تحت عنوان «هل يمكن الوثوق في الإخوان المسلمون؟» تناولت صحيفة نيويوركر الأمريكية تاريخ الجماعة التي مر عليها 84 عاما واحتجت مؤخرا على الديكتاتوريات العلمانية، وصراعها الحالي للاستيلاء على السلطة الوطنية في الوقت الذي ينظر العالم بأكمله للوضع الراهن بقلق شديد. وشككت المجلة الأمريكية التي ترى أن مستقبل مصر السياسي معلق على الميزان، عن الجدل القائم من طويل الأمد والمتعلق بقدرة الحركة الإسلامية الثورية على أن تتكيف مع النمط الدستوري الغربي الديمقراطي، والحفاظ على حقوق الأقليات داخل البلاد.
«هل الإخوان المسلمون حزبا إسلاميا له شعبية كبيرة وجبهة ديمقراطية تتضمن المسيحيين والعلمانيين؟ هل يستطيع الإخوان تقاسم السلطة والوصول إلى التوافق مع القوى المعارضة؟، أم أنها ستنتهز الفرص وتعمل على تأمين سيطرتها على البلاد وتقوم بفرض المبادئ الإسلامية داخل مركز أيدلوجياتها الأمر الذي من شأنه يحقق شكلا من أشكال الديكتاتورية الدينية؟»، تساؤلات طرحتها المجلة التي أكدت على وجود مسابقة تجرى بين الإخوان والجيش وخلط كبير في الاوضاع التي تحيط البلاد.
طرحت نيويوركر كذلك سؤالها الأكثر جدلا والمتعلق بالرئيس المصري -عضو الجماعة- وتأجيله للاستفتاء على الدستور الذي هيمن على صياغته الإسلاميون، ذلك التأخير الذي من شانه أن يسمح بتجديد المفاوضات مع المعارضة العلمانية وخلق دستور جديد يلقى دعما من كلا الجانبين.
وفي الإطار نفسه، لفتت المجلة إلى تزامن إصدار الدستور مع أعمال أخرى مثيرة للقلق عددتها كالتالي: «قام الإخوان بممارسة أعمال أسوأ من تلك التي مارسها الديكتاتور السابق مبارك، وسعى مرسي لاغتصاب السلطة القضائية بموجب الإعلان الدستوري، فضلا عن تبرير تلك الإجراءات التي تتصف بجنون العظمة والغطرسة السلطوية، وإرسال للكوادر التي قامت بالاشتباك مع المتظاهرين السلميين المعارضين لقرارات الرئيس».
ورأت المجلة أن كل ذلك يجعلنا نعود للسؤال الذي بدأ مع ثورة يناير: «هل يمكن الوثوق في الإخوان المسلمون؟، وذلك الاتجاه الذي يرسمه الرئيس محمد مرسي خلال الأسابيع القادمة والذي يضع الحدود والاحتمالات المتعلقة بعهد جديد من السياسة الإسلامية».