الزمالك لم يتراجع فنيا أمام الإسماعيلي لكن الأداء الجمالي هو الذي تراجع لأن الزمالك واجه فريقا "ثقيلا وكبيرا" هل انتهى "سحر" حسام حسن في الإسماعيلية؟ طوال موسمي 2007/2008 و2008/2009 وحتي نهاية الدور الأول هذا الموسم التقي الزمالك مع الإسماعيلي في خمس مباريات فاز بها الإسماعيلي سواء في القاهرة أو الإسماعيلية، وكان آخرها الفوز بهدف عمرو السولية في لقاء الدور الأول هذا الموسم.. خمس هزائم لم تغضب جماهير الزمالك لواحدة منها لأن فريقها كان بعيدًا عن المنافسة علي البطولة، لكن عندما تولي حسام حسن المسئولية، وقاد الفريق للتعادل مع الأهلي ثم الفوز في 8 مباريات متتالية، وتقلص الفارق بينه وبين الأهلي إلي سبع نقاط بدأت جماهير الزمالك تتساءل لماذا لانفوز بالدوري، بل أنها طالبت حسام حسن واللاعبين بالفوز في كل المباريات المتبقية في الدوري لعل الأهلي يفقد 7 أو 8 نقاط فيفوز الزمالك باللقب، لذلك كان التعادل مع الإسماعيلي أمس الأول «الاثنين» بمثابة صدمة للجماهير التي عرفت أن فوز فريقها بالدوري أصبح صعبًا جدًا. منذ بداية الدوري موسم 48/1949 لم يعتبر الزملكاوية أن التعادل مع الإسماعيلي بالإسماعيلية نتيجة سيئة، بل في بعض الأحيان كان التعادل بطعم الفوز، لكن تعادل أمس الأول قوبل برفض جماهيري غير مبرر.. صحيح أن الجماهير كانت تأمل في الفوز والاحتفاظ بالأمل والآن هناك حقيقة مهمة يجب النظر إليها بعين الاعتبار، وهي أنه لا يوجد فريق علي الأقل في مصر قادر علي تحقيق الفوز في 18 مباراة متتالية، فالزمالك قبل مباراة الإسماعيلي فاز في 8 مباريات متتالية وكان يتبقي له عشر مباريات من الصعب، بل من المستحيل أن يطلب أحد من الجهاز الفني واللاعبين أن يفوز بها وحتي لو حقق الفريق الفوز في 18 مباراة متتالية لن يكون ذلك كافيًا للفوز بالدوري إذا لم يفقد الأهلي 8 نقاط. البعض قد يقول إن أداء الزمالك «الفني» تراجع كثيرًا عن المباريات السابقة، لكن عندما يلتقي الزمالك مع الإسماعيلي في مباراة تمثل تحديًا كبيرًا للفريق بعد عودته للطريق الصحيح لامجال للعب «الكعوب» و «الصدور» لأن المباراة بين فريقين متقاربي المستوي لديهما لاعبون أصحاب خبرة ولاعبون أصحاب مهارة ولاعبون علي درجة كبيرة من الوعي التكتيكي، لذلك كان طبيعيًا أن يغير حسام حسن استراتيجية تعامله مع المباراة ثم إدارته لها، ولذلك أيضًا دفع حسام بثلاثة لاعبين مدافعين في خط الوسط لأن هذا الخط هو أفضل خطوط الإسماعيلي، إضافة إلي أن عماد سليمان - المدير الفني للإسماعيلي - لعب بمدافع واحد في وسط الملعب هو عمرو السولية ومعه لاعبون من أصحاب النزعة الهجومية هما مهاب سعيد وعبدالله السعيد ولأنه يدير المباراة بطريقة جيدة قام حسام حسن في بداية الشوط الثاني بإشراك علاء علي بدلاً من حسن مصطفي، وحدث ذلك بعد إصابة عبدالله السعيد وخروجه في الشوط الأول. البعض يتساءل: لماذا لم يلعب حازم إمام بعد إصابة أحمد غانم سلطان والإجابة لا تتعلق بمستوي حازم لكنها تتعلق بقدرته علي تنفيذ واجبات مركز الظهير الأيمن في طريقة 4/3 /2/1 التي يلعب بها حسام حسن وحازم لا يجيد اللعب كظهير أيمن مطلوب منه أولاً أداء الواجب الدفاعي لأنه يميل للاندفاع الهجومي لذلك قام حسام حسن في بداية الدور الثاني بإشراكه أمام أحمد غانم سلطان، لكنه لم يعتمد عليه أبدًا كظهير أيمن في الطريقة الجديدة. الزملكاوية غاضبون لأنهم يعتقدون أن أداء الزمالك كان أقل من المباريات السابقة وهذا الاعتقاد خاطئ لأن مباراة الإسماعيلي تحتاج إلي التزام تكتيكي وتنفيذ جيد لتعليمات المدرب ولو عقدت جماهير الزمالك مقارنة بين أداء فريقها أمام الإسماعيلي، خاصة في الشوط الثاني وأداء الأهلي أمام بترول أسيوط، ورغم فارق المستوي الرهيب بين الإسماعيلي والبترول ستري الجماهير البيضاء أن فريقها كان أفضل فنيًا وتكتيكيًا واختفت أخطاء الدفاع تمامًا ونجح اللاعبون في مراقبة مفاتيح الإسماعيلي. الأهم أنه لا يمكن أن نطالب فريقًا بالفوز دائمًا وأن يصاحب هذا الفوز أداء راق ممتع لأننا هنا نتحدث عن دوري مضغوط لا يمنح الوقف الكافي للراحة أو علاج الأخطاء والزمالك لعب 4 مباريات متتالية خارج أرضه مع الاتحاد وبتروجت وطلائع الجيش والإسماعيلي وسافر ثلاث مرات خلال 20 يومًا وسيعود للسفر إلي سوهاج للقاء الجونة يوم الجمعة المقبل. التعادل مع الإسماعيلي لا يعيب الزمالك ولا يعيب حسام حسن ولاعبيه لكن لا يمكن أن نطالب مدربًا تسلم فريقًا متهاوياً أن يجعل منه بين يوم وليلة فريق بطولة فإذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع. ولكن السؤال الآن هل انتهي «سحر» حسام حسن مع الزمالك في الإسماعيلية؟! الإجابة في الغالب لا.