أن نفذت مدخراتها عادت إلى مصر ولكن طبيبها الخاص نصحها بالعلاج في لندن, وقامت بعض الشخصيات العربية بطلب تغطية تكاليف علاجها مهما تكلف بدون غرض سوى إعجابهم بفنها ولكنها كانت ترفض حتى صدر قرار بسفرها إلى لندن لتعالج على نفقة الدولة كنوعا من التقدير العميق للفنانة. وظلت سعاد فى لندن تتلقى العلاج حتى رحلت عن عالمنا يوم 21 يونيو 2001 عن عمر يناهز 58 عاما عندما عثر عليها جثة هامدة على أرضية الجراج الخلفي لبرج ستيوارت تاور بمنطقة (ميدافيل) بوسط لندن والتى لا يزال الغموض يكتنف حادث مقتلها.