أخيرًا.. اكتمل الفريق الرئاسى، فأصبح هناك نائب لرئيس الجمهورية هو المستشار محمود مكى المرحَّب به من كل القوى السياسية، وأصبح هناك رئيس ديوان هو السفير رفاعة الطهطاوى، ثم أخيرًا فريق للمساعدين من أربعة، وهيئة مستشارين من 17 شخصية. وبالنظر إلى فريق المساعدين والمستشارين نجد ملاحظات كثيرة عليه، بدءًا من العشوائية فى الاختيارات، مرورًا بغياب الكفاءات عن ملفات مهمة، إلى الحرص على توزيع حصص على الفريق السياسى الذى ينتمى إليه الرئيس والمتحالفون معه.. ربما يكون قد ساعد فى عشوائية الاختيار اعتذار الكثير عن المشاركة. قد يكون من حق الرئيس اختيار فريقه الرئاسى كما يريده والمنتمون إلى جماعته أو المتحالفون معها، ولكن يجب أن لا يدّعى أن فريقه ومستشاريه يمثلون جميع الأطياف السياسية والقوى الثورية التى قامت على أكتافها الثورة وساندت مرسى فى انتخابات جولة الإعادة ضد مرشح النظام السابق بعد أن تذكر فى الجولة الثانية أنه مرشح الثورة وهو لم يكن يدّعى ذلك فى الجولة الأولى. وفريق المساعدين يضم: سمير مرقص وهو شخصية وطنية وباحث مهم فى شؤون المواطنة، ولا غبار عليه، ولكن يبدو أنه أصبح ممثل الأقباط «أو كوتة الأقباط» بعد الثورة فى الجهاز التنفيذى، فسبق للدكتور عصام شرف أن أسند إليه منصبًا تنفيذيًّا هو نائب محافظ القاهرة. أما الدكتورة باكينام الشرقاوى التى أسند إليها الرئيس مرسى منصب المساعد للشؤون السياسية، فلا يُعرف عن نشاطها أى شىء أو أى خبرة سياسية، اللهم إلا إن كانت تدرِّس العلوم السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وربما لا يعرف طلاب الكلية أيضا عنها شيئا، وربما قد يعرف الرئيس محمد مرسى ومستشاروه الخاصون.. غير الهيئة الاستشارية الجديدة، نشاطها السياسى وقدرتها على العمل السياسى بعيدًا عن الأكاديمى. نفس الأمر عن الدكتور عصام الحداد الذى هو إخوانى صِرف وقيادى فى الجماعة وعضو مكتب الإرشاد ومسؤول عن ملف التنظيم الدولى فأصبح مساعدا للعلاقات الخارجية ولم يسمع أحد من قبل عن علاقاته الخارجية اللهم إلا بعد أن كشف تنظيمه عن مسؤوليته كتنظيم دولى فى مرحلة سرية.. فهل يصبح مسؤولا عن العلاقات الخارجية؟! اللهم إلا إذا كان الرئيس يريدها دولة إخوان فعلا. أما الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور، الذى أصبح مساعدًا للرئيس لملف التواصل المجتمعى، وهو لم يُسمع عنه من قبل الثورة عن تواصله المجتمعى، فالرجل لم يكن له نشاط.. فظهر نشاطه بعد الثورة من خلال القوى السلفية التى اتفق بعضها على تأسيس حزب النور والدخول فى معترك السياسة.. وهناك مشكلات كبرى بين مشايخها الآن حول نزولهم إلى الشارع السياسى ودعوة من بعضهم إلى العودة للدعوة.. فواضح أن الرئيس يريد أن يساعد الدكتور عماد عبد الغفور وحزبه على التواصل المجتمعى بعد أزمة الحزب وقياداته! .. وحدِّث ولا حرج عن الهيئة الاستشارية وعشوائيتها.. رغم اختيارات شخصيات طيبة فيها. فلم يشر القرار إلى المستشارين الذى سبق أن عينهم الرئيس محمد مرسى وكرّمهم ومنحهم أوسمة ونياشين مثل كمال الجنزورى والمشير طنطاوى والفريق سامى عنان. ناهيك بقرار الهيئة الاستشارية منزوع الاختصاصات، فلا أحد يعرف أى اختصاص للهيئة أو أعضائها. فضلا عن إحراج الدكتور سليم العوا للرئاسة بإعلانه عدم مشاركته فى الهيئة الاستشارية رغم صدور القرار متضمنا اسمه. وبقراءة الأسماء مرة أخرى لا تجد شخصية خبيرة بالشأن الاقتصادى، وكأن الأمر لا يعنى الرئيس، وربما يكفيه ما يأتيه من استشاريين اقتصاديين خارج الرئاسة. وأيضا لا تجد أى مستشار علمى، وكأنه لا أهمية للعلم فى هذه المرحلة، وربما يكتفى الرئيس بأنه كان أستاذًا فى الهندسة.. فهو رجل علم. .. إنها اختيارات عشوائية على طريقة ما كان يفعله النظام السابق فى اختياراته حول الحزب الوطنى «الفاسد» ولجنة سياسات جمال مبارك.