حمل الاسبوع الثالث من فبراير 2014 هدية ثمينة للمستثمرين بسوق المال المصرية لتسجل عدة أرقام قياسية لم ترها منذ 2008، بينما خفت نجم "اسهم التجزئة" مؤقتا انتظارا لرؤية تعامل ادارة البورصة مع أول طلب للتجزئة. وأفاد التقرير الأسبوعي للبورصة المصرية، بان المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" - الذي يضم اكبر 30 شركة مقيدة - زاد 3.98 % ليغلق عند 7893 نقطة, وصعد مؤشر "إيجي إكس 70" - الذي يغلب على تكوينه الاسهم المتوسطة والصغيرة - بنحو 2.6 % مسجلا 660 نقطة. وارتفع مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا بنحو 2.81 % لينهي الاسبوع حول 1127 نقطة, وزاد مؤشر "إيجي إكس 20" بنحو 3.98 % مسجلا 9332 نقطة. وكسب رأس المال السوقي للأسهم المقيدة في سوق داخل المقصورة ارتفع 14.5 مليار جنيه مقابل إغلاقه الاسبوع السابق مسجلا 485 مليار جنيه وسط تداولات بلغت 6.6 مليار جنيه. صعود ألف نقطة قدر وائل عنبة رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لمجموعة إدارة محافظ مالية في تصريح لموقع أخبار مصر www.egynews.net صعود السوق منذ مطلع 2014 بنحو ألف نقطة متوقعا مواصلة الصعود لتتجاوز مكاسب السوق 4 آلاف نقطة خلال العام. وذكر عنبة أن السوق صعدت بقادتها التقليديين مثل البنك التجاري الدولي والمجموعة المالية هيرميس والعربية لحليج الاقطان وبايونيرز وطلعت مصطفي نتيجة بدء الاعلان عن مؤشرات نتائج الاعمال. وقال "ما يحدث في البورصة حاليا نوع من تعديل الاسعار وتدوير السيولة بين الاسهم في السوق حيث تخرج السيولة من الاسهم الاكثر صعوداً الى الاقل ارتفاعا بعد هبوط السوق الكبير على مدى 5 سنوات نتيجة عوامل خارجة عن إرادتها". وتابع "البورصة المصرية تكافىء الصابرين من مستثمريها.. لا شئ يعوض خسائر البورصة غير البورصة.. السوق تلقت صدمات متتالية بداية من الازمة المالية العالمية حيث سجلت السوق المصرية الهبوط الاكبر عالميا خلال عام الازمة بالرغم من ان الازمة كانت في الولاياتالمتحدة.. ومع اندلاع ثورة يناير هوت البورصة بشكل كبير لتسجل ثاني اكبر هبوط عالمي في 2011"، وفقا لعنبة. موجة ثالثة وقال احمد العطيفي خبير اسواق المال إن البورصة المصرية وضعت أسس موجة صعود ثالثة بقيادة اسهم لم تطالها موجتان سابقتان مثل اسهم الاقطان والخدمات المالية. واضاف ان المستثمرين يبحثون عن فرص استثمارية في الاسهم التي كانت حركتها اضعف من السوق سلفا مما يؤكد الثقة في سوق المال. يذكر أن البورصة المصرية سجلت موجتين متتاليتين من الصعود أولها بقيادة الاسهم الكبرى ثم الاسهم المتوسطة والصغيرة. وذكر أن مؤشر السوق الرئيسي نجح في كسر عدد من الارقام المهمة خلال الاسبوع اخرها مستوى 7800 نقطة فضلا عن تجاوز احجام التداول المليار جنيه بعدة جلسات. وقال "رأينا حجم تداول تجاوز 6.5 مليار جنيه خلال الاسبوع.. وسجلت التداولات باخر جلستين نحو 2.5 مليار واذا رجعنا بالذاكرة 5 او 6 اشهر نجد ان هذه القيمة كانت تسجل في اكثر من اسبوعين". أسهم التجزئة وعلى صعيد الاسهم المتوسطة والصغيرة ومنها اسهم التجزئة قال العطيفي " تراجع أداء تلك الاسهم على نحو ملحوظ خلال الاسبوع نتيجة صعود اسعارها الى مستويات مرتفعة خلال الاسبوعين السابقين". وأوضح ان المتعاملين يترقبون تعامل إدارة البورصة المصرية مع أول طلبات للتجزئة تتقدم بها الشركات الصغيرة وهو ما سيحدد حركة تلك الاسهم مستفبلا. واقر مجلس ادارة البورصة قواعد جديدة للقيد والعمل بالسوق تعطي الشركات التي يقل عدد اسهمها عن 5 ملايين سهم حق اتخاذ قرار تجزئة القيمة الاسمية لاسهمها منفردة. وأعقب القرار طفرات سعرية كبيرة صعدت بتلك الاسهم التي يغلب عليها طابع المضاربات وهو ما ظهر عبر صعود مؤشر السوق السبعيني بنسبة 4.5 % خلال الاسبوع الاول من فبراير 2014 بينما لم تتعدي نسبة صعود مؤشر السوق الرئيسي 0.3 % خلال الاسبوع. الاحداث السياسية واتجه اسلام عبد العاطي عضو الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار الى ان الاحداث السياسية تعطي غطاء من الايجابية لتعاملات السوق المصرية. وقال "السير قدما نحو الاعداد للانتخابات الرئاسية يعد الحدث الابرز حاليا ويعد الداعم الاساسي للسوق حاليا.. حيث تقترب مصر من الاستحقاق الانتخابي الثاني في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بالتوافق مع القوى الوطنية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي". ووافقه الرأي عادل عبد الفتاح رئيس احدى شركات تداول الاوراق المالية مضيفا ان السوق لا تتأثر كثيرا بالاحداث السلبية على الساحتين السياسية والامنية. وساق مثالا قائلا "تأثرت البورصة بشكل طفيف في بداية جلسة الاثنين متأثرة بالحادث الارهابي الذي استهدف حافلة سياحية في طابا الا ان السوق استوعبت الحادث وظهرت قوة شرائية من قبل المستثمرين الاجانب أدت لتحول المؤشر في نهاية الجلسة الى الارتفاع الطفيف وشمل الصعود كافة الاسهم". واوضح "البورصة تسير على خطوات ثابتة منذ يناير الى الآن .. الثقة تزيد.. هناك أموالا تضخ في السوق .. كما تستوعب السوق اي احداث وتعوض خسائرها في وقت قصير." وتوقع الخبراء تعرض السوق الى موجة من البيع بهدف جني الارباح كنتيجة طبيعية على خريطة الاتجاه العام للصعود خلال الاسبوع الاخير من فبراير على أن تعاود الصعود لحصد المزيد من المكاسب.