الاهتمام كله ينصب في الوقت الحالي علي النسب التي حصل عليها الحزب الوطني من المقاعد البرلمانية، والنسب التي حصلت عليها, أو لم تحصل عليها الأحزاب السياسية المدنية، ثم المقاعد التي لم تحصل عليها جماعة الإخوان المسلمين هذه المرة باعتبار أن تلك المقاعد تخص القوي السياسية الرئيسية ذات البرامج والمقرات التي خاضت انتخابات الأحد الماضي، والتي ستكمل، أو قد لاتكمل، المعركة الانتخابية يوم الأحد القادم. إن أحدا لم يهتم كثيرا بواحدة من أهم الظواهر التي كانت قد بدأت في التصاعد خلال الانتخابات الماضية, وهي' المستقلون', الذين تتجاوز أعدادهم في انتخابات الإعادة القادمة, كل الأعداد التي تمثلها أحزاب المعارضة, والإخوان المسلمين معا, التي دخلت إلي مجلس الشعب بالفعل, خلال الانتخابات الماضية, فهم يزيدون علي المائة, ويتوقع لكثيرين منهم أن يفوزوا في عدد من الدوائر المهمة, بحيث سيكون لدينا في النهاية, تجمع يضم' المستقلين' في البرلمان. السبب المفهوم في عدم الاهتمام بهم, هو ماحدث خلال الانتخابات الماضية, فالغالبية العظمي منهم ليسوا مستقلين بالفعل, وإنما منشقون عن الالتزام الانتخابي داخل الحزب الوطني, فإما أنهم كانوا يدركون أن الحزب لن يدخلهم ضمن قوائمه, أو انهم أدركوا في اللحظة الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح أن الحزب قرر أن يرشح من يراه وفقا لمعاييره, فأقدموا علي دخول الانتخابات علي مسئوليتهم الخاصة, وبالتالي قد ينضم عدد كبير منهم إلي الحزب مرة أخري, بعد ظهور النتيجة, فهم' مستقلون وطني'. بالطبع لايمكن دحض كل ذلك, لكن هل سيتكرر ذلك هذه المرة, ففي المرة السابقة, لم يكن الحزب الذي فاز بقوته الأصلية, في34 في المائة من الدوائر فقط, يمكنه أن يتخلي عن ضم مستقليه, ولم تكن مسألة الالتزام الحزبي قد ترسخت, وتحولت إلي ورقة يتم التوقيع عليها, كما حدث هذه المرة, وهناك مرارة من نوع ما تجاه ماقاموا به إزاء مرشحي الحزب, كما أن كثيرا من هؤلاء يعتقدون, خاصة من سينجح منهم, أن الحزب قد تخلي عنهم في اللحظة الأخيرة, لحساباته, بينما كانوا يستحقون الترشيح. الفكرة التي أقولها واضحة, فربما تتكون لدينا مجموعة قوية في البرلمان, في مواجهة كتلة الأغلبية التي يحوزها الحزب الوطني, ومجموعة محدودة تنتمي إلي الأحزاب المدنية, وتمثيل شرفي لجماعة الإخوان المسلمين, أقول ربما, فلايعرف أحد بدقة كيف ستسير الأمور بعد نهاية الانتخابات ؟ * نقلا عن صحيفة الاهرام المسائي