التعليم العالي: 5 قرارات جمهورية بتعيين عمداء في 3 جامعات    جدول امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي الترم الثاني 2025 في القاهرة    محب حبشي يستعرض الموقف التنفيذي لتطوير ورفع كفاءة كورنيش بورسعيد السياحي    أستاذ قانون من النواب: الأجرة التافهة تبطل عقد الإيجار    البورصة المصرية تربح 3.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    وزارة الخارجية تتابع موقف السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    إدارة ترامب تواصل ملاحقة "هارفارد" وتسعى لتجميد المنح الجديدة للجامعة    وزير الخارجية يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره السوداني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء فوري لمنطقة مطار صنعاء الدولي    الكرملين: بوتين وبزشكيان اتفقا على تعزيز التعاون العملي بين البلدين وتنسيق السياسة الخارجية    أحمد سمير مرشح لمنصب المدرب العام بالزمالك    تعديل موعد مباراتي توتنهام ومانشستر يونايتد في البريميرليج بسبب نهائي محتمل    رافينيا يُرشح محمد صلاح ورباعي آخر للفوز بالكرة الذهبية    الإعدام ل سائق بتهمة ذبح طفل داخل مصلى العيد في قنا    مسيرة طلابية بجامعة الزقازيق للمطالبة بكشف ملابسات حادث طالبة كلية العلوم    تأجيل إعادة محاكمة 4 متهمين في «أحداث شغب مطاي» بالمنيا    رئيس الأوبرا يكرم عددا من الفنانين والإداريين بمناسبة عيد العمال (صور)    بالصور- ريهام عبد الغفور تهنئ رنا رئيس بحفل زفافها:"حبيبة قلبي وبنوتي"    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    نصيحة وزير الشؤون النيابية لابنته بشأن العمل التطوعي    زعيمة حزب الخضر في ألمانيا: نريد حكومة قادرة على التصرف    ضربة موجعة لستارمر.. رفض طلب لندن الوصول لبيانات الجريمة والهجرة الأوروبية    القومي للمرأة يناقش قضايا التواصل والعنف السيبراني    61.15 دولار للبرميل.. تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية    فرقة غزل المحلة تعرض "نساء شكسبير" بالقناطر الخيرية ضمن مهرجان نوادي المسرح    رئيس الجمعية الكورية للمسرح يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    ننشر توصيات اجتماع وزراء السياحة بالدول الثماني النامية بالقاهرة    تجهيز مستشفى السباعية وتطوير قسم الغسيل الكلوي ب«كوم أمبو»    كلية التمريض جامعة قناة السويس تنظم ندوة حول المشروع القومي لمشتقات البلازما    شوبير يكشف مصير بيسيرو مع الزمالك وأبرز المرشحين لخلافته    في ذكرى وفاته ال23.. المايسترو صالح سليم حاضر في قلوب الأهلاوية وإرثه يلهم الأجيال    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    تطوير منطقة الكيت كات أبرزها.. تفاصيل لقاء محافظ الجيزة رئيسَ "التنمية الحضرية"    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    مركز السينما العربية يكشف عن برنامجه في مهرجان كان السينمائي ال78    أبرز اللقطات من داخل عزاء زوج كارول سماحة | صور    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    عقب التوتر مع باكستان.. حكومة الهند تأمر الولايات بتدريبات دفاع مدني    تعليم السويس يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية    18 مايو.. بدء محاكمة مرتضى منصور في اتهامه بسب خالد يوسف وزوجته    محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    قرار عاجل من التعليم لإعادة تعيين العاملين من حملة المؤهلات العليا (مستند)    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    شوبير: الأهلي استقر على مدربه الجديد من بين خمسة مرشحين    وزير الري: خطة وطنية لمراجعة منشآت حصاد مياه الأمطار    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    «العربية للتصنيع» تتعاون مع شركة أسيوية لتأسيس مشروع لإعادة تدوير الإطارات المستعملة    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوباما «الرئيس».. بقوة إعصار
نشر في الدستور الأصلي يوم 08 - 11 - 2012

«لوس أنجلوس تايمز»: فوز الرئيس الأمريكى بولاية جديدة لم يكن سهلا.. لكن مهمته ستكون أصعب
كتبت- سارة حسين:
تصدرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عناوين الصحف الأمريكية ومعظم الصحف البريطانية، أمس (الأربعاء). فى افتتاحية بعنوان «الطريق الصعب قادم»، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن انتصار أوباما لم يكن سهلا، لكن مهمة حكم بلد منقسم ستكون أصعب. وأضافت الصحيفة أنه حقق فوزا رائعا أول من أمس (الثلاثاء)، على الرغم من نسبة البطالة المرتفعة، والنمو الاقتصادى البطىء، والقلق المنتشر حول مستقبل البلد.
