تصاعدت أزمة رفض حركة حماس لعقد مهرجان انطلاق حركة فتح رقم 48 في "ساحة الكتيبة" بوسط غزة، وقررت حركة فتح إلغاء المهرجان، محملة "حماس" المسئولية عن ذلك، فيما ذكرت الأخيرة أن معلومات أمنية وصلتها عن عزم عناصر تخريب المهرجان. ودعا يحيى رباح مسئول فتح فى غزة - خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس - أنصار حركته بكل محافظات القطاع (خمس محافظات) للتعبير عن فرحتهم واحتفائهم بذكرى الانطلاقة بكل الطرق والوسائل السلمية التي تحافظ على أجواء المصالحة الإيجابية.
وقال إن حركته بذلت جهدا كبيرا خلال 20 يوما مع أطراف عدة من بينها مصر، لأجل التوصل لمكان عقد المهرجان، إلا أن كل الحوارات أوصلتها حماس إلى طريق مسدود وأفشلت كل الوساطات بخصوص ذلك.
وثمن دور القوى الوطنية والإسلامية والهيئات المستقلة والأصوات الإيجابية في حركة حماس وكذلك الدور الذي أسهم فيه المصريون والقطريون الذين حاولوا كل جهد لعقد الاحتفال.
وتابع " نحن مصدومون من حديث حركة حماس بأن أسباب منع عقد الاحتفال في ساحة الكتيبة، تستند لمعلومات أمنية دقيقة عن محاولة بعض المجموعات تخريب المهرجان وزعزعة الأمن خلال انعقاده"، داعيا حماس إلى الإفصاح عن مثل هذه المعلومات والتسريبات للعلن.
في الوقت نفسه، التقى إسماعيل هنيه رئيس حكومة حماس بغزة بممثلي الفصائل الفلسطينية فى منزله لبحث الأزمة.
وقال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش - عقب اللقاء - إن هنيه أكد خلال اللقاء حرصه على إتمام مهرجان انطلاقة فتح ويتم حاليا البحث عن مكان بديل ل "ساحة الكتيبة"، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا دراسة إقامة المهرجان في ساحة السرايا بمدينة غزة .
ومن جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري - في مؤتمر صحفي آخر - رفض حركته تنظيم الاحتفال في منطقتي الكتيبة والسرايا وسط المدينة استنادا إلى معلومات أمنية وصفها بالدقيقة عن محاولة بعض المجموعات تخريب المهرجان وزعزعة الأمن خلال انعقاده، مضيفا أن ساحة الكتيبة تقع حولها مقرات أمنية.
وأشار أبو زهري إلى تقديم حركته اقتراحين لتنظيم الحفل أحدهما في ملعب اليرموك والاقتراح الأخر على أطراف منطقة غزة وهما يتسعان لعشرات الآلاف من المواطنين.
وأوضح أن حركة حماس وفرت كل الفرص لعقد حركة فتح مهرجان ذكرى انطلاقتها في قطاع غزة، وأنها حريصة على إقامته بشكل يليق بهذه الذكرى ، مشددا على أن الكرة الآن بملعب فتح لاختيار المكان المناسب.
وقال: "تقدمت حركة فتح لوزارة الداخلية بغزة بطلب عقد مهرجانها، وحرصنا على مناقشة تفاصيل إقامة المهرجان بشكل مباشر مع فتح بحضور بعض الفصائل، وأبلغناهم أنه بإمكانهم اختيار أي مكان لعقد المهرجان قبل وصول المعلومات بمحاولات التخريب".
وأكد أبو زهري حرص حماس على الحفاظ على الأجواء الإيجابية التي صنعها انتصار غزة، والموقف الإيجابي للحركة والفصائل بتأييد خطوة الرئيس محمود عباس الأخيرة بالحصول على دولة غير عضو في الأممالمتحدة.
يشار إلى أن ساحة الكتيبة الواقعة في قلب مدينة غزة (منتزه عام) ويبلغ مساحتها 20 دونم (الدونم ألف متر مربع) وأقامت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مؤخرا مهرجان انطلاقتهما فيها، كما أطلق عليها إسم "الكتيبة" نظرا لتمركز كتيبة مصرية في هذا المكان وقت أن كان قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.
ومن جانب آخر، أفرجت وزارة الداخلية بغزة اليوم عن 6 من كوادر حركة فتح و20 من السجناء الجنائيين على خلفيات متعددة.
وقال وكيل وزارة الداخلية كامل أبو ماضي إن الإفراج عن عناصر فتح جاء في إطار خلق المزيد من الإجراءات الإيجابية للدفع نحو المصالحة الفلسطينية.
وأشار إلى أن المفرج عنهم كانوا مسجونين على خلفية جرائم وقضايا أمنية، وأضاف قائلا: " نأمل أن تكون هذه الخطوة دافعا ايجابيا للمصالحة ".