الموت من أجل أنبوبة بوتاجاز ... قضية تتجدد وتتكرر مع موسم الشتاء نتيجة زيادة استهلاك الوقود ، القضية مستمرة بلا حل منذ عدة سنوات وتجددت هذا العام مع وجود مقترحات بتنفيذ مشروع لتوزيع أنابيب الغاز بكوبونات لكل أسرة. ولكن لم يمنع ذلك ارتفاع أسعار الاسطوانات بصورة مبالغ فيها وصلت الى 50 جنيه بل أن بعض المناطق شهدت مشاجرات بالأسلحة البيضاء أمام المستودعات وقطع الطريق أمام السيارات المحملة بالأنابيب. وفى أسيوط أصيب 10 فى مشاجرة استخدم فيها المواطنون الشوم والأسلحة البيضاء بسبب أسبقية الحصول على الأسطوانة بمنطقة التوزيع بأبوتيج. وفى سوهاج قطع عدد من الأهالى الطريق السريع أمام إحدى سيارات البوتاجاز التابعة لمستودعات المحافظة، واستولوا على حصتها، بعد إجبارهم السائق بيع الحمولة لهم، وبرروا تصرفهم بفشلهم فى الحصول على أى أسطوانة منذ 15 يوما. وفى محافظة الدقهلية تجمهر العشرات من أصحاب المستودعات أمام مصنع تعبئة الغاز السائل بطلخا، احتجاجا على الانقطاع الدائم للغاز بالمحطة. وانتقد الأهالى فى محافظة القاهرة قيام المستودعات والمخازن بتسريب الغاز للباعة الجائلين قبل توزيعه على المواطنين وما يتبقى يتم توزيعه على للمواطنين، فى ظل تقاعس مفتشى التموين عن مراقبة المستودعات ومنافذ التوزيع للتأكد من وصول البوتاجاز للمواطنين بالسعر الرسمى. وأكد العديد من الأهالى أن الأزمة مازالت موجودة والحصول على أسطوانة البوتاجاز يستلزم حجزًا مسبقاً من منافذ التوزيع أو انتظار الباعة السريحة فى وقت مبكر من صباح كل يوم قبل نفاد الكمية من الباعة نظرًا لعدم وجود الأسطوانات بالشكل الكافى. وقال محمود عبد المجيد موظف "حينما تفرغ أنبوبة البوتاجاز أشعر بالقلق لأنني أعرف جيدا مدى الشقاء والتعب الذي أجده لتوفير أخرى بديلة". وقال نبيل الرشيدى " يا ريت الحكومة توصل الغاز الطبيعي للمنازل بسرعة وترحمنا من البهدلة بدلا من تصديره للخارج". وقال جلال "الأمر أصبح محيرا للغاية، فالبرغم من وصول الغاز الطبيعي إلى معظم الأماكن فإن الأزمة قائمة، واختفت تماما اسطوانات البوتاجاز من مخازن البيع، و سيارات الشركة اختفت هي الأخرى، ولا نجد أمامنا سوي السوق السوداء باسعار 30 جنيه ، وبرغم ذلك فلا نجدها في أحيان كثيرة. تلاعب الباعة وقال حمدان طه وكيل وزارة التضامن الإجتماعى لقطاع التموين أن أزمة اسطوانات الغاز تعود الى تلاعب الموزعين وانتشار السلوكيات الخاطئة المتمثلة فى إحتفاظ المواطنين بأكثر من اسطوانة إحتياطية ، وأوضح أن وزارة التضامن تكثف الرقابة على منافذ توزيع اسطوانات الغاز وتكلف لجنة بعمل تقارير لتحديد الحصة المقررة لكل محافظة مشيراً الى أن الدكتور على مصيلحى والمهندس سامح فهمى وزير البترول قد وضعا خطة لزيادة حصة الاسطوانات للمحافظات ،وأضاف أن إحتفاظ المواطنين بأكثر من اسطوانة غاز وتلاعب الباعة الجائلين وراء الأزمة التى تشهدها بعض المحافظات. وقال وكيل وزارة التضامن أن هناك حملات يومية على مستودعات البوتاجاز ومنافذ بيع الأسطوانات للحد من التلاعب بالأسعار ومراقبة جودة المنتجات والحد من ارتفاع الأسعار حتى لا يتم بيعها بالسوق السوداء وتوفيرها للمواطنين بالمستودعات مشيراً الى أنه تم تحرير 8 ألف مخالفة فى شهر ديسمبر العام الماضى. وأضاف أن الدولة خصصت 13 مليار جنيه دعم لاسطوانات الغاز ووزارة التضامن تدرس الظروف الإقتصادية لكل أسرة مصرية حتى تتمكن من الحصول على إحتياجاتها من اسطوانات الغاز مشيراً الى أن الأزمة مؤقتة بسبب فصل الشتاء وسوف تنتهى فى الأيام القادمة