استطاع فيلم "لعبة عادلة" بطولة «شون بين» و«ناوومى واتس» وخالد النبوى أن يستحوذ على اهتمام الجمهور من خلال عرضه بفعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبى السينمائى ضمن قسم «عروض السينما العالمية»، التى ضمت عشرة أفلام تسجيلية وروائية فى عروضها العربية الأولى. فيلم "لعبة عادلة" من إنتاج شركة «ايمجينيشن أبوظبى» وإخراج «دوج ليمان» الذى لمع اسمه كواحد من أشهر مخرجى الحركة خلال الأعوام الأخيرة عبر سلسلة أفلام «بورن» بطولة «مات ديمون» وفيلم «السيد والسيدة سميث» ل«براد بت» و«أنجلينا جولى».. وقد ظهر تأثر المخرج الواضح بأفلام الحركة من خلال الإيقاع العام للفيلم رغم أنه ينتمى لنوعية الأفلام السياسية الثقيلة التى ظهرت بعد احتلال أمريكا للعراق على غرار فيلم «المنطقة الخضراء» وغيره. أحداث الفيلم مستوحاة من وقائع حقيقية حدثت قبل الغزو الأمريكى للعراق من خلال أحد عملاء السى آى إيه «فاليرى بلام»- «ناوومى واتس»- التى كانت تعمل ضمن برنامج عدم الانتشار النووى حيث تكلف هى وفريقها بالتأكد من المعلومات الخاصة بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق وذلك بعد احتلال أفغانستان وقبل غزو العراق..وبحكم زواجها من سفير سابق له علاقات أفريقية «شون بين» ترشحه للسفر إلى أفريقيا لجمع معلومات حول صفقة يورانيوم مخصب تنوى العراق شراءه من النيجر.. و تطور الأحداث تظهر شخصية العالم النووى العراقى حميد "قام بدوره خالد النبوي" الذى يتم من خلاله بلورة فكرة الفيلم، وهى الادعاء الأمريكى بوجود برنامج نووى عراقى، حيث نراه يتحدث عن عمله بمصنع سماد بعد تفكيك البرنامج العراقى فى التسعينيات.. وفى أكثر من لقطة يبدو كل همه أن يحضر بعض اللبن والطعام لأسرته أثناء القصف..هذه المشاهد العائلية تتم بالتوازى مع اهتمام السرد بصرياً ودرامياً بإبراز الحياة العائلية لدى العائلة الأمريكية من خلال أولادهم. ورغم قصر دور خالد النبوى وتعجب البعض من عدم استخدام ممثل عراقى لتجسيد الشخصية فإنه استطاع أن يقدم أداء متوازناً بعيداً عن الافتعال خاصة المشاهد الصامتة حين كان ينتظر أن تنقذه المخابرات من جحيم الحرب هو وأسرته، أو فى المشهد الذى يعترف فيه بأنه يعمل فى مصنع سماد، وهو العالم النووى الكبير. ويعد استخدام مادة تسجيلية فى نهاية الأفلام شكلا مهما من أشكال الفيلم «السياسى» كنوع من إثبات مصداقية الأحداث وبيان مدى واقعيتها.. وبمجرد نهاية الفيلم تشعر أن العنوان يتخذ أبعادا ذات دلالات ساخرة ولائمة فى الوقت نفسه، حيث تتحول القضية من لماذا قامت أمريكا بغزو العراق إلى من هى العميلة «فاليرى»؟،