واصل السودانيون الجنوبيون الثلاثاء الادلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وذلك لليوم الثالث على التوالى دون أى أحداث تعكر صفو الاستفتاء. وعلى الرغم من نسبة الاقبال العالية التى شهدتها صناديق الاقتراع خلال اليومين الماضيين الا ان نسبة الإقبال على الاقتراع بلغت بالجنوب 20 % بينما في الشمال 14 % , وقد قررت المفوضية مد فترة الاقتراع لساعة إضافية لإعطاء المزيد من الوقت للناخبين لممارسة هذا الاستحقاق , بحيث تبدأ من الثامنة صباحا إلى السادسة مساء بدلا عن الخامسة , فيما عدا ولايات دارفور التي تبدأ فيها من التاسعة صباحا إلى السابعة مساء. وإذا كان قانون الاستفتاء يشترط تصويت 60 بالمائة من إجمالى من لهم حق التصويت وعددهم حوالى 4 ملايين شخص فإنه من المتوقع أن تتجاوز نسبة التصويت هذا الشرط بكثير بالنظر الى اصرار أبناء الجنوب على المشاركة فيه . يشار الى أن النتيجة النهائية للاستفتاء ستعلن من جانب المفوضية القومية للاستفتاء ومقرها الخرطوم فى الاسبوع الاول من فبراير المقبل. ويأتي هذا الاستفتاء الذي يعطي الجنوبيين حق تقرير المصير في اطار اتفاقية السلام التي وقعت بين الشمال والجنوب عام 2005 والتي وضعت حدا لحرب اهلية طويلة اوقعت مليونين ونصف المليون قتيل منذ الخمسينات. ولا بد من مشاركة 60% من الناخبين الاربعة ملايين المسجلين في هذا الاستفتاء لاعتماد نتائجه. وفي ابيي عززت قوات الاممالمتحدة دورياتها بعد مقتل عشرات الاشخاص في مواجهات بين قبائل متنافسة، حسب ما اعلن متحدث باسم المنظمة الدولية. وقال مارتن نيسركي "نحن قلقون جدا لهذه المواجهات بالقرب من ابيي والضحايا التي سقطت نتيجتها". واوقعت المعارك في منطقة ابيي المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان ما لا يقل عن 33 قتيلا منذ الجمعة، حسب ما اعلن مسؤولون الاثنين واضاف نيسركي ان بعثة الاممالمتحدة في السودان "تعمل للتأكد من هذه الارقام" في وقت تعزز فيه دورياتها وتتصل مع قادة القبائل المتنافسة. فى حين قال مسئول من جنوب السودان الاثنين ان شمال السودان وجنوبه سيحسمان أمر منطقة أبيي المتنازع عليها لكن قبيلة المسيرية العربية تخاطر باثارة غضب دولة جنوب السودان المستقلة المستقبلية في حال استمرارها في القتال. وتسببت اشتباكات استمرت ثلاثة ايام في أبيي الملتهبة بين المسيرية وجنوبيين في تعكير صفو اليوم الاول من استفتاء على استقلال جنوب السودان الاحد والذي يتوقع أن يؤدي لاقامة دولة جديدة في التاسع من يوليو تموز تتويجا لاتفاق سلام بين الشمال والجنوب ابرم في عام 2005. وقال لوكا بيونق المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب ان المسيرية يستغلها بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان وستدفع ثمنا غاليا في نهاية المطاف. وقال بيونق الذي يشغل منصب وزير شؤون الرئاسة بحكومة الجنوب "حقيقة أنا قلق فعلا بشأن المسيرية لانه يجرى استغلالهم ستحل (مشكلة) ابيي وغدا ستكون هناك دولة جديدة... وسيتحول الوجه السيء نحوهم."