تردد بقوة في «ماسبيرو» أن هناك قراراً سرياً اتخذه «أنس الفقي» لإزاحة كل مذيعة تجاوزت الأربعين من عمرها.. يؤكدون أن هذه المرة لا تراجع عن تنفيذ القرار وأن «كلمته لا يمكن أن تنزل الأرض أبداً».. والحقيقة أنه لم يكن «أنس الفقي» هو أول من يضع معيار السن قبله فعلها «صفوت الشريف» ولم يستطع التنفيذ أنا أرفض مبدأ التقييم بالعمر الزمني وإن كنت أري أن لكل مرحلة عمرية إمكانيات.. مذيعة الربط بالفعل تحتاج مثلاً إلي مرحلة عمرية أصغر. هل يستطيع التليفزيون في ظل كل القواعد المعروفة أن يطبق شيئاً من هذا؟ أكثر من مرة توضع ضوابط شكلية وموضوعية وعند التنفيذ نكتشف أن الواسطة هي التي حددت كل شيء.. الواسطة لا تعترف لا بوزن ولا سن ولا كفاءة ولا حضور!! تاريخ مذيعات ماسبيرو تستطيع أن تراه باعتباره تاريخاً للواسطة وتأثيرها في كل مجريات الحياة بل إنه تاريخياً أنشئت لاستيعاب الواسطة محطة تليفزيونية وهي القناة الثالثة كان عدد من أعضاء مجلس الشعب كثيراً ما يلاحقون قيادات التليفزيون وكبار المسئولين من أجل تعيين بناتهم ومعارفهم وأقاربهم مذيعات.. ولم تكن سعة القناتين الرئيسيتين الأولي والثانية تتحملان هذا العدد الضخم ووجدوا الحل في إنشاء قناة مخصصة للوسايط!! الجمهور كان راضياً بهؤلاء المذيعات والمسئولين أيضاً راضين وذلك قبل الانتشار الفضائي لأنه ليس أمامهم غيرهم ما حدث في السنوات الأخيرة وهو ما يطلقون عليه الغزو الصحفي لماسبيرو الدافع الأول له ليس فقط الصحفيين ولا أن لديهم - كاريزما - خاصة أمام الكاميرا.. الحقيقة أن النسبة الأكبر من الصحفيين لا يملكون أي شيء من هذا وعدداً محدوداً جداً هم الذين بالفعل يتمتعون بمواصفات المذيع لكن حالة الضعف التي رأينا عليها مذيعات «ماسبيرو» وهي التي أتاحت الفرصة لغزو أبناء صاحبة الجلالة.. أتذكر أن أحد قدامي مذيعي «ماسبيرو» الذين تخلص منهم «ماسبيرو» مؤخراً، قال ساخراً عن تلك الظاهرة أي واحد كتب كلمتين صار مذيعاً وما قاله يحمل جانباً لا ينكر من الحقيقة مهما شابها مبالغة، لكن يظل أن لجوء التليفزيون للصحفيين كشف ضعف أصحاب الدار الأصليين ومن بينهم هذا المذيع ولا يمكن القول أن من يكتب كلمتين يصبح مذيعاً وكأن الدولة تخاف من الصحفي أن يفضحها علي صفحات جريدته فتسمح له بأن يقدم برنامجاً.. والمؤكد أن هناك وسائط تحمي بعضاً من الصحفيين الذين اتكأوا علي أقلامهم ومواقعهم الصحفية واقتحموا التليفزيون لكن الزمن أسقط بعضهم وسوف يسقط أيضاً الآخرين ويبقي أصحاب الدار وأعني بهم ساكني «ماسبيرو» من هم فوق الأربعين أو دون الأربعين سيبقي في مكانهم أصحاب الوسايط الكبيرة وساعتها سوف يكتشف وزير الإعلام أن كلمته قد نزلت الأرض هذه المرة!!