رحل الناشط اليساري سامر سليمان اليوم في خضم ظروف سياسية مشحونة وشرارة ثورة تولد من جديد ، وكانت أخر كلماته قبل أن يمنعه المرض من المشاركة السياسية ويسافر للعلاج في فرنسا " يا نعيش أحرار في بلدنا يا بلاش منها عيشة أحسن" والتى علق بها عبر موقعه الشخصي على موقع الفيسبوك على اصدار الرئيس محمد مرسي للإعلان الدستوري الأول ، مثنيا على المظاهرات الشعبية الحاشدة التى خرجت لتنديد بالإعلان الديكتاتوري قائلا " ظروف المرض منعتني من المشاركة في المظاهرات. لكن أنا كنت فيها بكل كياني. واللي شفته على اليوتوب والتلفزيونات طمني كتير على أن طاقة المقاومة وإرادة العيش الحر الكريم وحب هذا البلد الجميل المنكوب لن يسلم بسهولة لشروع تحويل سياسي أقل من المتوسط زي محمد مرسي إلى ديكتاتور جديد." ويحسب لأستاذ الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومؤلف كتاب "النظام القوي والدولة الضعيفة"، أنه كان أحد أوائل من فسروا أزمة النظام السياسي في مصر من مدخل الأزمة المالية لجهاز الدولة عبر كتابه الذي شرح تطور مالية الدولة في عهد مبارك واثرذلك على النظام السياسي وحقق نجاحا كبيرا قبل الثورة و صدر في أكثر من طبعة باللغة العربية وجرت ترجمته للإنجليزية وصدر في الولاياتالمتحدة تحت اسم "خريف دولة مبارك" بعد ثورة 25 يناير.
وبدأ سامر سليمان الذي حياته مناضلا يساريا وصحفيا بالأهرام ابدو الفرنسية اتجه للبحث الأكاديمي وأصدر عدة كتب ، وشارك في تأسيس قسم الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعد مشاركته في الثورة أسهم بجهد كبير في تأسيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وتزوج قبل وقت ليس طويل ولم يرزق بأبناء .
عانى من السرطان الذي اكتشفه في مرحلة متقدمة من المرض اضطرته للسفر للخارج بحثا عن علاج قبل أن يعود ليقضي ساعاته الأخيرة في أرض الوطن، متوفيا في الأربعينيات من عمره.
من المنتظر أن تعقد الجنازة العائلية اليوم الأثنين في المعادي –بحسب ما قاله – صديقه الناشط اليساري محمد البعلي لل"الدستور الأصلي"، مشيرا الى انه من متوقع ان يكون هناك تأبين سياسي له في الحزب المصري الديمقراطي او في ميدان التحرير، لافتا الى ان أخر مرة شاهد فيها سليمان كانت في ميدان التحرير أثناء مشاركته في مليونية ضد الإعلان الدستوري وكان أخر ما كتبه على "الفيسبوك" قبل أن يسافر للعلاج إشارة إلى سعادته برد فعل الشعبي القوى ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الدكتور محمد مرسي .