وُلدت الجمعية التأسيسية الثانية التى تم تشكيلها فى 12 يونيو الماضى «باطلة».. وقد حاول رئيس مجلس الشعب المنحل سعد الكتاتنى الذى أهدر أموال المجلس بمكافآته ومميزاته وسيارته الBMW وحراسه الذين احتفظ بهم بعد حل المجلس أن ينقذ تشكيل الجمعية التى وُلدت متعثرة، وكان السيد البدوى رئيس حزب الوفد عراب الصفقة بين الإخوان والعسكر لتشكيل الجمعية الثانية، بما يتضمن تقسيمها إلى قوى دينية وأخرى مدنية وحساب قوى دينية على القوى المدنية، لتكون فى النهاية الغلبة للإخوان ومن معهم فى التصويت لصالح دستور الإخوان. وللأسف الشديد، الأخ السيد البدوى بعد عملته السودا دى عايز ينظف نفسه على حساب قوى حية فلا تعمل من أجل الوطن ومستقبله ولا من أجل مصالحها الشخصية وبيزنسها.
ويا ريت البدوى يكتفى بتحالفه مع عمرو موسى ويبعد عن قوى الثورة الأصلية والأصيلة.. فكفانا منه لفا ودورانا والعمل لصالح أى سلطة منذ مبارك الذى خدمه كثيرا ووضع نفسه فى خدمة صفوت الشريف وأنس الفقى.. ثم فى خدمة جنرالات معاشات المجلس العسكرى.. والآن لصالح الإخوان ومن معهم. ما علينا. وقد حاول الكتاتنى إنقاذ «التأسيسية» الثانية بالإسراع بنشر معايير تشكيلها فى الجريدة الرسمية التى لم تراعِ مشاركة أعضاء فى البرلمان فيها، وهو السبب الرئيسى الذى أبطل الجمعية التأسيسية الأولى لمخالفتها الإعلان الدستورى الصادر فى مارس 2011.. وجاء نشر قرار تشكيل التأسيسية فى الجريدة الرسمية فى نفس اليوم الذى صدر فيه حكم المحكمة الدستورية باعتبار مجلس الكتاتنى منحلا ومنعدما من يوم انتخابه لإجرائه بقوانين تتسم بالعوار الدستورى.
وبالطبع كان مطعونا على تشكيل «التأسيسية» الثانية أمام محكمة القضاء الإدارى.. وكما عودتنا الجماعة سارعت إلى التعطيل عن طريق محاميها وترزيتها الجدد.. فى نفس الوقت الذى أرسل فيه الدكتور الكتاتنى رئيس مجلس الشعب «المنحل» والذى كان وربما لا يزال هو رئيس «الشعب» الذى لا ينحل أبدا، قانونه أو قراره بتشكيل الجمعية التأسيسية إلى الرئيس محمد مرسى الذى كان وعد مع جماعة «فيرمونت» بالحصول على تأييد القوى الثورية له فى انتخابات الإعادة بإعادة التوازن إلى الجمعية التأسيسية فى اتفاق مكتوب وأُعلِنَ فى جميع وسائل الإعلام قبل انتخابات إعادة الرئاسة بساعات، لكنه، أى الرئيس مرسى، لم يفعل ولن يفعل ولف ودار حول الموضوع.. ووصل به الأمر إلى أن يتحجج أمام الجالية المصرية فى نيويورك بأنه لا يستطيع أن يغير من تشكيل «التأسيسية».
يا راجل دا انت ف إيدك كل حاجة دلوقتى لدرجة إنك جعلت رئيس المخابرات يؤدى اليمين ويحلف على المصحف بأن يكون ولاؤه لك بالكامل لا للبلاد والوطن (!)
ويسارع مرسى إلى التصديق على تشكيل تأسيسية الكتاتنى والإخوان فى 15 يوليو الماضى فى محاولة منه ويطلب من جماعته وترزية قوانينه الجدد الذين وضعوه فى مآزق كثيرة ليس أقلها تحديه حكم المحكمة الدستورية العليا وإصداره قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل للانعقاد وتعديه بذلك على أحكام الدستورية العليا وهو الذى أدى اليمين الدستورية أمامها.
وجاءت مسارعة مرسى بالتصديق على التشكيل الباطل ل«التأسيسية» حتى يمنحها حصانة قبل نظر بطلانها بساعات أمام القضاء الإدارى، ووفقا لنصيحة مستشاريه الذين يكشفون كل يوم أنهم مستشارو السوء.
وأسوأ من ترزية مبارك.. ناهيكم بما يتضمنه التشكيل من أعضائهم أعداء للحرية.. تلك الحرية التى خرج الشعب فى ثورة ضد الحاكم المستبد وسقطت الدماء فيها من أجل الحرية والكرامة.
لكن يتبين كل يوم مدى زيف وكذب وادعاءات أعضاء الجمعية التأسيسية الذين جاؤوا لخدمة الجماعة وحرصا على مصالح شخصية.. لا من أجل الحرية.. فهى «تأسيسية» باطلة.. ولو عاد منسحبون!