لم تنظر إسرائيل كثيراً للترحيب بموافقة العرب في اجتماع وزراء الخارجية العرب بمنح تل أبيب فرصة جديدة للدخول في مفاوضات غير مباشرة لاستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين بإصدار قرار ببناء 1600 وحدة سكنية في القدسالشرقيةالمحتلة. وقد صدر القرار في الوقت الذي كان يستعد فيه نائب الرئيس الأمريكي لزيارة المنطقة لحث الأطراف علي دخول تلك المفاوضات تحت رعاية أمريكية. لكن إسرائيل لا يهمها شيئاً.. واتخذت قرارها طالما أن العرب متواطئون وصامتون. واستمرت حكومة نتنياهو في سياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين.. وبعد أن نجحت في حصار غزة ومشاركة أطراف دولية وعربية في التواطؤ لاستمرار الحصار وخنق الفلسطينيين في غزة. ومر علي حصار غزة ألف يوم في ظل صمت عربي ودولي.. وإصرار علي استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومنع وصول القوافل إلي المحاصرين في غزة. وعلي الرغم من انعقاد مؤتمر دولي لإعادة بناء غزة بعد الاعتداءات والحرب الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل علي غزة وراح ضحيتها الآلاف ما بين شهداء ومصابين وتدمير المنازل والمدارس فقد جاءت وفود الدول المانحة للاجتماع في مصر وقرروا جمع خمسة مليارات دولار من أجل إعادة البناء.. لكنهم ذهبوا جميعاً.. ولم يأت دولار واحد حتي الآن لتظل غزة محاصرة.. ولتستمر مصر والدول العربية في رعاية هذا الحصار.. ويقيم النظام المصري جداراً فولاذياً علي الحدود تحت زعم حماية الأمن القومي.. وهو الأمر الذي تريده إسرائيل بالضبط. وها هي إسرائيل تستمر في سياستها العدوانية ومسعاها لتهويد القدس.. وتفصل الضفة الغربية مقر السلطة الفلسطينية وتفرض عليها طوقاً أمنياً شاملاً قد يمتد لأيام.. ومنعت المصلين من دخول المسجد الأقصي لصلاة الجمعة.. في الوقت الذي قامت فيه قوات الاحتلال بتدنيس المسجد ودخوله بأحذيتهم.. وكل ذلك في صمت عربي «رهيب»!.. والأنباء الواردة من الأراضي المحتلة تؤكد أن الأيام القادمة ستشهد المزيد من التصعيد الإسرائيلي وقوي التطرف الصهيوني حيث يستعدون لافتتاح أعلي وأكبر كنيس يهودي في القدسالمحتلة لا يبعد سوي عشرات الأمتار عن المسجد الأقصي. لكن الحكومة عندنا ردت علي تلك الممارسات الإسرائيلية بالقبض علي العشرات واختطاف آخرين من الشوارع لمنع الوقفات الاحتجاجية عقب صلاة الجمعة أمس الأول تنديداً بما تفعله إسرائيل!! لكن ماذا لو كان هؤلاء الناس دعوا وخرجوا من أجل المطالبة بالتغيير فماذا كان سيحدث؟!