انقضت الفترة الزمنية المحددة لاقتراع استفتاء جنوب السودان فى السادسة من مساء السبت لتبدأ عملية فرزالاصوات وعدها غدا " الأحد " وذلك بعد أسبوع كامل جرت فيه العملية في أجواء هادئة واقبال كبير ، حسم النصاب القانونى بصحتها حتى قبل يومين من انتهاء هذا الاستحقاق الذى يعتبر أهم مراحل بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 بين شريكى الحكم فى السودان . بدأت العملية قبل أسبوع فى أجواء إحتفائية , وهى المرة الاولى التى يتوجه فيها الناخبون الجنوبيون الى صناديق الاقتراع للتصويت من أجل تحديد مستقبل الجنوب السياسى وعلاقته بالشمال منذ مؤتمر جوبا الشهير عام 1947 . وسارت العملية على مدى الأيام الستة المنقضية , على نحو جيد وبسلاسة وحرية وشفافية ، كما تأكد لجميع من راقبوها ، الأمر الذى يترتب عليه تحرير شهادة النزاهة لها ، ما يؤكد قبول نتائجها والاعتراف بدولة الجنوب فى حال ما اذا أظهرت صناديق الاقتراع أن الجنوبيين اختاروا الانفصال حقا ، الأمر الذى يتوقع معه مباركة الدولة الوليدة فى أجواء فى الغالب ستكون إحتفائية أيضا . والآن وقد مضت مرحلة الاقتراع منذ بدئها بشكل جيد من النواحى العملية والفنية والأمنية ، أكدت مفوضية الاستفتاء أن نسبة عدد المقترعين فى ولايات الشمال والجنوب وفى دول المهجر بلغت نحو 80 % , مما يعنى أن النسبة المطلوبة لسلامة وقبول نتيجة الاستفتاء قد تم بلوغها . وقد تقرر أن تعلن النتائج تباعا من المراكز , ومن ثم ترحل الى المقاطعات بغية تجميعها وإعلانها ومن ثم ارسالها إلى مكتب جوبا لتجميعها وإعلان نتائج الولاياتالجنوبية , توطئة لارسالها إلى مكتب الخرطوم لإعلان النتيجة النهائية . وبحسب مسئولى الشمال أنفسهم ، فإن احتمالات الوحدة بين شمال وجنوب السودان قد بلغت الدرجة الصفرية - وكما يراها المراقبون أيضا - وزهد فى إمكانية تحقيقها حتى أكثر المتفائلين بوقوعها , ونال اليأس أشد المؤمنين بحتميتها . بهذه الاحتمالات الصفرية , انتهت عمليات الاقتراع لاستفتاء الجنوب الذى بدأ قبل أسبوع فى جميع ولايات السودان الشمالية والجنوبية وفى دول المهجر الثمانى , فيما عدا استراليا التى تم تمديد الاقتراع فيها لخمسة أيام من أمس نظرا للفيضانات هناك التى تسببت فى اغلاق مركز الاقتراع الرئيسى . وتنتهى هذه المرحلة ، ومازال التساؤل الرئيسى لا يجد اجابة حاسمة ، مؤكدة حتى الآن وهو إن كانت خريطة السودان المعروفة ستستمر كما ألفها دارسو الجغرافيا ويظل السودان تحت اسم واحد هو السودان , أم أن الجنوبيين سيختارون الانفصال , ويرفضون "زواجا" يراه الكثيرون منهم زواجا بالاكراه ? . انه السؤال الذى ستتأجل الإجابة عنه حتى الرابع عشر من فبراير المقبل حسب ما حددت المفوضية القومية لاستفتاء جنوب السودان فى الخرطوم إذا كانت هناك طعون فى عملية الاقتراع وإلا فإن الإجابة ربما تكون مبكرة بعض الوقت .