الزعيم عادل إمام، والكاتب والدبلوماسى المخضرم مصطفى الفقى، والكاتبة الصحفية منى رجب، وآخرون من مشاهير الفن والسياسة.. يتحلقون حول المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، يستمعون إليه بإنصات كبير، وتبدو على ملامحهم علامات الاهتمام والرضا والإعجاب! ليس هذا مشهدا فى فيلم جديد للزعيم عادل إمام، لكنه حدث بالفعل خلال احتفال السفارة السعودية فى القاهرة باليوم الوطنى الثانى والثمانين للمملكة، مساء أول من أمس، فى مشهد ربما لم يتكرر سابقا، لكنه يمكن أن يتكرر كثيرا فى ما بعد.
بديع وصف عادل إمام بالنجم، مرحبا به، وتحدث مع المحيطين به حول مستقبل مصر، قائلا «إن ربنا بيحب مصر.. شوفوا سوريا دفعت كام ألف علشان تاخد حريتها.. لذلك فإنها لن تنهزم»، وأضاف بديع: «مصر هى الدولة الوحيدة المذكورة فى القرآن الكريم والتوراة والإنجيل، وهذا دليل على أن الله يحبها وسيحفظها، فلا الهند ولا الصين ولا أى دولة أخرى مذكورة فى الكتب السماوية».
الزعيم أيد ما قاله المرشد العام، مستشهدًا بذكر واقعة فتح مصر على يد عمرو بن العاص، دون حروب، مؤكدا أن هناك عدة وقائع تؤكد حفظ الله لمصر. وكان الحفل الذى أقامه السفير السعودى فى القاهرة، قد ضم عددا كبير من قيادات الإخوان، الذين خطفوا الأضواء من نجوم السينما المدعوين، حيث حرصت الكاميرات على مطاردتهم، وهو ما حدث مع الدكتور بديع.
وكان حضور قادة الإخوان المسلمين بارزا فى هذا الحفل الذى اصطحب فيه كثيرٌ من قيادات الصف الأول والثانى للجماعة زوجاتهم معهم، وكان من أبرزهم رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمى، إلى جانب أعضاء مجلس الشعب المنحل من قيادات الجماعة وقد لاحقت كاميرات الفضائيات الدكتور عصام العريان رئيس حزب الحرية والعدالة بالإنابة.
سفير المملكة لدى مصر أحمد عبد العزيز قطان، قام مع مجموعة من سفراء الدول العربية بتقطيع «تورتة» الحفل فى حضور نخبة بارزة من نجوم السينما والفن والإعلام والصحافة ورجال الأعمال والساسة، كان من أبرزهم الدكتور عصام شرف الذى قام بتقطيع تورتة حفل العام الماضى، وقد ألقى قطان كلمة تحدث فيها عن العلاقات التى تربط المملكة العربية السعودية بالمجتمع الدولى، وفى سياق ردود الأفعال على لقاء المرشد بعادل إمام خلال الحفل،
بينما هاجمت مجموعات كبيرة من الشباب السلفى، الصور التى جمعت مرشد الإخوان وعادل إمام مع قيادات من التيار السلفى (عماد عبد الغفور وأشرف ثابت)، وانتقدوا بشدة الحفاوة البادية بينهم خلال اللقاء، وصبوا انتقادهم العنيف على المرشد لوصفه إمام ب«النجم والقامة الفنية الكبيرة».
كما هاجموا قيادى حزب النور أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعب السابق، الذى ظهر فى إحدى صور الحفل مصافحا عادل إمام وهو يضحك بشدة، قائلين كيف يظهر بهذه الصورة مع فنان قام بتشويه الإسلام والإسلاميين فى أعماله الفنية، حسب تعليقاتهم، وقاموا بنشر مقاطع من فيلمَى عادل إمام «الإرهابى» و«طيور الظلام» بها سخرية وهجوم على الملتحين والمنتمين إلى التيارات الإسلامية.
وانتشرت ردود الأفعال على مواقع التوصل الاجتماعى، فتحت عنوان «نفاق الإخوان» انتشرت على صفحات موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» تساؤلات عديدة قائلين «كيف يصفون إمام أمس بالزنديق ويهاجمون أفلامه ويعتبرونها افتراء على الدين والجماعة، واليوم يصفونه بالصديق والنجم الكبير، وأنه يقدم صورة مشرفة للفن».
كما ثارت موجة سخرية عارمة من الصور التى تناقلتها المواقع عن تبادل المرشد الحوار أيضا مع الفنانة رجاء الجداوى وبعض سيدات المجتمع حول دور المرأة، حيث تساءل بعضها «تُرى لماذا لم تسرب الصحافة طبيعة الحوار الضاحك الذى دار بينه وبين رجاء الجداوى؟!».
أما تبرير بعض شباب الجماعة على «تويتر» و«فيسبوك» بوصفهم الصورة واللقاء بأن «الإخوان جماعة منفتحة تتقبل الآخر»، فأثار بدوره ردة فعل عنيفة لدى شعب «تويتر» و«فيسبوك» الذين وصفوهم ب«النفاق».