وتابعت «لوس أنجلوس تايمز» أن هذا الانتصار يدفع إلى القول بأن المرشح الجمهورى، ميت رومنى، كان مرشحا ضعيفا، كانت مواقفه من قضايا مهمة إما غامضة جدا وإما متغيرة جدا لإقناع الناخبين. واصفة أوباما أنه كان «أكثر من مجرد أفضل مرشح رئاسى».
قالت أيضا إنه لتجنب كارثة فسيكون على الجمهوريين والديمقراطيين التوصل إلى حل وسط حول القضايا التى تثير قلق وغضب الكونجرس الأمريكى. مضيفة أن المشكلة طويلة المدى التى سيكون على أوباما التأقلم معها، ستكون الضغوط البارزة فى الاقتصاد.
وتابعت: إنه الشلل الحالى فى واشنطن الذى يتطلب نوع قيادة تخرج النواب من خنادقهم، وأن أوباما يحتاج إلى التوصل إلى طريقة لإقناع النواب المستقطبين. مضيفة أن تجميع الفصائل سيكون مهمة شاقة، لكن أوباما ليس لديه بديل آخر، على حد قولها.
من جانبها قالت «نيويورك تايمز» إنه لدى الرئيس الأمريكى فرصة جديدة. مضيفة أنه سيكون عليه الاختيار بين المصالحة والمواجهة، أو التوصل إلى طريقة للتبديل بين الاثنين.
«الواشنطن بوست» الأمريكية قالت بدورها إن إعادة انتخاب الرئيس الأمريكى بدا على الفور فوزا شخصيا وانتصارا للشباب. مضيفة أن الناخبين كانوا على دراية بمن الشخص الذى يصوتون له ومن الذى يصوتون ضده.
فى الصحافة البريطانية، وصفت صحيفة «التليجراف» فوز أوباما ب«انتصار حلو مر» مقارنة بنشوة 4 سنوات مضت. مضيفة أن أوباما فاز ب4 سنوات جديدة، سيحاول فيها أخذ أمريكا إلى مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا.
وبالنسبة إلى رومنى علقت الصحيفة البريطانية قائلة مرشح جمهورى أفضل منه كان يمكنه إقناع الناخبين، لكنه فى النهاية كان شخصية مراوغة جدا بكل معانى الكلمة، حتى يعهد له بالمنصب الذى كان يشتهيه، على حد وصف «تليجراف».
أضافت «التليجراف» أنه سيكون على أوباما التوصل إلى اتفاق بخصوص الدَّين، الذى يطلق عليه «الصفقة الكبرى»، التى يتفق فيها الديمقراطيون على خفض النفقات، بينما يقبل فيه الجمهوريون برفع العائدات بمعنى بعض زيادات الضرائب.
