«حكومة فاسدة»، هكذا وصف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى الحكومة التى تترأسها جماعة الإخوان المسلمين حاليا فى مصر؛ داعيا إلى ثورة جديدة لإسقاطها وفرض الشريعة الإسلامية فى البلاد. تصريحات الظواهرى جاءت فى شريط فيديو مسرب مدته 58 دقيقة تحدث فيه عن الشأن المصرى، نقلته مواقع إسلامية عديدة أبرزها موقع «سايت» المتخصص فى نشر فيديوهات زعيم القاعدة، كما نشر الظواهرى أيضا شريطا آخر هاجم فيه سياسات أوباما ووصفه ب «الكذاب المحترف».
وأصر الظواهرى على وصف الحكومة التى يترأسها الإخوان ب«الفاسدة»، وأضاف قائلا «المعركة الدائرة فى مصر تدور رحاها بين أقلية علمانية والمسلمين الذين يريدون فرض الشريعة».
وتابع خليفة أسامة بن لادن فى قيادة القاعدة: «المصريون يريدون رؤية حكومتهم محررة من التأثير الأمريكى، ويرغبون كذلك فى رؤية انتصار فلسطينى على إسرائيل». واستمر بقوله «المعركة لم تنته ولكنها بدأت، وعلى جميع الشرفاء فى مصر أن يقوموا بحملة شعبية من أجل إنجاز الثورة التى أجهضت». وأوضح بقوله إن «ثورة مصر يجب أن تستمر ويجب أن يضحى المسلمون حتى الحصول على ما يرغبون، وحتى انتزاع كرامة وشرف مصر من الأيادى الفاسدة».
ودعا الظواهرى إلى احتجاجات واسعة «ضد السفارة الإسرائيلية وضد التطبيع وعملية السلام مع إسرائيل، واحتلال الكيان الصهيونى لأرض فلسطين وضد أى تنازل أو استسلام عن تلك المطالب، وضد كل حصار لقطاع غزة». ثم أصر الظواهرى على وصف الرئيس محمد مرسى ب«الرئيس بلا سلطة»، ووجه له مجموعة من الأسئلة تبرهن على كلامه، قال فيها «ما موقفك من الجهاد لتحرير فلسطين؟ ما موقفك من حكم الشريعة فى مصر؟ ما موقفك من مشاركة مصر فى الحرب الأمريكية على الإرهاب؟». وفى شريط آخر دعا زعيم القاعدة المسلمين إلى أسر وخطف مواطنين غربيين من الدول التى تشن حروبا ضد المسلمين. وقال الظواهرى إن «تحرير الشيخ عمر عبد الرحمن (المسجون فى الولاياتالمتحدة لدوره فى الهجوم على مركز التجارة العالمى فى 1993) والمعتقلين فى سجن جوانتانامو واجب إلزامى على كل مسلم». وتابع بقوله «أسرانا فى جوانتانامو وغيرها والشيخ عمر عبد الرحمن لن يتم تحريرهم إلا بالقوة؛ لأنها اللغة الوحيدة التى يفهمونها». وفى هجوم آخر على الحكومات الغربية والمؤسسات الدولية اتهم الظواهرى القوى العالمية بمنح الرئيس السورى الأسد «رخصة بالقتل» فى محاولاته لقمع الانتفاضة الشعبية. وقال الظواهرى «تمنح الأممالمتحدة وكوفى عنان والجامعة العربية نظام الأسد الفرصة تلو الفرصة، ليقضى على المقاومة الشعبية الجهادية المتصاعدة ضد ظلمه وجوره وفساده وإفساده».
وتابع بقوة «أحرض المسلمين فى كل مكان خصوصا فى البلاد المجاورة لسوريا أن يهبوا لنصرة إخوانهم فى سوريا بكل ما يستطيعون، وأن لا يدخروا شيئا يمكن أن يقدموه لهم ليخلصوهم من هذا النظام السرطانى المجرم». من جانبه، قال الدكتور طارق الزمر، المستشار السياسى لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، قال إن الشعب المصرى ليس فى حاجة إلى ثورة ثانية، بل عليه استكمال الثورة الأولى التى بدأها.
الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال ل«الدستور الأصلي» إن كل ما جاء على لسان الظواهرى نوع من «التخلف والجهل» -حسب تعبيره- وإن الحكومة المصرية ليست فاسدة، ولكن يمكننا القول إنها حكومة كسولة أو لا تعمل كما ينبغى، مشيرا إلى أن كل ما قاله الظواهرى عن أن مرسى رئيس بلا سلطة لا ينم إلا عن عدم وعى بما يقول، وتابع: «كيف يكون مرسى بلا سلطة فى حين أنه يحتكر السلطات التشريعية والتنفيذية، وسلطاته تجعله رئيسا إلها؟».
ربيع أشار إلى أن الثورة على رئيس الجمهورية أمر غير مطروح، لا سيما أن مرسى رئيس منتخب بإرادة شعبية، وأنه جاء بأغلبية حتى وإن كانت تلك الأغلبية لا تمثل سوى 51% من الشعب المصرى، لافتا إلى أن الدعوة إلى اختطاف الأجانب «أمر إرهابى بحت»، خصوصا أن الأجانب هم أناس يؤتمنون على حياتهم، مشددا على أن خروج مثل تلك الدعوات يساعد على تخريب السياحة ومن ثم تخريب البلاد، ورافضا كل ما قاله الظواهرى.