مؤتمر اتحاد الجامعات والمعاهد كبري نقابات التعليم العالي في بريطانيا الذي يضم أكثر من20 ألف عضو أصدر قرارا لم يلتفت إليه أحد, ولم يأخذ حقه من الإبراز في وسائل الإعلام العربية. القرار يحث أعضاء الاتحاد إلي دعم النداءات لمقاطعة الجامعات الاسرائيلية تضامنا مع الفلسطينيين ويشمل رفض الجامعيين الكتابة لصحف تنشرها الجامعات الاسرائيلية ووقف الرحلات إلي اسرائيل لحضور مؤتمرات ووقف الأبحاث والتعاون الثقافي اللذين أسسهما الاتحاد الأوروبي مع اسرائيل. وأهمية القرار أنه يأتي عقب: (1) قرار كان أوسع وأعم صدر من نقابة الصحفيين البريطانيين في15 أبريل الماضي يدعو إلي مقاطعة البضائع الاسرائيلية احتجاجا علي حرب اسرائيل علي لبنان في الصيف الماضي وممارساتها. (2) دعوة أكثر من مائة طبيب بريطاني إلي مقاطعة الجمعية الطبية الاسرائيلية التي تمثل الأطباء الاسرائيليين. (3) امتناع المؤسسات الأكاديمية الاسرائيلية عن رفض الاحتلال واستنكاره وربما ايجاد التبريرات له في كثير من الأحيان لما يرتكبه من ممارسات واجراءات. وباستثناء توم هيكي أستاذ الفلسفة في جامعة برايتون بجنوب انجلترا الذي اقترح القرار استشاط البريطانيون خصوصا اليهود غضبا ووصفوا القرار بأنه هجوم علي الحريات الجامعية ومخيف ويمس بصدقية الأوساط الجامعية البريطانية. أما الاسرائيليون فقد هاجوا كالعادة ووصفت وزيرة التربية الاسرائيلية وهي أستاذة جامعية القرار بأنه صدمة وأنه تم في حين يطلق علينا الفلسطينيون باستمرار صواريخ تعرض حياة الطلاب الاسرائيليين إلي الخطر علي حد تعبيرها. التأييد العربي الوحيد للقرار جاء علي لسان المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ووزير الاعلام الدكتور مصطفي البرغوثي الذي وصفه بالناجح والمهم رغم محاولات تعطيله داعيا البلدان الأخري إلي الحذو حذوه لمضاعفة الضغط علي اسرائيل. ولم نسمع ولم نقرأ أي تعليق علي القرار من أي مسئول عربي. ربما لأننا سئمنا أسلوب المقاطعة الذي اتبعناه طويلا ثم تراجعنا عنه في السنوات الأخيرة. ربما لم يصل الخبر إلي مسامعنا, أو لم نهتم به, فعندنا ما هو أشد وأفظع. الحرب في شمال نهر البارد في لبنان, والدم المسال في العراق, والقتل اليومي في غزة, والاقتتال بين الأخوة الأعداء فتح وحماس, والصراع في دارفور والصومال!