الجمهور دوما كان على موعد مع موسمين كبيرين للسينما المصرية كل عام، الأول هو الصيف، حيث يجد المشاهد نفسه محاصرًا بحشد من النجوم، والأفلام التى تتنوع بين الكوميدى والتراجيدى، ومثله أيضا موسم عيد الأضحى أو مثله كان موسم عيد الأضحى قبل أن يتحول الموسم تمامًا، خصوصًا بعد أن كانت التورتة مقسمة بين موسمى عيد الفطر والأضحى كالتالى: الأول للأفلام التى يقوم ببطولتها أنصاف النجوم، والثانى يعتبر موسمًا ثقيلًا محجوزًا باسم كبار نجوم السينما. الآن انقلب الوضع تمامًا، وطرح أحمد السقا ومحمد هنيدى وحمادة هلال أفلامهم فى عيد الفطر الماضى، وتركوا هذا العيد لكل من يجرب حظه اللهم إلا فيلمى ياسمين عبد العزيز «الآنسة مامى»، ومصطفى قمر «جوه اللعبة»، فالأولى تعود بعد غياب أكثر من عامين منذ فيلمها «الثلاثة يشتغلونها»، والثانى يقابل جمهور السينما بعد ما يقرب من خمس سنوات غياب، حيث قدم فيلم «مفيش فايدة» عام 2008، وكانت الكوميديا هى اختيار ياسمين عبد العزيز كالعادة، ويشاركها البطولة حسن الرداد، الفيلم من تأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان، أما صاحب «عصابة الدكتور عمر» فيقدم عملًا يحمل شيئا من التشويق يخرجه محمد حمدى، وتشاركه فى بطولته ريهام عبد الغفور، فى ما عدا ذلك تم حجز مساحات الإعلانات لأفلام تحمل أسماء فنانين لا يمكن أن نطلق عليهم نجوم شباك، ومعظمها تم صنعه على عجل، كما أن معظمها يندرج تحت بند البطولات الجماعية، حيث يحفل الفيلم بأسماء ووجوه كثيرة، جميعها لا يمكن أن يحمل فيلمًا منفردًا، محمد رمضان الذى عرض له قبل أشهر فيلم «الألمانى» ولم تتجاوز إيراداته المليونى جنيه، يأتى هذا الموسم ومعه حورية فرغلى ودينا، أملا فى اقتناص شىء من عيدية الجمهور، ومحبى الأفلام التى تحتوى على قدر لا بأس به من الرقص والعنف، والميلودراما وتتناول حياة بعض البائسين، الفيلم يخرجه إسماعيل فاروق، ويكتبه محمد سمير مبروك، أما أعضاء فيلم «مهمة فى فيلم قديم» فهم يمثلون أيضا تشكيلة متنوعة من الفنانين الذين لا يمكن لأحد فيهم أن «يشيل فيلم»، لكنهم يعوضون ذلك بخلطة من الغناء والرقص والكوميديا، فالأبطال هم فيفى عبده واللبنانية مادلين مطر وإدوارد ولطفى لبيب، وشادى شامل، بقيادة المخرج أحمد البدرى، إدوارد أيضا لم يترك سامح حسين، وشاركه بطولة فيلمه «30 فبراير» مع آيتن عامر وعايدة رياض وعبد الله مشرف، الفيلم من إخراج معتز التونى، وتأليف صلاح الجهينى، ويواصل فيه سامح حسين مسيرته فى الكوميديا التى تدور فى الغالب حول شخص قليل الذكاء وقليل الحظ، ولا مانع من أن يكون غريب الأطوار، وحاول فيه صناع الفيلم ملء الأفيش بأكبر عدد من الفنانين أملا فى حصد جمهور أكبر نظرًا لأن الفيلم لا يحوى من بين أبطاله نجمًا كبيرًا له وزنه فى شباك التذاكر، ويقدم فيه سامح حسين أولى بطولاته المطلقة فى السينما، قد يكون طاقم عمل فيلم «بارتيتا» أفضل حالا من غيرهم، حيث يضم الفيلم كلًا من كندة علوش وأحمد السعدنى وعمرو يوسف، ودينا فؤاد، وجميعهم لديه تاريخ مع الجمهور من خلال بعض الأعمال المميزة، لكن مع ذلك يفتقر الفيلم الذى يخرجه شريف مندور، ويكتبه وائل عبد الله إلى نجم مهم له تأثير على الجمهور، فمعظم صناع هذا الموسم ابتعدوا عن الاستعانة بنجم سينمائى له بريق، وعوضوا ذلك بالاعتماد على البطولات الجماعية لأنصاف وأرباع النجوم الذين يجربون حظهم فى جمهور العيد.