«المدافعون عن حقوق الإنسان الذين كرسّوا أنفسهم لإسقاط الاستبداد، وأنصار الرئيس المخلوع لم يحلموا مطلقا أن يجدوا أنفسهم يرددون نفس الشعارات» هذا ما افتتحت به صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرا لها عن الاحتجاجات الأخيرة على الإعلان الدستورى، قالت فيه إن قرار الرئيس المصرى محمد مرسى يوم الخميس بتولى سلطة شبه مطلقة على بلاده، على الأقل فى الوقت الراهن، قد أدى إلى حشد العلمانيين من جميع الاتجاهات بطريقة لا يمكن تصورها قبل أسبوع. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم احتجاج رجال القضاء على الإعلان الدستورى، قال مكتب مرسى إنه متمسك بقراراته. كما أنه استخدم سلطاته الموسعة حديثا لأول مرة، فى تغيير بعض قوانين العمل. كما أشارت أيضا إلى انخفاض مؤشر البورصة بنسبة 10% بعد اليوم الأول من الإعلان وهو الأقل انخفاضا فى الأشهر المضطربة التى تبعت الثورة. لكن مرسى أعلن أيضا أنه سيلتقى مع vمجموعة من القضاة أمس الإثنين، لبحث إمكانية تقديم تنازلات.
فى الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين الآن تقف فى جبهة المؤسسات التى كانت تستخدم ضدهم من قبل. كما أنه فى ظل تهديد عديد من القضاة وأعضاء النيابات العامة بالإضراب، أصبحت مصر متورطة سريعا فى الأزمة التى قد تعرض المثل الديمقراطية للثورة للخطر أكثر من أى تطور آخر فى الأشهر المضطربة بعد خلع مبارك.
«الجماعات الليبرالية تجد نفسها الآن تحارب تهميش القضاء الذى كان متهما فى الشهور الأخيرة بأنه تسبب فى إفلات عديد من رموز مبارك من العقاب. وفى الوقت نفسه، أنصار النظام والمجلس العسكرى والشرطة يجدون أنفسهم بين الغاز المسيل للدموع، ويهتفون نفس الشعارات المناهضة للحكومة التى كانت تستخدم ضد مبارك».
من جانبها، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الفجوة السياسية فى مصر، قد اتسعت بعد أن وضعت قوى المعارضة العلمانية والليبرالية الضغوط على الرئيس محمد مرسى بإلغاء الإعلان الدستورى الذى يعزز سلطته ويهمش السلطة القضائية.
وذكرت الصحيفة أن الجماعات المصرية التى كانت على خلاف فى السابق اندمجت، وشكلت «جبهة الخلاص الوطنى» لمعارضة قرارات مرسى.
وأفادت أن الائتلاف الذى تشكل الأسبوع الماضى من قبل الأحزاب العلمانية واللبيرالية، توسع ليشمل مجموعات الشباب والقوى الثورية الأخرى التى تسعى للطعن على قرارات مرسى ومنع ما وصفوه بسيطرة الإسلاميين.
وعلقت الصحيفة بالقول إنه «من المتوقع أن يكون للجبهة نفوذ كبير حيث إنها تضم مجموعات كثيرة، وترصد غضب المصريين المتزايد من هيمنة الإخوان المسلمين».