«الفاينانشيال تايمز» قالت إن الاختبار الحقيقى للولايات المتحدة سيأتى عقب الانتخابات. مضيفة أن أوباما يواجه مهمة قيادة فورية، ليس فقط للتغلب على الانقسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين، لكن فى كيفية إعادة إشعال روح التفاؤل بإمكانية تحقيق شىء على الصعيد الاقتصادى فى بلد تعصف به الأزمة المالية العالمية. ووصفت المجلة انتخابات هذا العام «استفتاء على الإدارة الاقتصادية، سيتذكرها الأمريكيون بدرجة كبيرة». أما «الجارديان» فقالت إن الانتخابات الأمريكية تمثل حكما على فترة رئاسة أوباما، مضيفة أنه رغم أن انتخابات عام 2008 كانت تاريخية فى تنصيب أمريكى من أصل إفريقى رئيسا للولايات المتحدة، فإن سباق عام 2012 كان له تأثير أكبر، حيث عمق من الانقسام فى الولايات المتحدة لمستوى لم تشهده البلاد منذ معارك الحقوق المدنية وحرب فيتنام فى الستينيات من القرن الماضى.

الأمريكيون يمنحون إعادة انتخاب أوباما لأربع سنوات جديدة.. و«ساندى» والنساء ساعدوه على هزيمة المليونير
كتب- محمود حسام ووكالات:
لم يوقفه إعصار مدمر ولا مبالغ قياسية صرفتها الحملة الجمهورية على الدعاية لتصويره على أنه رئيس فاشل وضعيف، ولا ضعف الاقتصاد ولا النبوءات التى قالت إنه سيخسر.. أعاد الأمريكيون انتخاب الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء، مؤكدين أهداف ولايته الأولى الحافلة ومنحوه فرصة لإكمال مهمته.
لم تكن الليلة أشبه بالبارحة، عندما أعطته الكثير من الولايات أصواتها فى العام 2008، فقد كان السباق عصيبا، ولم يكن «التغيير» شعاره هذه المرة، بل كان الشعار «إلى الأمام» يحمل دلالة على مرحلة جديدة تغيرت معها الأولويات.
وأظهرت نتائج أولية واستطلاعات رأى الناخبين التى أحصتها وسائل الإعلام الأمريكية حصول أوباما على 303 أصوات من أصوات المجمع الانتخابى مقابل 203 أصوات لمنافسه رومنى، وكان الفائز بالانتخابات يحتاج إلى 270 صوتا لإعلان فوزه بالرئاسة.
جاء فوز أوباما الصعب، بعد تنافس احتدم طيلة لحظات الاقتراع، حيث لم تقدم أى من محطات الإعلام الأمريكى ولا مراكز الاستطلاع أى نتيجة أولية عن كامل الولايات الأمريكية، تعلن فيها فوز هذا المرشح أو ذاك.. بل اكتفت المحطات ببث أخبار الولايات، الواحدة تلو الأخرى فى انتظار استكمال سقف 270 صوتا من أصوات الناخبين الكبار.
ولعل ما أجل الإعلان عن الفائز النهائى أن أصوات المرشحين الديمقراطى أوباما والجمهورى رومنى كانت متقاربة للغاية، فى فيرجينيا وأوهايو وفلوريدا ولم يسمح كما كان الشأن فى انتخابات 2008 بالإعلان عن النتائج مبكرا.
وساد الصمت فجأة مقر حملة المرشح الجمهورى ميت رومنى فى بوسطن مع توالى إعلانات فوز المرشح الديمقراطى باراك أوباما بعدد من الولايات المتأرجحة، بعد أن جاءت النتائج الأولى معلنة فوز رومنى بالقلاع الجمهورية التقليدية، ليتساوى بعد ذلك أوباما مع رومنى ب163 صوتا من أصوات الناخبين الكبار لكل منهما.
وانتظر الجميع الجمهوريون والديمقراطيون أصوات ولاية فلوريدا التى كانت تحسبها مراكز الاستطلاع على الجمهوريين، ليرتسم سيناريوهان اثنان: أولهما فوز أوباما بفلوريدا وأوهايو ليعبر الطريق مرة ثانية إلى البيت الأبيض أو أن الجمهورى رومنى يفوز بالولايتين وبولاية فيرجينيا ليصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية.
غير أن الإعلان عن نتيجة كاليفورنيا فى الساحل الغربى سرعان ما رجح الكفة لصالح أوباما، قبل أن تحسم ولاية آيوا الصغيرة النتيجة لتسارع محطات التليفزيون الأمريكى إلى إعلان الديمقراطى باراك أوباما فائزا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن حاز على 303 أصوات من أصوات الناخبين الكبار فى مجموع الولايات.
