مع دخول إضراب الأطباء يومه الثالث والعشرين، تضاربت الأنباء حول تعليق الإضراب بسبب إجازة عيد الأضحى المبارك، ففى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الصحة تعليق الإضراب بسبب العيد، نفت اللجنة العليا للإضراب نبأ التعليق، مؤكدة استمراره، مستنكرة محاولات الوزارة تهديد الأطباء المضربين بدلا من محاولتها وضع جدول زمنى لرفع ميزانية الصحة تدريجيًا، وتطبيق الحد الأقصى للأجور فى الوزارة، وإلغاء بند القواقل الطبية، وتخصيص ميزانية لسد العجز بالمستشفيات. الدكتور أحمد حسين، عضو اللجنة العليا للإضراب وعضو مجلس النقابة، قال إن دعوات الغياب الجماعى للأطباء خلال أيام العيد الأضحى المبارك لن توافق عليها اللجنة العليا للإضراب، لأنها مخالفة للقانون، ولا تستطيع اللجنة حماية الأطباء المضربين، محذرا الأطباء من الانسياق وراء الدعوات التى قد تسهم فى إجهاض الإضراب، مؤكدًا أن الإضراب الجزئى للأطباء مستمر فى العيادات الخارجية وما يتم العمل به فقط داخل الطوارئ والعناية المركزة والحضانات والولادات وعمليات الطوارئ، والرعاية الحرجة، مضيفا أن ما تدعيه الوزارة من تعليق الإضراب أيام عيد الأضحى المبارك، لا أساس له من الصحة، وأن الإضراب مستمر لحين تحقيق مطالب الأطباء، على أن يتم تقديم العلاج بالمجان إلى المرضى فى أقسام الاستقبال والطوارئ، مع توعية المواطنين مرتادى المستشفيات بآليات وأهداف الإضراب.
الدكتور إبراهيم مصطفى، مساعد وزير الصحة، نفى من جانبه اتباع الوزارة سياسة التصدى للإضراب، وأن كل ما يشغلها هو تقديم الخدمة من خلال متابعة لجنة أزمة إضراب الأطباء بعمل حصر أولا بأول للعيادات الخارجية التى تعمل أو لا تعمل حتى لو كان بها بعض الأطباء المضربين، موضحا ارتفاع عدد المستشفيات التى تعمل بها العيادات الخارجية بكامل طاقتها إلى 401 مستشفى بنسبة 77٫1% من إجمالى العيادات الخارجية بالمستشفيات، والتى كانت مساء أمس 391 مستشفى بنسبة 75٫2%، وقد بلغ عدد المستشفيات التى تم التوقف الكلى بالعيادات الخارجية بها إلى نحو 36 مستشفى بنسبة 6٫9% من إجمالى عدد المستشفيات، التى كانت مساء أمس 37 مستشفى بنسبة 7٫1%، مضيفا أنه قد بلغ عدد المستشفيات التى تم التوقف الجزئى بالعيادات الخارجية بها إلى نحو 83 مستشفى بنسبة 16%، قائلا «لم يرد لنا أى بلاغ عن إغلاق أى مستشفى بأكمله، ولم يرد لنا حتى الآن أى بلاغ عن حالات التعدى على الفريق الطبى أو المنشآت».
الأطباء المضربون واصلوا حملة جمع الاستقالات تمهيدا لتقديمها إلى وزير الصحة بعد تجميع من 15 إلى 20 ألف استقالة من إجمالى 62 ألف طبيب يعملون فى الوزارة، وقد انضم إلى حملة الاستقالات الجماعية بعض الممرضات والصيادلة فى بعض المستشفيات، خصوصا بعد تأكيد مساعد وزير الصحة أن الطبيب الذى يقدم استقالته سنقبلها بعد الدراسة ليترك العمل لطبيب غيره لا يفتعل مشكلات -على حد وصفه.
وفى الإسكندرية، أعلنت اللجنة المشرفة على الإضراب عن جمع نحو 50 استقالة مسببة من مستشفيات الإسكندرية، ضمن خطة الإضراب العام الذى دخل أسبوعه الثالث، بينما علق الأطباء إضرابهم عن العمل، أمس (الأربعاء)، لتزامنه مع اليوم الأخير لصرف الأدوية المزمنة، قبل بدء إجازات عيد الأضحى المبارك.
وقال الدكتور طاهر مختار، عضو نقابة الأطباء والمشرف على لجنة الإضراب العامة، «إنه تم تجميع 50 استقالة مسببة نهاية الأسبوع الثالث من إضراب الأطباء»، مشيرًا إلى أنه سيتم تجميع باقى الاستقالات فور العودة من إجازة عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن تعليق الإضراب، أمس، لصرف الأدوية المزمنة، لتزامنه مع اليوم الأخير قبل بدء إجازات عيد الأضحى والتى ستبدأ بالمستشفيات اعتبارًا من اليوم (الخميس)، مشيرًا إلى أن الأطباء سيعاودون الإضراب اعتبارًا من الثلاثاء المقبل بنفس الآلية التى بدأ بها الإضراب.