لازمت مأساة هيروشيما ونجازاكي وجدان العالم المعاصر، شرقيه وغربيه، على السواء، كعلامة على ما وصل إليه الإنسان المعاصر من توحش وشراسة وطغيان التخطيط الجديد للكرة الأرضية، وفقا لمصالح وأهداف القوى العالمية الجديدة، ممثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن دار في فلكها، بعد أن خرجت من الحرب العالمية الثانية مكللة ومجللة بالنصر والعار معا. في روايتها «الظلال المحترقة» المشحونة بالعاطفة والجمال، الصادرة ترجمتها العربية مؤخرا عن دار (بلومزبري الدوحة)، توخز الروائية الباكستانية الأصل كاملة شمسي، ضمير العالم ووجدانه بقصتها الإنسانية الهائلة والشاملة عن الخسارة والاغتراب، بحسب "الفايننشال تايمز" الأمريكية.
تبدأ أحداث الرواية من ناجازاكي، في 9 أغسطس 1945. حيث تخطو «هيروكو» تاناكا نحو شرفتها مرتدية ثوبها الكيمونو الذي يحمل رسما لثلاثة طيور. إنها في الحادية والعشرين من عمرها، وعلى وشك الزواج من "كونراد فايس".
وفي ثانية واحدة، يتحول العالم إلى لون أبيض لامع. وبعد الانفجار الذى محا كل ما قد عرفته "هيروكو" في حياتها، لم يتبقَّ لها سوى حروقٍ على ظهرها على شكل طائر، كتذكار لا ينمحي عن العالم الذي فقدته. وبعد سنتين تسافر «هيروكو » إلى دلهي لتقابل عائلة "كونراد"، بحثًا عن بداية جديدة، فتقع في حب أحد موظفيهم. وبمرور السنين تحل منازل جديدة محل القديمة، والحروب القديمة تأخذ مكانها صراعات جديدة. ولكن ظلال التاريخ – الشخصية والسياسية – لا تزال تخيم فوق العالم المتشابك للعائلات المختلفة، بينما تنتقل من باكستان إلى نيويورك، ثم إلى أفغانستان في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر.
«الظلال المحترقة» رواية ملحمية مهمة تهتز لها المشاعر، وعمل أدبي من طراز رفيع، قلّ أن يقرأ القارئ العربي مثله، بحسب ناشر الرواية، فيما وصفتها صحيفة الديلي تيلجراف ب"رواية تاريخية لزمننا الحاضر".
«الظلال المحترقة»، تم اختيارها ضمن القائمة القصيرة لجائزة أوراناج الأدبية Orange" 2009"، وبيعت حقوق النشر لأكثر من عشرين دولة، باعت أكثر من 22 مليون نسخة، ونشرت بخمس وخمسين لغة مختلفة.
مؤلفة الرواية، كاملة شمسي، ولدت بباكستان عام 1973، وتعيش في لندن. مؤلفة روايتي "In the City by the See" «في المدينة بجوار البحر»، و«Kartography».. وقد اختيرت الروايتان ضمن القائمة القصيرة لجائزة "John Llewellyn" وأيضًا روايتيها «الملح والزعفران»، و«أشعار متكسرة».
وحصلت كاملة على جائزة رئيس الوزراء للأدب عام 1999، وعلى جائزة "Patras Bokhari" في عام 2004 اللتين تمنحهما أكاديمية باكستان للأدب.