إعداد : أمينة جادقدم تقرير لمجلس الاستخبارات القومي الأمريكي صورة قاتمة بشأن العراق محذرا من ان الأوضاع مرشحة للتصعيد وسط تنامي حدة العنف الطائفي وإمكانية انجراف الدول المجاورة له إلى دائرة النزاع حال انسحاب سريع القوات الأمريكيةومؤكدا ان هذه الاوضاع ستؤدى الي فوضى عارمة ووضع معقد للغاية،ومع تجاهل التقرير للتأثير الذي ستحدثه زيادة القوات الأمريكية ب21500 جندي إضافي في العراق، وفق ما أشارت مصادر عسكرية واستخباراتية امريكية..وصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد التقرير بانه لايحمل اى مؤشرا يلمح إلى أن خطة الرئيس ستكون إستراتيجية ناجحة تحمي المصالح القومية الأمريكية..بل ان هذا التقرير يبدو أنه الأخير في سلسلة طويلة من التقديرات المتشائمة التي وضعها خبراء السياسة الخارجية والعسكريين و أشاروا فيها إلى فشل خطة الرئيس. ومن ناحيتها سارعت الإدارة الأمريكية للإشارة بأن التقرير تأكيد لموقفها الراسخ من أن الانسحاب حالياً من العراق ستكون نتائجه كارثية.. وقال وزير الدفاع روبرت غيتس في مؤتمر صحفي الجمعة " لن يكون للانسحاب سوى عواقب سلبية وخطيرة للغاية على الولاياتالمتحدة والمنطقة."وكان التقرير الذى اصدره مجلس الاستخبارات القومي قد حذر من أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق قد يجر جيران العراق إلى دائرة العنف هناك.وخلص التقرير الى أن الأوضاع الأمنية في العراق مرشحة لمزيد من التدهور خلال ال18 شهراً المقبلة ما لم تتوقف دوامة العنف الطائفي الطاحنة وجهود إضعاف الحكومةكما اشار التقرير إلى أن قوات الأمن العراقية - تحديداً الشرطة - ستتعرض لضغوط بالغة في الاضطلاع بمسؤولياتها بسبب الخلافات المذهبية التي تفتت المجتمع العراقي.ويذهب التقرير إلى أن الأوضاع في العراق ملغومة وقابلة للانفجار في أي لحظة وأن "التحديات التي تواجه العراقيين مروعة."ومن جانبه انتقد وزير الدفاع الأمريكي تباطؤ حكومة العراقية في الالتزام بتعهداتها بالمساهمة بقوات عراقية في بغداد في إطار الحشد العسكري الأمريكي-العراقي هناك وقال إن معدل القوات العراقية التي أرسلت إلى بغداد تعادل ما بين 55 في المائة إلى 65 في المائة من الأعداد المتفق عليها مشيرا الى انها ليست بالأعداد الكافيةوألتى تسعى واشنطن من خلالها الى مواجهة الدور الإيراني حيث تتهم الولاياتالمتحدةايران بدعم المليشيات المسلحة االتي ساهمت في إسقاط قرابة 70 في المائة من ضحايا الجيش الأمريكي في العراق.وبالرغم من تأكيد مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي إن إدارة الرئيس جورج بوش خلصت إلى الأوضاع في العراق ليست مستقرة وأن هناك حاجة للتغيير إلا أنه أشار الى ان الامرسيكون شاقاً و صعباًو ليست هناك ضمانات بالنجاح.كما اعرب عن اتفاقه ، مع الصورة التشاؤمية التي رسمها التقرير وتصويره الذي يشابه حرباً أهلية، إلا أنه استدرك مؤكداً رفض البيت الأبيض تبني تعبير "حرب أهلية."وأضاف قائلاً "علينا اجتياز تلك الأوضاع المعقدة التي نواجهها في العراق وماهية إستراتجيتنا التي علينا التعامل معها..وجدير بالذكر أنه بالرغم من اطلاع الرئيس بوش على التقرير إلا أنه مازال على قناعة بأن إرسال خمس كتائب إضافية من القوات الأمريكية إلى العراق ستحدث توازناً في الوضع.وفي هذا الصدد يرى بعض المحللين العسكريين أنه مهما كان عدد القوات التى سترسل الى العراق فلن تجدى مالم تتحد الجهود الامريكية مع مفهوم الحكومة العراقية من أن الشعب العراقي هو الأولوية وليس القبيلة أو المذهب.كما حذر تقرير مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي بشدة من العواقب الوخيمة لانسحاب أمريكي مفاجئ من العراق.مشيرا الى إنه في حال إقدام واشنطن على تلك الخطوة ستنجرف دول الجوار إلى النزاع مع تهاوي العراق كما سيحاول تنظيم القاعدة في العراق إلى اتخاذ محافظة الأنبار - ذات الأغلبية السنية - كنقطة انطلاق لشن هجمات داخل وخارج العراق، كما سيدفع، العنف، تحديداً في مناطق الأكراد شمالي العراق بتركيا إلى التحرك عسكرياً.وفي هذا الشأن، نقلت الأنباء أن فصيل كردي جديد -يسمى "حزب الحياة الحرة في كردستان" أو PEJAK يتدرب في شمالي العراق على شن هجمات على إيران.ويبلغ مجندو هذه الحركة المسلحة الجديدة، التي تدعمها الولاياتالمتحدة عدة ألاف من المقاتلين.