أزمة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، اصبحت واحده من علامات أغلب القري المصرية، لكن تبقي قرية "سندسيس" التابعة لمركز المحلة الكبري، بمحافظة الغربية، حالة خاصة، حيث يشتكي سكانها من البطئ في تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية، رغم ما تم تخصيصه من أموال كثيرة لهذا المشروع، ويري الأهالي أن هناك تقاعس مقصود في الإنتهاء من هذا المشروع، حيث يتم الإهتمام به في أوقات الإنتخابات البرلمانية فقط. ويشتكي أهل القرية من الطفح الدائم للصرف بشوارعها، واختلاط مياه الشرب بمياة الصرف الصحي بما ينذر بكارثه صحية في القرية قريبا.
شباب القرية يحكون عن أزمتهم، فيقول أحدهم، "الازمة ليست في طفح المجاري وانما أيضا في تعامل المسئولين مع تلك المشكلة"، ويضيف، بأنهم إلي المسئولين بمجلس مدينة المحلة الكبري وشركة الصرف الصحي، والوحده المحلية، لكن جميع المسئولين كانت اجابتهم غريبه، حيث يحكي كامل صلاح، أحد شباب القرية أنهم ذهبوا إلي مسئول الصرف الصحي بالمدينة، وأشتكوا له الازمة التي تعيش فيها القرية، وحذره من مظاهرات قد يقوم بها أهالي القرية احتجاجا علي ذلك، فجاء رد المسئول عليه كما يقول صلاح، "انا لا يهمنا مظاهرات ولا أي حد، ولا يوجد أي شخص له سلطة علي لا المحافظ ولا غيره".
يضيف صلاح "ذهبنا أيضا رئيس مجلس المدينة فقال لنا: أن المشروع من المفترض أن يتم الإنتهاء منه بعد سنة بس انتوا عارفين أن يوم الحكومة بسنة ولازم نقف جنب الحكومة ولو عندكوا مشكلة حاليا أجمعوا فلوس من بعضكم وحلوها بمعرفتكم".
مسئول أخر قال للأهالي حسب صلاح، "دي مياه صرف أهالي لا علاقة للدولة بها، وإذا أردتم مساعدتنا أدفعوا 7000 جنية ونحن نحضر لكم عمال لإصلاحها".
الظلم الواقع علي القرية ظهر جليا لدي شبابها وأهلها، فغالبية شباب القرية دائما ما يتحدثون علي جدلية علاقة الدولة بالقرية، وعن وضع القرية في خرائط التنمية التي تضعها الدولة، وعن مكان قريتهم في تصريحات الوزراء، والمحافظين، التي تبشرهم بتنمية لا تأتي، وتطور يتعثر قبل الوصول إليهم، وتحسين للظروف لا يرونه ابدا.
فعلي ارض الواقع تعيش القرية في بركة كبيرة من مياه الصرف الصحي، وصنع عدد من سكان القرية حواجز علي مداخل منازلهم في محاولة لمنع المياه من الدخول إلي منازلهم، وأيضا يضطر عدد كبير من سكان القرية استخدام مراحيض المساجد لأن مراحيض بيوتهم تطفح بها مياه الصرف، بشكل يصعب معه استعمالها، بالإضافة إلي شروخ كبيرة ظهرت في أغلب المساكن تشير إلي قرب إنهيار تلك المساكن علي رأس ساكنيها، وتبقي المشكلة الأخطر من وجهة نظر الاهالي هي اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب، مما يؤدي إلي أنتشار العديد من الامراض بين أهالي القرية وخاصة الاطفال منهم.
احد شباب القرية قال ل"التحرير"، أن أزمة مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي، بالقرية واحده من اهم المشاكل وويذهب القادرون من سكانها إلي شراء مياه مكرره، بعدما أصابهم اليأس من أن يحصلوا علي مياه نظيفه، يضيف، "يستخدهم البيت منهم ما بين 5 إلي 10 جراكن في الأسبوع الواحد"، ما يعني أن كل بيت قد يخصص جزء من ميزانيته من اجل الحصول علي مياه نظيفة، يقول "الجركن سعره 2 جنية".
يضيف سعيد أحد شباب القرية، أن فلول الحزب الوطني حاليا عادوا لإستغلال أزمة مياة الصرف الصحي بالقرية، للإنتشار حيث يقول أنصارهم للأهالي: أن العضو السابق في البرلمان عن الحزب الوطني "المنحل" محمد كمال مرعي، سيعمل علي حل تلك المشكلة وسيسعي إلي الإنتهاء من مشروع الصرف الصحي".
الاهالي يستعدون الأن لتقديم بلاغ للنائب العام يتهم محافظ الغربية المستشار محمد عبد القادر، يتهمونه فيها بالتقاعس عن أداء مهام وظيفته، وتعريض حياتهم للخطر.