في اسبوع من الهبوط الكبير.. مؤشر مصر الرئيسي يفقد 10 % من قيمته.. ومخاوف من تعثر الاقتصاد العالمي.. ومحللون لاسواق المال يرون هبوط البورصة غير مبرر.. ويوجهون لوما الى المسئولين لعدم ايضاح الرؤية. وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، فقد المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" نحو 10 % مسجلا 8593 نقطة، وتراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" بنسبة 12.2 مسجلا 572.2 نقطة. وفقد المؤشر الأوسع نطاقًا "إيجي إكس 100" نحو 11.2 % مسجلا 1050.44 نقطة. وفقدت القيمة السوقية للاسهم 37.9 مليار جنيه لتسجل 486.704 مليار جنيه. القصة باختصار قال ايهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة لتداول الأوراق المالية لموقع اخبار مصر www.egynews.net "ما حدث في البورصة المصرية خلال الاسبوع الماضي يعود الى فشل مؤشر السوق الرئيسي في التماسك على اي من مستويات الدعم ليغلق قرب ادنى مستوى سعري له منذ يوليو الماضي متأثرا بالتراجعات الحادة التى شهدتها كافة الاسواق العالمية". وادى اعلان امريكا ايقاف برنامج التحفيز الكمي للاقتصاد بنهاية اكتوبر وتثبيت البنك الفيدرالي الامريكي – المركزي – اسعار الفائدة قرب الصفر لفترة غير محددة من الزمن لاشاعة حالة من القلق حول قوة الاقتصاد الامريكي الاكبر في العالم وهو ما القى بظلال سلبية على الاسواق الاوروبية واسواق الخليج وتزامن كذلك مع تراجع حاد في اسعار النفط سواء الخام الاوروبي "برنت" او الامريكي "نايمكس" لتشكل هي الاخرى ضغوطا قويه على اسواق المال، وفقا لسعيد. هبوط غير مبرر بمصر وقال عيسى فتحي نائب رئيس شعبة الاوراق المالية "السوق تراجعت نتيجة سيطرة حالة من الخوف الغير مبرر على المستثمرين الافراد دفعت التعاملات الى حركة عشوائية.. وكسر المؤشر الرئيسي منطقة 9 الاف نقطة وتحرك دون 8600 نقطة في حركة غير متوقعة على الاطلاق". "تراجعت بورصة مصر اكثر من الاسواق الامريكية والاوروبية التي تاثرت سلبيا بتوقعات تراجع النمو العالمي في حركة غير مفهومة.. حتى اسواق الخليج هناك مبرر لهبوطها خاصة مع تراجع اسعار النفط الذي يعد الركيزة الاساسية لاقتصادها"، وفقا لفتحي. وخلال تعاملات الخميس فقط، خسرت بورصة باريس 2.02 % وفرانكفورت 1.42 % ولندن 1.88 % ومدريد 2.60 % وميلانو 2.27 % بينما فقد مؤشر مصر الرئيسي اكتر من 3 %. واوضح ان تراجع بورصة مصر على هذا النحو جاء بالرغم من وجود انباء ايجابية حول اقتصاد مصر منها اعلان تسجيل نمو بلغ 3.7 % خلال الربع المالي الأخير مقارنة بنحو 2.5 % في الربع السابق له. ومن الانباء الايجابية، قال ان تراجع اسعار النفط وبعض الحبوب منها القمح والذرة يصب في صالح مصر حيث يخفض مخصصات الدعم للمواد البترولية والغذاء وبالتالي يتراجع بالضغوط على الموازنة العامة للدولة. وذكر ان التراجع في اسعار النفط يخفض مخصصات المواد البترولية بنحو ملياري دولار سنويا مشيرا الى ان اسعار النفط قد تواجه المزيد من الهبوط. وكذلك اعلن صندوق النقد والبنك الدوليين ارتفاع في توقعاتهما لنسب نمو الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة نتيجة لاعلان مصر عن تنفيذ مشروعات تنمية ضخمة واعداد مصر لمؤتمر دولي في فبراير 2014. وقال "في ظل تلك الانباء الايجابية لماذا يتراجع مؤشر البورصة المصرية اكثر من 9 % في اسبوع". اين المسئولين؟ وألقى وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة ادارة محافظ مالية اللوم على المسئولين المصريين مثل رئيس البورصة ووزراء المجموعة الاقتصادية والجهاز المصرفي في تراجع السوق على هذا النحو حيث لم يقدموا تفسيرا للمستثمرين لطبيعة ما يحدث بالاسواق العالمية وموقع مصر من تلك الازمة. وقال "اين المسئولين لايضاح التأثير الايجابي أو السلبي لهذه الازمة العالمية المفتعلة على الاقتصاد المصري المستورد للبترول والقمح والسلع". "المستثمرين يخشون ازمة عالمية كما حدث في 2008 ولكن لابد ان نضع في الاعتبار ان السوق المصرية اليوم تختلف عما كانت عليه في 2008". وقال "على سبيل المثال كان هناك فقاعات سعرية كبيرة على الاسهم نتيجة صعود السوق بقوة دون توقف حتى مستوى 12 الف نقطة وبالتالي كان من الطبيعي ان تنفجر تلك الفقاعات خاصة مع وجود حدث ضخم مثل الازمة .. وكذلك كانت السوق تتمتع بحيازات اجنبية كبيرة ومع ظهور بودار الازمة اضطرو الى البيع للخروج بمكاسب بعد خسارتهم الكبيرة في اسواقهم الاساسية وهو ما لا نراه اليوم في بورصة مصر التي خرج منها الاجانب بشكل كبير من 2011 وحتى 2013″، وفقا لعنبة. واوضح عنبة ان الاسواق العالمية التي تتراجع اليوم حققت طفرات سعرية ومستويات تاريخية عقب ازمة 2008 وساق مثالا للمؤشر الامريكي الذي بلغ 17500 نقطة بينما لم تصل بورصة مصر الى مستوى ذلك الوقت سواء على صعيد المؤشرات او اسعار الاسهم. مؤشر مصر مضلل وقال عنبة ان مؤشر البورصة المصرية الرئيسي مظلل حيث اعطى انطباعا خاطئا عن الهبوط كما اعطى انطباعا خاطئا عن الصعود سلفا. وبرهن على رؤيته قائلا "مؤشر البورصة الرئيسي تراجع بنحو 3 % الخميس بينما هناك اكثر من 100 سهم فقدو اكثر من 10 % من قيمتهم السوقية وبعضهم ضمن المؤشر الثلاثيني". وذكر ان المؤشر لا يعبر عن السوق لان هناك سهما واحدا يملك 26 % من المؤشر وبعد ذلك اكبر وزن نسبي 9 % فقط فصعود السهم الاكبر منفردا قادر على تلوين السوق بالاخضر كما ان هبوط معظم الاسهم لن يظهر في مؤشر السوق الرئيسي. وقال ان احتساب المؤشر بالاوزان النسبية لا يتناسب مع بورصة مصر رغم وجوده في الاسواق العالمية نظرا لعدم وجود اسهم كبيرة تحفظ توازن المؤشر مما يجعل سهما واحدا يسيطر على المؤشر. توقعات ايجابية واتفق الخبراء على ان السوق تتجه الى اضمحلال الاتجاه البيعي الغير مبرر بالاساس خلال الاسبوع القادم وان القوى البيعية التي سيطرت على السوق في طريقها الى الزوال متوقعين معاودة السوق الى الصعود. وقال عيسى فتحي "اتوقع ان يشهد الاسبوع القادم هدوءا في موجة الهبوط وتتجه السوق الى موجة من الصعود الكبير كرد فعل للتراجع الحاد الذي منيت به هذا الاسبوع حيث انه عادة ما يعقب موجة الهبوط الكبير صعود ضخم يفوق نقطة الهبوط". واضاف ايهاب سعيد ان التوقعات الفنية تشير الى ان المؤشر الرئيسي سيتجه الى مستوى الدعم التالي قرب 8500 نقطة بعد فشله في التماسك اعلى مستوى الدعم قرب8800 نقطة. وذكر ان نجاح المؤشر في الثبات فوق 8500 نقطة تؤهله الى الدخول في حركة تصحيحية لأعلى لتعويض جانب من خسائرة الكبيرة ليتخطى مجددا منطقة 9 الاف نقطة. واما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة، ذكر سعيد ان تركيز المؤشر سيتحول الى مستوى الدعم الرئيسي بين 550 – 555 نقطة. واشار الى ان نجاح المؤشر السبعيني في اجتياز تلك النقطة يؤهله الى التصحيح الى اعلى لتعويض جانب من خسائره التي تعد الاكبر في الاسبوع الاخير.