قالت صحيفة «جلوبال بوست الأمريكية» في تقرير نشرته مساء أمس الأول: إن الدكتور محمد البرادعي يحظي بفرصة كبيرة لهزيمة الرئيس مبارك والحصول علي دعم الشعب المصري له ليصبح رئيس الجمهورية المقبل، خاصة مع المكانة الدولية التي يحظي بها البرادعي إلي جانب التراجع القوي للدور المصري في كل قضايا منطقة الشرق الأوسط ومعاناة المصريين من الفقر والقمع خلال فترة حكم الرئيس مبارك التي امتدت إلي نحو 29 عاما. وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته تحت عنوان " كم ستستغرق رحلة التغيير أثناء قدومها إلي مصر؟" أن مصر في بداية فترة حكم الرئيس مبارك وحتي عشر سنوات مضت كانت صاحبة الدور الريادي في كل قضايا منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية - الحليف الأقوي للرئيس مبارك في ذلك الوقت- تستعين بمبارك لحل أي أزمات طارئة في المنطقة، فقد وسطته لإقناع عرفات ببدء المفاوضات مع إسرائيل واستخدمته أثناء أزمة العراق للضغط علي بغداد للتعاون مع وكالة الطاقة الذرية. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه خلال السنوات العشر الأخيرة تبدل الحال تماما وأصبح مبارك غير قادر علي تحقيق أي نفوذ في قضايا المنطقة العربية والشرق الأوسط للدرجة التي جعلت الرئيس الأمريكي أو وزيرة الخارجية الأمريكية أو أي مبعوث رسمي من قبل الإدارة الأمريكية يتوجه بطائرته إلي "الرياض" في المملكة العربية السعودية طلبا للدعم والمساعدة في أي أزمة طارئة تواجهها الولاياتالمتحدة في المنطقة. وأوضحت جلوبال بوست الأمريكية أن فرحة المصريين بعودة محمد البرادعي - الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- نبعت من إحباطهم والفقر الذي يعيشونه في عصر الرئيس الحالي محمد حسني مبارك الذي يحكم البلد منذ 29 عاما وصلت فيها حالات الركود إلي أعلي درجاتها وأصبح دخل الفرد فيها في الحضيض، إلي جانب ارتفاع عدد المواطنين تحت خط الفقر. ولفتت الصحيفة إلي أن الدكتور محمد البرادعي - الحاصل علي جائزة نوبل في السلام- قادر علي كسر حالة الجمود السياسي التي يعانيها المصريون تحت وطأة حكم الرئيس مبارك الذي تخطي ربع قرن بعدة سنوات، خاصة أن الرجل أثناء عمله في وكالة الطاقة الذرية كان يرأس نحو 2200 موظف استطاع قيادتهم بطريقة ناجحة، إلي جانب عمله مع قادة عدد من الدول الأوروبية التي تحكمها الديمقراطية، وهو بالتالي مشبع بالقيم الديمقراطية التي لا يجدها المصريون في نظام الرئيس مبارك. وأشارت الصحيفة إلي أن هناك قوة أخري يتمتع بها البرادعي وهي المكانة الدولية التي يحظي بها لدي أغلب دول العالم الكبري.