كان أوباما أول المعلقين على فوزه، حيث غرد على «تويتر»، يشكر مناصريه قائلا: «هذا حصل بفضلكم، شكرا.. نحن جميعا معا، هكذا خضنا الحملة وهذا ما نحن عليه، شكرا».
بعدها ألقى الرئيس الأمريكى، من مقر الحزب الديمقراطى فى مدينة شيكاغو، خطاب النصر فى انتخابات الرئاسة الأمريكية. وهنأ منافسه الجمهورى ميت رومنى على حملته الانتخابية القوية، ووجه الشكر إلى الأمريكيين على انتخابه رئيسا لولاية ثانية.
وقال أوباما إنه اتصل بمنافسه الخاسر ميت رومنى ونائبه بول ريان وهنأهما على حملتهما العتيدة، وأضاف «ربما خضنا معركة ضارية لأننا نحب هذا البلد ونحمل همومه».
ووجه أوباما الشكر بقوة إلى نائبه جو بايدن الذى وصفه بأنه «محارب أمريكا»، وشكر أيضا أعضاء حملته على جهودهم، وقال «نريد لبلدنا أن تتقدم فى أمان وسلام وأن تكون موضع إعجاب فى العالم».
وأضاف أنه سيعود إلى البيت الأبيض رئيسا «أفضل وأكثر إلهاما» للعمل من أجل «المستقبل الذى ينتظرنا جميعا».
وأكد أنه يتطلع للعمل مع قادة الحزبين الجمهورى والديمقراطى، من أجل خفض الميزانية الحكومية وإصلاح قانون الضرائب ونظام الهجرة. وتابع: «إننا أسرة أمريكية وإننا نتحرك صعودا وهبوطا سويا كدولة واحدة».
أما المرشح الجمهورى ميت رومنى فأقر بهزيمته، ووجه التهنئة إلى أوباما على فوزه بولاية ثانية، وقال فى كلمة مقتضبة عقب إعلان النتائج الأولية، إنه اتصل بأوباما وهنأه على الفوز، وقال إنه «يصلى من أجل أن يوفق الرئيس أوباما فى مهمته». وأشار رومنى إلى أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة صعبة، ولا بد أن يتحد الحزبان الجمهورى والديمقراطى لإخراج البلاد من هذه المرحلة.
وربما يدين أوباما بفضل كبير للإعصار «ساندى» المدمر الذى ضرب الساحل الشرقى للولايات المتحدة قبيل الانتخابات، وأسهم فى تسليط الضوء على أوباما كقائد يدير الأزمة، وأدى هذا لاستعادة الرئيس بريقه، بعدما كان منافسه رومنى متقدما عليه فى استطلاعات الرأى. كذلك مالت أصوات النساء والشرائح اللاتينية وفئة الشباب إلى صالح المرشح الديمقراطى، حسب ما أشارت الاستطلاعات.
ومن أبرز إنجازات أوباما خلال فترة ولايته الأولى التى ساعدتها فى حسم السباق، إنقاذ صناعة السيارات وقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ويضمن فوز أوباما الاستمرار فى تنفيذ قوانين تحمل بصمته لإصلاح الرعاية الصحية والقطاع المالى، وقد يؤدى إلى زيادة الضرائب على الأثرياء فى إطار الجهود الرامية لتقليص العجز.

4 أسباب وراء «فشل» رومنى
كتب- أحمد السمانى وسماح الخطيب:
4 أسباب كانت وراء فشل المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومنى، حسب تقرير أعدته صحيفة «نيويورك تايمز».
