كشف موقع ميدل إيست لاين الإخباري الأمريكي عن وجود حالة من القلق الشديد تنتاب الأوساط الرسمية الإسرائيلية من جراء تأييد واشنطن للتحركات العسكرية المصرية المكثفة في سيناء. وقال الموقع أنه طوال سنوات حكم الرئيس السابق "حسني مبارك" كان من المسلم به بالنسبة لإسرائيل هو احترام مصر الشديد لاتفاقية السلام معها، وحتى عندما كانت مصر تعمل على تدعيم وجودها العسكري في سيناء كان ذلك يتم بالتشاور مع إسرائيل وبصورة لا تخل بإتفاقية السلام الموقعة بين البلدين في 1979، ولكن الآن بعد تولي رئيس إسلامي الحكم في مصر والقيام بحملة عسكرية مصرية تحت شعار مكافحة الإرهاب في سيناء وبصورة أكثر عنفا مما كان في السابق أصبحت إسرائيل ممزقة بين تأييد هذه الحملة علي أمل أن تتطور لعلاقة تعاون لدحر الإرهاب، وبين أن تتجاوز هذه الحملة العسكرية أهدافها وتؤدي لانهيار إتفاقية السلام علي الأرض.
وقال الموقع أن وزير الخارجية الإسرائيلي "افيجدور ليبرمان" عقد اجتماع مغلق مع مبعوثي الوزارة أمس الثلاثاء وحذر من أن غض الطرف عن التجاوزات العسكرية المصرية في سيناء قد يؤدي بالقاهرة إلى نقض هذه المعاهدة على الأرض فعليا وكما تريد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المنتخب "محمد مرسي".
وقال الموقع أن وزير الخارجية "ليبرمان" قال أن أول تجاوز وانتهاك من جانب المصريين جاء عندما اجتاحت الدبابات المصرية سيناء وبالمخالفة لاتفاقية السلام.
وأضاف أن "ليبرمان" أبدي انزعاجه الشديد من تصريحات المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية أمس الثلاثاء "فيكتوريا نيولاند" والتي ذكرت فيها أن واشنطن تؤيد الحملة العسكرية المصرية في سيناء لمواجهة ودحر الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية الأخري.
وقال "ليبرمان" أن إسرائيل كانت تأمل في أن تكون إدارة أوباما أكثر حزما مع مصر في التنبيه عليها في عدم تجاوز الحملة الأمنية في سيناء حدود المعاهدة في إسرائيل، وقال الموقع أن "ليبرمان" أعتبر أن تصريحات الخارجية الأمريكية بدلا من أن تمارس ضغوط علي مصر قد تتساهل لدرجة السماح للقاهرة بانتهاك معاهدة السلام الموقعة عام 1979 علي الأرض، وأعتبر "ليبرمان" أن الحملة العسكرية المصرية في سيناء هي أول مسمار في نعش اتفاقية السلام.
وقال الموقع أن صحيفة مصرية نسبت كلام لمسئول مصري عسكري قوله أن الأمن المصري يأتى في الدرجة المصرية وأنه لم يحدث أى انتهاك من جانب مصر لاتفاقية السلام وأن الحملة ضد الإرهاب في سيناء تتم بالتنسيق مع إسرائيل.