بعد صبر عامين تقريبا على بذاءات ندرة من المعلقين على كتاباتي، أستغل موضوع هذا المقال حتى أتعرف على هؤلاء المعلقين حتى أمحوهم من قائمة بريدي الإلكتروني لكي لا يعكروا صفاء ذهني، وأستمر في القيام بواجبي الوطني كمفكر وباحث في علم اجتماع التنمية، وكمواطن عادي يبغي رفعة مصر والمصريين. تيار الإسلام السياسي بعد أن قبض على رأس السلطة في مصر أصبح محل الحساب والنقد والتوجيه نظرا لأن مصيري وأبنائي وأحفادي ومصير مصر كلها بات في عنق هذه القلة التي ساقتها الظروف إلى سدة الحكم. "الإخوان أسيادكم" قيلت بعصبية زاعقة لأستاذ فنون تشكيلية من طرف قيادي إخواني كثير الظهور في الفضائيات، والنقاء الإخواني، والزواج من داخل الإخوان، وتقبيل يد المرشد والتسابق على إلباسه الحذاء وهو راض سعيد، وتصوير المواطنين العاديين الآخرين بأنهم لبراليون علمانيون وكفار أيضا، والقارئ أَدْرَى من الكاتب بمثل هذه العلامات التي تعلن عن ظاهرة "خيلاء العظمة"، و "جنون الارتياب والملاحقة"، واحتقار الآخر، والشعور بالاضطهاد، والعقيدة بأنهم "الفئة الناجية"، وبأنهم "بودي جارد" الجنة. وأخيرا الشعور بالرضا والإنجاز ورسم ابتسامة الانتصار والغرور بعد وصولهم الهزلي لحكم مصر. كل هذا يعبر عن مقدمة الإصابة بمرض عضال هو ما يمكن أن نطلق عليه "البارانويا السياسية الإخوانية"، والذي ينطلق من "البارانويا الدينية". والبارانويا الدينية كما يعلم القارئ تمثلت أكثر ما تمثلت في عقيدة اليهود بأنهم "شعب الله المختار"، وما أدى إليه ذلك من اضطهاد الآخرين لهم حتى وصل الأمر قمته في هجمة النازية عليهم. وقد بث اليهود تلك المشاعر في أطفالهم حتى أنهم أصبحوا بالفعل مصابين بهذا المرض العضال، البارانويا أو جنون العظمة والارتياب والملاحقة، وهو سلاحهم الماضي الذي ساعدهم في الوصول إلى ما وصلت إليه الصهيونية العالمية اليوم. فهل يكرر الإخوان المسلمون مسار البارانويا اليهودية؟ هل هناك في إيديولوجية الإخوان المسلمين ما يجعلهم يحتقرون المسلمين الآخرين مثلما احتقر اليهود الشعوب غير اليهودية بناءً على التعاليم التلمودية التي لا ينكرها اليهود؟ بالطبع وكل تأكيد لا يمكن أن يكون الإسلام مصدرا لمثل هذه المشاعر الاستعلائية العنصرية الطائفية. إذن فمن يدعي أنه مسلم ويصاب بمثل هذه المشاعر فلابد أن يكون قد اكتسب مرضا عضالا وجب عليه التخلص منه فورا. ظنت القيادات الإخوانية أنهم يد الله وسدنته في الأرض، ومن ثم فأخذهم غرور