حذر البيان الختامي الصادر فى نهاية اعمال مؤتمر اصدقاء سوريا بمراكش من استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية ضد الشعب السورى وقال ان هذا التصرف سيقابل برد جدي.
واعترفت الدول 114 دولة المشاركة فى الدورة الرابعة لهذا المؤتمر الذى عقد بمدينة مراكش المغربية فى هذا البيان بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري.، بعد ساعات من اعتراف الرئيس الأميركي أوباما بالائتلاف، والذي قوبل بانتقاد روسي.
كما علمت ان المؤتمر اكد فى بيانه الختامى على ان الائتلاف الوطني السوري المعارض بات المظلة التى تجمع كافة اطياف ومجموعات المعارضة .. جددت الدول المشاركة مطالبتها للرئيس بشار الأسد بالتنحي تجنبا لاراقة مزيد من دماء الشعب السورى.
وكان وزير الخارجية محمد كامل عمرو قد اكد ان ما تتعرض الية سوريا من دمارليستدعى أن تتضافر الجهود الإقليمية والدولية لإعادة إعمار سوريا بعد رحيل النظام الحالى، على نحو يمكن الشقيقة سوريا من استعادة عافيتها واعادة بناء مقدراتها لكى تعاود القيام بدورها المميز والفعال على مختلف الأصعدة السياسية الإقتصادية والثقافية فى محيطها الإقليمى وعلى المستوى الدولى فى أقرب فرصة ممكنة.وقال فى كلمة مصر امام المؤتمر ان إن ما تشهده سوريا من صراع دموى لما يزيد عن الواحد والعشرين شهراً قد أدى إلى خلق أزمة إنسانية تضرر منها بشكل مباشر ما يقرب من ربع سكان سوريا فتحولوا الى نازحين داخل بلدهم ولاجئين في دول أخرى يواجهون أوضاعاً بالغة الصعوبة، بما يجعل لزاماً علينا جميعاً كدول جوار وكمجمتع دولى وكأصدقاء للشعب السورى ألا نألو جهداً لتقديم كافة صور الدعم الإنسانى اللازم لمساعدة هؤلاء النازحين واللاجئين.
واضاف إننا نجتمع اليوم فى توقيت بالغ الدقة فى مسيرة الشعب السورى من أجل نيل حقوقه فى الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية حيث لا تزال آلة القمع والقتل التابعة للنظام تواصل استهداف أبناء هذا الشعب فى محاولة يائسة لوقف حركة التاريخ الذى حتماً سينحاز لجانب الحق والعدل، لقد دخل نضال الشعب السورى، هذا الشعب الذى تجمعه بنا فى مصر وشائج التاريخ والمصير والنضال المشترك، مرحلة حاسمة تتطلب أن تتضافر جهودنا جميعاً من أجل دعم وتأمين وحدته، ومساندة قضيته العادلة وتمكينه من بناء سوريا جديدة تحفظ وحدة التراب السورى، وتؤمن لأبنائها كافة بمختلف أطيافهم حقوقاً متساوية فى وطن ديمقراطى .
وقال الوزير محمد عمرو لقد خطا الشعب السورى خطوة هامة فى جهوده لتوحيد صفوف المعارضة بالاتفاق على تشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية استكمالاً لجهود سعت مصر وشقيقاتها من الدول العربية وباقي أعضاء المجتمع الدولي، ومن خلال جامعة الدول العربية، لتحقيقها على مدى الأشهر الماضية، ومن هنا فإننا يجب أن نعمل جميعاً لدعم هذا الائتلاف وتشجيع كافة أطياف المعارضة التى لم تفعل ذلك بعد على التنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديمقراطى لسوريا الجديدة. ولقد رحبت مصر بطلب الإئتلاف أن يكون مقره فى القاهرة وتعهدت بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم له ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل.
و اعرب وزير خارجية المغرب سعد الدين العثماني في الكلمة الافتتاحية - و هي رسالة يبعث بها ملك المغرب الى مؤتمر اصدقاء سوريا - عن تطلع بلاده الى ان يشكل هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري و احترام سيادته والاحتفاظ بهويته الوطنية مشيرا الى أن الكثير يعلق أمال كبيرة على نتائج هذا المؤتمر.
واشار الى المشاركة الفعالة في هذا المؤتمر والحضور الكبير ورفيع المستوى لدول اصدقاء سوريا وللائتلاف الوطني السوري مما يعزز من صفوف هذه المجموعة.
وأكد على أهمية المساعى الرامية لإيجاد حل سياسى للأزمة السورية والانتقال السياسى وتقديم الدعم الانسانى العاجل للشعب السورى لحصوله على الحرية والديمقراطية .
وأعرب العثماني عن تخوف المجتمع الدولى من إستخدام النظام السورى لإسحلة محرمة دولياً ضد الشعب داعيا الى موقف حازم فى هذا الشأن .
وشدد على أهمية دعم الائتلاف الوطنى السورى المعارض برئاسة معاذ الخطيب من طرف جميع الدول والمنظمات لتساعد فى تحقيق الانتقال الديمقراطى وأمال الشعب السورى.
