عضو اتحاد الكتاب يمثل عمال المصانع نسبة كبيرة من المرضي المترددين علي عيادة الأمراض النفسية بالتأمين الصحي وإذا تعرض أحد العمال إلي ضغوط نفسية فإنه يطلب عرضه علي اخصائي النفسية بالتأمين الذي يكتب له علاجا شهريا وقد يتعاطي المريض الأدوية المهدئة وقد يتوقف عن تعاطيها بسبب أعراضها الجانبية ولكنه في أغلب الحالات يصير سعيدا لأنه صار يحمل لقب "مريض نفسي" ويتصرف تصرفات غير طبيعية أمام زملائه بالمصنع رغم انه يكون في كامل وعيه ويكون مسئولا عن تصرفاته ولكنه يحاول اقناعهم بأن تصرفاته الغريبة خارجة عن ارادته وهو يتخذ من ذلك ذريعة لممارسة أعمال البلطجة بالمصنع وإرهاب السادة المديرين حتي لا يقوموا بتحويله إلي إدارة الشئون القانونية للتحقيق معه وتوقيع أي جزاءات عليه وللأسف الشديد فإن كثيرا من المديرين يشعرون بالخوف من هؤلاء البلطجية ويتغاضون عن أخطائهم المتكررة خوفا من الاصطدام بهم. وقد شهدت المصانع المختلفة مزيدا من الحوادث المؤسفة التي قام بها البلطجية من العمال بالتعدي علي المهندسين وكبار المديرين والتطاول عليهم باللسان واليد وقد تسببت هذه الاعتداءات المتكررة في ضياع هيبة الإدارة علماً بأن هؤلاء البلطجية يحاولون الاستقواء ببعض أعضاء اللجان النقابية بالمصنع الذين يدافعون عن أخطاء هؤلاء العمال البلطجية ويبررون تصرفاتهم الطائشة بأنهم مرضي نفسيون وبأنه ليس علي المريض حرج. وان هؤلاء النقابيين يفعلون ذلك طمعا في أصوات المرضي النفسيين من العمال الذين يتزايد أعدادهم باستمرار ويمثلون نسبة لا يستهان بها. وإذا أراد أي عامل بلطجي أن يحصل علي اجازة مرضية بدون وجه حق فإنه يهدد أطباء التأمين ويدعي الجنون أمامهم وإذا رفض أي طبيب تنفيذ رغبته فإنه يثور في الحال ويعتدي عليه بالضرب وتشهد محاضر الشرطة العديد من الحوادث المؤسفة التي وقعت للأطباء ومديري العيادات واصابتهم باصابات خطيرة بسبب اعتداءات البلطجية المتمارضين. وقد أعجبني تصرف رئيس مجلس إدارة أحد المصانع وهو لواء مهندس رفض ابتزاز البلطجية ورفض وساطة أعضاء اللجنة النقابية بالمصنع وأصر علي عرض أي عامل بلطجي علي الشئون القانونية وتوقيع الجزاء الرادع عليه وإذا ادعي احدهم انه غير مسئول عن تصرفاته فليس له مكان وسط العمال المنتجين ويجب عرضه علي اخصائي النفسية لكتابة تقرير عن حالته. * نقلا عن صحيفة الجمهورية