والسبب الأول -حسب الصحيفة- هو أن «الاقتصاد فى تحسن مستمر، وكل حجج حملة رومنى كانت تعتمد على سوء وضع الاقتصاد وعلى تجربته كرجل أعمال، لكن الأرقام وقفت فى طريقه، فالإحصاءات الأخيرة حول تناقص معدل البطالة أسهمت كثيرا فى دعم موقف الرئيس باراك أوباما، كما أن التقارير التى أصدرتها مؤسسة (جالوب)، التى كشفت عن ارتفاع مرتبات الموظفين بنسبة 45.1%، قضت تماما على آمال الجمهوريين».
أما السبب الثانى فإن الناخبين أدركوا أن رومنى لا يقدم إلا الوعود والكلام، فهو بارع فى الجدال والمناظرات، وهو ما أسهم فى ارتفاع رصيده فى استطلاعات الرأى عقب المناظرات الثلاث، لكن البراهين والأدلة المنطقية التى قدمتها حملة أوباما جعلت تلك الفقاعة التى أثارها رومنى بتصريحاته تتلاشى.
السبب الثالث، وفقا ل«نيويورك تايمز»، هو «إعصار ساندى» الذى ضرب الساحل الشرقى للولايات المتحدة، الذى صرف انتباه الناس عن الحملات الانتخابية، وأظهر أوباما قائدا طبيعيا للبلاد ورئيسا قادرا على إدارة دفة أمريكا وقت الأزمات.
السبب الرابع هو «الأكاذيب والتضليل» الذى حرص المرشح الجمهورى على تقديمه خلال حملته الانتخابية، ليظهر بالدليل القاطع -والقول للصحيفة- أن رومنى هو أحد أكثر المرشحين غير الصادقين والمضللين الذين سعوا للرئاسة يوما.
وفندت الصحيفة السبب الأخير قائلة: «سبق لرومنى وانتقد أوباما على إبلاغه الرئيس الروسى السابق ديمترى ميدفيديف أنه سيكون أكثر مرونة فى القضايا الحساسة بين البلدين، قائلا إن روسيا هى العدو الجيوسياسى الأول لأمريكا، رغم أن نجله سافر مؤخرا لموسكو وبعث برسالة إلى الرئيس الحالى فلاديمير بوتين، مفادها أن أباه يريد إقامة علاقات طيبة مع روسيا لو أصبح رئيسا».
تاريخ رومنى مع الفشل ليس حديثا، حيث سبق له وفشل عام 1994 فى الوصول إلى مجلس الشيوخ، كما أنه سبق وفشل عام 2008 فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى أمام جون ماكين.
ولكن تلك المرة كان رومنى -الأب لخمسة أبناء والجد ل18 حفيدا- كان واثقا ومقتنعا عقليا وعاطفيا بالفوز، حتى إنه كان يكتب مع بدء الانتخابات خطاب النصر، وكان من 1118 كلمة، حسب صحيفة «التليجراف» البريطانية، ونقلت الصحيفة أيضا تصريحات له قال فيها «لم أطلع عائلتى وأصدقائى ومستشارى حملتى على هذا الخطاب كنت محتفظا به لنفسى».


انتصار تاريخى لأوباما ول«تويتر» أيضا
كتب- أحمد السمانى:
أرقام قياسية وتاريخية حققتها مواقع التواصل الاجتماعى فى انتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2012، خصوصا عقب فوز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية فى البيت الأبيض. وكان «تويتر» هى المنصة الأولى التى يعلن منها أوباما فوزه بالانتخابات الرئاسية، قائلا فى تغريدة من 3 كلمات فقط: «أربع سنوات أخرى»، معلنا فوزه بالانتخابات، وتعد تلك هى المرة الأولى التى يعلن فيها رئيس أمريكى فوزه عبر موقع للتواصل الاجتماعى. وحققت تلك التغريدة رقما قياسيا فى ال«retweet» أو إعادة التغريد، حيث قام أكثر من نصف مليون مستخدم لموقع التواصل الاجتماعى بإعادة نشرها حتى ظهر الأربعاء.
وأكد «تويتر» كذلك أنه تم نشر نحو 30 مليون «تويتة» متعلقة بالانتخابات الأمريكية، والتى وصلت إلى ذروتها وقت إعلان النتيجة، حيث كان هناك أكثر من 327 ألف «تويتة» خلال دقيقة واحدة فقط.
