نحن فى زمن عجائب الإخوان ورئيسهم محمد مرسى، الذى لا يريد أن يكون رئيسًا لكل المصريين. فالذى ينشر خبرا يعتبره الإخوان كاذبا.. فيفصلونه.. مثل ما جرى مع الزميل جمال عبد الرحيم، رئيس تحرير «الجمهورية»، الذى فصله أحمد فهمى، صهر الرئيس، بعد نشره خبرا عن صدور قرار بمنع المشير والفريق من السفر، فى إطار التحقيقات التى تجرى معهما.
أما إذا نشر أحد من الإخوان أخبارا كاذبة، فإنهم -أى الإخوان- يرقُّونه ويمنحونه المناصب، وذلك كما جرى مع حسن البرنس، الذى تم تعيينه نائبا لمحافظ الإسكندرية، وهو الذى سبق أن كذب على الرئيس نفسه.
وأذكّركم هنا بما كتبته يوم 13 سبتمبر الماضى، تحت عنوان «البرنس ينشر أخبارا كاذبة.. فمن يحاسبه؟!».. كنت قد نشرت فى هذا المكان عن افتراءات القيادى الإخوانى حسن البرنس تحت عنوان «فضائح أرباح البرنس» (راجع عدد يوم الثلاثاء الموافق 11/9/2012) عن أرباح رئيس الهيئة العربية للتصنيع الأسبق حمدى وهيبة وحواره مع الرئيس محمد مرسى بشأن توزيع الأرباح، التى نشرها على صفحته على «فيسبوك» ونقلتها عنه جريدة «الأهرام» فى إدارتها الجديدة (عدد يوم الأحد الموافق 9/9/2012).
وفى يوم النشر نفسه كذّبت الرئاسة ما قاله البرنس، وما هو منسوب إليه، فى ما نُشر فى جريدة «الأهرام». وقال د.ياسر على المتحدث باسم الرئاسة: إن الرئيس محمد مرسى يعلن تقديره الشديد لرئيس الهيئة السابق حمدى وهيبة وكل العاملين بالهيئة، وإن ما نُشر عن حوار دار بين الرئيس ووهيبة عن نسبة الرئيس فى أرباح الهيئة ونسبة رئيس الهيئة فى الأرباح هو كلام غير صحيح على الإطلاق (وهو الكلام الذى قاله القيادى الإخوانى حسن البرنس ونشره على صفحته.. وأعادت «الأهرام» نشره).
إذن هنا الرئيس محمد مرسى يكذّب القيادى الإخوانى حسن البرنس الذى يطل علينا بطلعته البهية كل يوم تقريبا فى الفضائيات ليفترى على معارضى الإخوان وسياساتهم وسيطرتهم وإعادة إنتاجهم لنظام مبارك والحزب الوطنى الفاسد. وها هو تكذيب رسمى واضح، ومن الرئيس نفسه، لما قاله البرنس من أن الرئيس مرسى رفض الحصول على نسبة من أرباح الهيئة العربية للتصنيع عرضها عليه وهيبة فى أثناء توليه رئاسة الهيئة، ونسب إلى الرئيس أنه طلب تغيير نظام توزيع الأرباح وإلغاء نسبة رئيس الجمهورية.. وهو ما نفاه الرئيس الحالى للهيئة وكذَّبه الرئيس رسميا.
ولم تنشر «الأهرام» تحت قيادتها الجديدة التى جاءت بها لجنة «فهمى – شهاب – الولى» فى إطار السيطرة على الصحافة هذا التكذيب الذى صدر عن الرئيس مرسى رغم أنه خرج على لسان الدكتور ياسر على المتحدث باسم الرئاسة وأمام جميع الصحفيين فى مقر الرئاسة. ما علينا.. فقد بات واضحا أن القيادى الإخوانى فى حزب الحرية والعدالة طبيب الأشعة القادم من الإسكندرية يكذب.. وينشر أخبارا كاذبة.. ومع هذا لم يفعل الرئيس محمد مرسى معه أى شىء رغم أنه -أى البرنس- افترى عليه ونقل عنه كلاما كاذبا.. ولم تفعل جماعة الإخوان ومكتب إرشادها شيئا بعد أن تبين أن الدكتور البرنس يكذب. ولم يفعل حزب الحرية والعدالة القائم بأعمال رئاسته الدكتور عصام العريان شيئا.. بعد أن تبين أن الدكتور حسن البرنس يكذب.. وينقل عن الرئيس محمد مرسى أقوالا لم يقلها.. بل كذّبها الرئيس نفسه بعد ذلك.
فالرئيس لا يريد أن يقاضى البرنس على غرار مقاضاته بعض وسائل الإعلام بما فيها وكالة أنباء أجنبية ادّعت عليه حديثا قال الرئىس إنه لم يقع وملفق.. رغم أن البرنس نسب إلى الرئيس كلاما أيضا وصفه الرئيس بأنه لم يقع ومن ثم ملفَّق وكاذب. فلماذا لا تتم محاسبة قيادى الإخوان حسن البرنس على نشره أخبارا كاذبة؟
ولماذا لا تتم محاسبة «الأهرام» عن نشرها أخبارا كاذبة نقلا عن حسن البرنس؟ إن النظام الحاكم الآن.. وجماعته والحزب الحاكم.. يسيرون على نفس خطى الرئيس السابق مبارك وحزبه الوطنى الفاسد ولجنة سياساته.. من مطاردة المعارضين له فقط.. والتلفيق لهم فى قضايا نشر الأخبار الكاذبة.
ويطلق محامين لمطاردة المعارضين والمنتقدين لسياسة الإخوان وقياداتهم. أما إذا جاء من بينهم من ينشر الأخبار الكاذبة.. حتى لو كانت على الرئيس.. فإنهم يتركونه! (صورة طبق الأصل من مقال 13/9/2012) ■ ■ ■ ■ الرئيس مرسى وجماعته لم يحاسبوا البرنس على نشره أخبارًا كاذبة، وإنما رقّوه.. ووضعوه فى السلطة التنفيذية نائبا لمحافظ الإسكندرية!