الطبقة الوسطي.. رمانة الميزان في أي دولة متحضرة.. والتخشينة القادرة علي جعل حجر معسل العدالة الاجتماعية متعشق كويس في شيشة المجتمع.. بدونها تتخلف الدولة وتصبح شيشة المجتمع «مِنَفِّسَة».. وهذا هو ما حدث بالظبط في مصر بدءًا من السبعينيات.. انفتحت البلد فانفشخت تركيبتها الاجتماعية فَنَفِّست شيشة المجتمع وبدأت الطبقة الوسطي في الانقراض تدريجيًا حيث صعدت الأقلية منها إلي الطبقة الغنية بينما هبطت أغلبيتها إلي الطبقة الفقيرة.. لتصبح هناك في مصر طبقتان فقط.. غنية وفقيرة.. ومع الثمانينيات اختلفت التركيبة مرة أخري لتصبح الطبقة الغنية غنية قوي.. والطبقة الفقيرة فقيرة أوي.. هذا الانهيار الطبقي إذا أضفنا له انهيار التعليم والصحة والمرافق والمنطق والضمير يصبح منطقيًا جدًا أن يحدث ما حدث في فيلم «انتبهوا أيها السادة».. دكتور الفلسفة الجامعي «حسين فهمي» غير قادر علي تجميع مقدم شقة في عمارة من عمارات كثيرة يمتلكها المقاول الجاهل وغير الشريف والذي بدأ حياته زبالاً «عنتر» أو «محمود ياسين».. لينتصر الجهل علي العلم والفلوس غير الشريفة علي الفقر الشريف والهمجية علي الرقي والفجاجة علي التحضر.. عندها.. يصبح منطقيًا جدًا أن ينتهي الفيلم «بعنتر» الجاهل والفج والهمجي والغني وقد تزوج من خطيبة دكتور الفلسفة الجامعي والمتعلم والراقي والمتحضر.. والفقير! أما فيما يخص اسم الفيلم.. «انتبهوا أيها السادة».. وبعد أن انهارت التركيبة الاجتماعية ذلك الانهيار المروع الذي ترونه بأنفسكم الآن.. أصبح من الواضح جدًا أن السادة للأسف.. ما انتبهوش!