كما أن موقع «فيسبوك» لم يختلف كثيرا عن «تويتر»، فبعدما نشر أوباما على صفحته الرسمية صورة النصر حصلت على 1.7 مليون «like» بعد ساعات قليلة.
الفرحة بالنصر أيضا استغلها أوباما لتكون وسيلة للرسائل العاطفية التى بعث بها أوباما إلى زوجته ميشيل ليكذب ويسكت الشائعات التى أطلقها الجمهوريون من أن هناك خلافات عميقة بينها وبينه. وقال، عقب فوزه مباشرة فى خطاب النصر فى شيكاغو، «لم يسبق لى أن أحببتك أكثر مما أحبك اليوم، لم يكن من الممكن أن أكون الرجل الذى أصبحت عليه دون المرأة التى قبلت أن تتزوجنى منذ 20 عاما».
وتوجه أوباما إلى زوجته بالقول: «دعينى أقل لك ذلك علنيا: ميشيل، لم يسبق لى أن أحببتك أكثر مما أحبك اليوم».
وتابع أوباما لميشيل، البالغة من العمر 48 عاما، التى تزوجها عام 1992: «لم أكن أبدا أكثر فخرا بك مما أنا عليه اليوم وأنا أشاهد بقية أمريكا تقع هى الأخرى فى حبك كسيدة الأمة الأولى». كما حاول الرئيس استغلال موقع التواصل الاجتماعى أيضا لتكذيب تلك الشائعات بوضعه على حسابه الشخصى فى «تويتر» صورة له وهو يعانق زوجته بحرارة لتكون الصورة المصاحبة لإعلان فوزه بالرئاسة.
وكان عدد من الجمهوريين قد أطلقوا إشاعات حول خلافات زوجية نشبت بين أوباما وميشيل بعد انتخابه رئيسا عام 2008، لأنها «لا تتحمل ضغط البروتوكول فى البيت الأبيض»، طبقا لشبكة «إن بى آر» الأمريكية. أما ميشيل أوباما فسعت فى ظهورها فى خطاب الانتصار بشيكاغو بصورة السيدة البسيطة، مرتدية ذات الفستان الذى ظهرت به برفقة الرئيس الأمريكى فى 2010، لتؤكد مبدأ احترامها لعدم التبذير -حسب عدد من المواقع الأمريكية- وهو التقليد الذى حرصت على اتباعه طوال الفترة الماضية وخلال الحملة الانتخابية، مما جعلها بحسب تلك المواقع أن تكسب قلوب عدد كبير من الأمريكيات اللاتى يعانين من وضع اقتصادى متدهور.


بعد فوز أوباما: إسرائيل تهاجم نتنياهو بعد تأييده رومنى
كتب- محمد عطية:
انتقادات شديدة لنتنياهو وحكومته بعد دعمهم المرشح الجمهورى ميت رومنى على حساب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى فاز فى الانتخابات الأمريكية بفترة رئاسة ثانية، وكان هذا هو المشهد المتكرر على المسرح الإسرائيلى أمس، فعلى الرغم من التأييد الصريح الذى كان يبديه نتنياهو ووزراؤه لرومنى والذى لم ينجح بالانتخابات الرئاسية بسبب رفض أوباما شن عمل عسكرى ضد طهران، ورغم ذلك سارع نتنياهو بالإدلاء بتصريحات أمس أكد فيها استمرار التحالف مع أوباما والولايات المتحدة أكثر من أى وقت مضى.
ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، تهنئته أوباما على فوزه قائلا إن «الحلف بين الدولتين أقوى من أى وقت مضى»، إلا أن الصحيفة قالت إن المنظومة السياسية الإسرائيلية سارعت بالهجوم أمس على نتنياهو، على ما سموه الأضرار التى سببها لتل أبيب بدعمه رومنى.
