أفاد مكتب الإحصاء الامريكى انه في السنة الثانية للركود الاقتصادى الشديد، سجلت نسبة الفقراء الأميركين ارتفاعا لتصل الى أعلى مستوى لها خلال نصف قرن، ففي عام 2009 بلغ عدد الامريكيين الذين يعيشون تحت خط الفقر نحو 44 مليون أميركي – بما يعادل نسبة شخص واحد من كل سبعة امريكيين – و يقدر مركز الاحصاء معدل خط الفقر بما يوازى 22 الف دولار سنويا كدخل لاسرة مكونة من اربعة افراد. وللعام الثالث على التوالي، تشهد نسب الفقر في الولاياتالمتحدة ارتفاعا لتبلغ 14.3٪ عام 2009 - وهي السنة الأولى من رئاسة أوباما، وهو ما يظهر وضع أميركا المتردى في خضم الاضطرابات الاقتصادي - و ذلك مقابل 13.2٪ عام 2008، التقرير السنوي حول الفقر والتأمين الصحى الذى اعلنه مكتب الاحصاء الخميس الماضى أظهر أن نحو 4 ملايين أمريكي انضموا عام 2009 إلى صفوف الفقراء ليرتفع عددهم إلى 43.7 مليونا، وهو العدد الأكبر منذ الشروع في جمع بيانات عن الفقر عام 1959. كما انخفض عدد الذين لديهم تغطية صحية وللمرة الأولى منذ بدأت الحكومة تتبع التأمين الصحي في عام 1987 ، حيث فقد العديد من الامريكيين وظائفهم مع الفوائد الصحية أو لان أرباب العمل توقفوا عن عرض التامين على موظفيهم الجدد، بحسب صحيفة واشنطن بوست. هذه الارقام تغذي الكثير من الغضب تجاه الادارة الامريكية فى واشنطن وتتزامن مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي المزمع عقدها نوفمبر / تشرين الثاني المقبل وتظهر تفاصيل البيانات انه في منطقة واشنطن الكبرى، تزايد معدل الفقر في ولاية فرجينيا ليصل الى 10.5 في المئة بعد كانت النسبة 8.6 في المئة. وارتفع الفقر فى ميريلاند نصف نقطة مئوية الى 9 % بينما انخفض فى مقاطعة كولومبيا من 18 في المئة الى 17 في المئة. وعلى الرغم من ان تأثير الركود الاقتصادي كان على نطاق واسع ، الا انه كان هناك تفاوت بين المجموعات العرقية ، فمعدل الفقر الرسمي تزايد على جميع الأجناس والأعراق باستثناء الآسيويين ، الذين لا تزال لديهم أعلى متوسط دخل معيشي للأسر. . كذلك فان أكثر البالغين في سن العمل ، يعيشون في فقر ، في حين أن عدد الفقراء فى ما فوق 65 عاما أو أكثر انخفض إلى حد كبير نتيجة للزيادة في مدفوعات الضمان الاجتماعي. وأشار التقرير إلى أن الزيادات المؤقتة في المزايا التى قدمت عام 2009 فى حزمة الإنعاش قللت الكثير من الأعباء عن كاهل الملايين من العائلات في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتشير البيانات إلى أن واحدا من كل سبعة أمريكيين يعدّ ضمن الفقراء وأن من بين الفقراء الذين تم احصاؤهم 15.5 مليونا تقل أعمارهم عن 18 عاما. . وقفز عدد السكان الذين لا يتمتعون بالتأمين الصحي إلى 51 مليون شخص خلال عام 2009 مقارنة بعام 2008 الذي بلغ عدد الأشخاص غير المؤمن عليهم نحو 46 مليون شخص. الرئيس أوباما و العلماء والمنظمات غير الربحية التي تعمل مع الفقراء .. كلهم كافة أعربوا عن قلقهم إزاء الصورة القاتمة للوضع الاجتماعى الامريكى الا ان أوباما قال إن هذه الأرقام كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير لولا المساعدات الحكومية " بسبب قانون الانتعاش والعديد من البرامج الأخرى التى تقدم إعفاءات ضريبية ودعم لدخل غالبية الأسر العاملة - وخاصة من هم في أمس الحاجة – تم حماية ملايين الأميركيين من الفقر في عام 2009 ". على الجانب الاخر وجهه الكثير من المحافظين ، اللوم للبرامج الحكومية ووصفوها بانها غير مجدية، وكان "الكونجرس" الأمريكي قد أقر هذا الصيف خططاً لإصلاح برامج الرعاية الصحية ستزيد من أعداد المتمتعين بها. غير أن اعتماد إصلاح الضمان الصحي لن يعطي مفعوله الكامل قبل عام 2013. وأوضح التقرير أن معظم فقراء الولاياتالمتحدة من أصول افريقية أو اسبانية، وصنف 12.3 مليونا من ذي الأصول الاسبانية (أي 25.3٪) من الفقراء وأن من بين المصنفين فقراء داخل الولاياتالمتحدة 9.9 ملايين من السود (25.8٪) و12.5٪ من الآسيويين و9.4٪ من البيض غير الاسبان، وحسب الجهات تعدّ ولايات الجنوب (لويزيانا وميسيسيبي وألاباما) الأشدّ فقرا (15.7٪ من سكانها). وأوضح التقرير أيضا انه حسب الفئة العمرية يعتبر الأطفال أشدّ المتضررين من آفة الفقر، حيث يعيش 15.5 مليون طفل تحت خط الفقر بينما لا يتمتع 10٪ من الأطفال بالتأمين الصحي.