وطالب الوزير المغربي بفتح سبل حوار مع الائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري ذو مصداقية في كل ما يتعلق بالازمة السورية.
واضاف الى ان المغرب انطلاقا من مبادئه وبصفته عضو فاعل في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي و مننظمة الاممالمتحدة والعضو العلابي غير الدائم في مجلس الامن تؤكد انخراطها في كل الجهود الحثيثة التي يبذلها المجتمع الدولي في هذا الشأن .
ومن جانبه، انتقد الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري - في كلمته امام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اصدقاء سوريا - النظام السوري الذي يذبح السوريين و يطمس معالم البلاد.
وطالب الخطيب المجتمع الدولي ان يتخذ موقفا سريعا ضد النظام السوري الذي يعدم شبابه و يغتصب بناته و يقتل اطفال يوميا.
وعرض الخطيب مطالب الائتلاف و المتمثلة في ان يتم الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري المعارض ليكون الممثل الشرعي للشعب السوري وتقديم دعم مالي لتخفيفي المعاناة عن السوريين وانشاء صندوق دعم مفتوح لاعادة الاعمار في سوريا بعد رحيل النظام.
كما طالب الخطيب بضرورة الاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه وتجميد اموال النظام السوري ورموزه في جميع دول العالم واعداد الملفات اللازمة ضد اركان النظام السوري لتقديمها الى محكمة الجنايات الدولية .
وطالب بتسهيل اجراءات النقل و العمل و التعليم للسوريين في جميع دول العالم، مناشدا جميع السفارات السورية في العالم بالاستجابة لحاجات السوريين و تسهيلها .
وحمل الخطيب كلا من روسيا و المجتمع الدولي المسئولية اذا استخدم النظام السوري للاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. وشدد الخطيب على رفض الائتلاف تدخل اي قوات اجنبية في سوريا وتساءل قائلا "لماذا السكوت عن المذابح و القتل وجميع الجرائم ضد السوريين طوال عشرين شهرا والحديث عن التدخل الاجنبي الان".
ووجه الخطيب رسالة لجميع العلويين على الاراضي السورية قائلا "الثورة السورية تمد يدها لكم فاغتنموا الفرصة و مدوا ايديكم اليها وامتنعوا عن تنفيذ مطالب النظام ضد شعبكم."
وطالب الخطيب دولة إيران بسحب كافة خبرائها من سوريا كما طالب حزب الله بسحب أى مقاتلين له على الاراضى السورية .
وقال الخطيب أنه لابد من إعادة النظر فيما يردده النظام السورى الغاشم بأن القوات التى تواجهه عسكريا فهى ليست منظمات أرهابية مشيرا الى أن كل بنادق الثوار هدفها الوحيد هو إسقاط النظام السورى .
وأكد الخطيب أن الائتلاف ضد أى فكر تكفيرى وإستباحة دماء المواطنين مع ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعى فى سوريا وهو خط أحمر لا نسمح بالتلاعب فيه .
وقال معاذ الخطيب أن هدف الائتلاف بناء نظام جديد فى سوريا وإسقاط النظام وبعدها سيتم عقد مؤتمر وطنى بمشاركة كل القوى المعارضة وأبناء الشعب السورى لنسير بسوريا نحو الاستقرار ويعقب ذلك يحل الائتلاف ذاتيا .
ومن جانبه ، شدد الشيخ حمد بن جاسم أل ثان وزير خارجية قطر ورئيس االجنة العربية لمتابعة الوضع في سوريا على ضرورة دعم الائتلاف الوطني السوري ماديا و معنويا والاعتراف به كممثل شرعي للشعب السوري .
وطالب بعقد مؤتمر دولي للمانحيين لتلبية احتياجات الشعب السوري و اعادة الاعمار ، مؤكدا ان معركة الشعب السوري ضد النظام توشك على الانتهاء للبدء في معركة تأسييس لنظام جديد و بناء سوريا وتشكيل حكومة تستوعب الجميع.
واشاد بتوحد المعارضة من الناحية المدنية و العسكرية ، مشيرا الى ان المجتمع الدولي اصبح اكثر تفهما وادراكا و دعما وتأييدا لمطالب الشعب السوري و استكمال نصره القريب. واضاف ان عد القتلى في سوريا تجاوز ال50 الف قتيل بالاضافة الى 500 الف لاجيء بدول الجوار وملايين المشردين داخل وطنهم.
ومن جانبه، اعلن الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن تقديم السعودية مبلغ مائة مليون دولار مساعدات انسانية للشعب السوري .
وطالب الفيصل مجلس الامن بالا يتحول الى ساحة لتصفية الحسابات ومساعدة الشعب السوري ، مشيرا الى ان محور هذا المؤتمر هو توجيه الدعم السياسي و الانساني للشعب السوري .
وشدد على ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية والمساعدة في الانتقال السلمي للسلطة بعد فقدان النظام لشرعيته.