وذكرت أن الخط الذى اتبعته حكومة نتنياهو فور فوز المرشح الديقراطى باراك أوباما هو سياسة معانقة الرئيس المنتخب، وتأكيد التحالف بين واشنطن وتل أبيب، ناقلة عن نتنياهو قوله «أنا أهنئ الرئيس أوباما، الحلف الاستراتيجى بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أى وقت مضى، سأستمر فى العمل مع الرئيس أوباما لضمان المصالح الحيوية لأمن مواطنى تل أبيب»، مضيفة أن نتنياهو التقى ظهرا فى مكتبه سفير واشنطن بإسرائيل دان شابيرو على ما يبدو لمحاولة إجراء اتصال تليفونى بين نتنياهو وأوباما.
بدورها انتقدت شيلى يحيموفيتش، زعيمة المعارضة الإسرائيلية، نتنياهو على دعمه لرومنى، وبعنوان فرعى «نتنياهو راهن على الجواد الخاسر»، نقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن يحيموفيتش قولها إنها «كانت تعارض أى تدخل من تل أبيب فى انتخابات واشنطن، وبالمثل كل تدخل أمريكى فى انتخابات تل أبيب».
بدوره قال إيتان كابل، عضو الكنيست المعارض، «نتنياهو راهن على الجواد الخاسر ودفع بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية لهوة غير مسبوقة، اليوم جميعنا ندرك أن 4 سنوات إضافية مع نتنياهو معناها 4 سنوات من تفسخ التحالف الهام جدا بين تل أبيب وواشنطن»، وانتقد حزب يش عاتيد، حديث النشأة فى إسرائيل، نتنياهو، داعيا إياه إلى «اتخاذ خطوات فورية لإصلاح منظومة العلاقات السيئة بينه وبين إدارة واشنطن».
ودخل على خط الهجوم شلومو مولا، عضو الكنيست عن حزب كاديما المعارض، الذى قال «نتنياهو أضر بالعلاقات الاستراتيجية لدولة إسرائيل».
من جانبها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إنه رغم التهانى الإسرائيلية لأوباما، أعرب برلمانيون فى تل أبيب عن شعورهم بخيبة الأمل لانتصار أوباما، ونقلت عن عضو كنيست قوله «أوباما ليس جيدا لإسرائيل، ونخشى أن يمارس علينا ضغوطا لتقديم تنازلات بسبب العلاقات الباردة بين نتنياهو وأوباما»، وقال دانى دانون، حزب الليكود، «أشعر بخيبة الأمل من انتخاب أوباما، لا يمكن الاعتماد عليه».


فوز أوباما يثبت أن أمريكا لم تَعُد «أرضا للبِيض» بل لكل الألوان
رسالة واشنطن: توماس جورجيسيان
وفاز أوباما بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة.. وتأكد من جديد أن أمريكا «تلوَّنت» أكثر فأكثر. إذ لم تعد أرض البِيض بل أرض كل الألوان، وأن المنتظَر والمرتقَب بل المطلوب من الرئيس الأمريكى أن يعرف ذلك جيدا ويتعامل مع هذا الواقع الجديد بتحدياته ومشكلاته والأهم مميزاته وطاقاته. نعم أوباما فاز بأصوات الأقليات والمرأة والشباب. صحيفة «وول ستريت جورنال» رأت أن ما حدث هو «انتصار الأمل على الخبرة». وبالطبع استيقظت أمريكا صباح أمس (الأربعاء) وهى منهَكة من سباق الانتخابات الذى استمر أكثر من 500 يوم وتكلَّف أكثر من 2.6 مليار دولار، إلا أنها راضية لأن سباق التنافر والاستقطاب وأيضا حملات التصادم والتشابك انتهت.. وبدأت صفحة جديدة، أو على الأقل هذا هو ما قاله أوباما فى خطابه بعد إعلان فوزه.
وعكس أوباما فى خطابه المفهوم الذى ردده أنصاره عقب الفوز المشهد، إذا كان الاختيار فى عام 2008 الأمل وشعار «نعم نستطيع» فإن الاختيار بعد أربع سنوات كان للتحدى والتحرك قدما، بينما لم يكتمل إنجازه وأيضا التمسك والاحتفاء بما حققته أمريكا خلال عقود من إنجازات. ما أظهرته هذه الانتخابات بحملاتها ونتائج تصويتها أن أمريكا اليوم غير أمريكا الأمس، وبالتأكيد غير الأول من الأمس. أمريكا تغيرت وتطورت وتنوعت وتشعبت و«تلونت» (بالتأكيد) ولم يعد الحديث عنها وعن مواطنيها وعن العملية السياسية حديثا معتادا ومعادا، ومن هنا جاء التعليق المتكرر مع ظهور النتائج أن حملة أوباما برجالها ونسائها على أرض الواقع استوعبت بشكل أشمل وأوسع التغيير الذى حدث فى التركيبة السكانية للولايات المتحدة. «أرض المهاجرين» تعددت ألوانها وأطيافها وأهواؤها ومزاجها. بالنسبة إلى الهيسبانيك مثلا فى عام 2004 حصل جورج دبليو بوش (الابن) على 44 من أصواتهم. ثم بعد أربع سنوات (عام 2008) حصل الجمهورى جون ماكين (وكان وراء القانون الخاص بالهجرة) على 31٪ فقط من أصواتهم. وفى هذه الانتخابات كان نصيب رومنى من أصوات الهيسبانيك 27٪ فقط. الأرقام تتكلم وتقول ولكن على العاقل أن يلتفت وينتبه ويهتم ويأخذ فى الاعتبار وإلا فإن الأرقام تصبح بلا معنى أو لا يمكن وصف العاقل بأنه عاقل فى ما بعد. وفوز أوباما لم يكن مكافأة لما حققه بقدر ما كان إعطاءه فرصة لاستكمال ما بدأه وإتمام ما تعهد به. والسؤال الآن: هل سينجح أوباما فى تغيير واشنطن هذه المرة ويتعامل بواقعية أكثر مع الكونجرس (الطرف الآخر فى المعادلة السياسية الأمريكية)؟ كما لم يتردد البعض من الجمهوريين فى التنبيه بأنه «حان موعد محاسبة النفس» بالنسبة إلى الحزب الجمهورى. البعض أشار إلى احتمال نشوب «حرب أهلية» بين صفوفه، خصوصا بعد أن زاد التطرف فى خطابه أو فى خطاب مَن يُعَدّون بين صفوفه أو أنصاره. والمشكلة أن هذه الأصوات تعالت وازدادت دون أن يتصدى لها أحد، أين العقلاء؟ مع ظهور نتائج الانتخابات فرحت الأمريكيات تحديدا بأن عدد النساء اللائى تم انتخابهن لعضوية مجلس الشيوخ قد ارتفع إلى 19 وقد يصل إلى 21 امراة. كما أن الليلة شهدت أيضا سقوط اثنين من المرشحين الجمهوريين اللذين تحدثا «بإسفاف وحقارة» عن الاغتصاب والمرأة. مما أثار غضب أغلبية النساء واندهاشهن من الانحدار الذى وصل إليه مستوى الحوار السياسى ونحن فى عام 2012. وكأن هؤلاء من الرجال -كما قالت إحدى المعلقات- «يريدون أن يدفعونا إلى الوراء وأن يتقزم تفكيرنا حتى يتناسب مع عقولهم!!».
كان أوباما وأنصاره يقولون ويرددون خلال المواجهة «حتى لا نفقد أمريكا التى كسبناها أو حققناها»، وذلك فى مقابل التحذير أو التنبيه من جانب رومنى وأنصاره «فلنستعدْ أمريكا التى فقدناها». وبالتالى الاختبار الحقيقى الآن هو: كيف سينجح أوباما فى الحفاظ على المكتسبات التى تحققت عبر العقود؟ والأهم: ما أهم ملامح إدارة أوباما وأفراد طاقمه للعالمَين الخارجى والداخلى؟ عادة الرئيس الأمريكى فى ولايته الثانية يكون أكثر حسما وإنجازا وربما أكثر ابتكارا لحلول مشكلات تتعلق بالبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.