أهلى وعشيرتى لقد سقط شهدائنا الأبرار ولن يمر هذا الحادث بغير إنتقام هذا ما صرح به السيد الرئيس . أهلى وعشيرتى لقد غاب الرئيس عن جنازة الأبطال حتى يظل المشهد شعبياً وحتى لا يعوق المرور !!! هذا ما صرح به ياسر على المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية .
أهلى وعشيرتى تتوالى المصائب والنكبات على مصر وبسرعة متلاحقة لتعلن بكل وضوح عن فشل جماعة الإخوان التى تسيطر الآن على غالبية أركان الدولة بدءاً من رئاسة الجمهورية ومروراً بتلك الحكومة العجيبة التى أبتلينا بها ومجلس التكية (الشورى) ، فى تحقيق أى إنجاز ملموس سوى إطلاق الوعود البراقة التى مللنا من سماعها ، وسيل الشتائم والإهانات التى يطلقها أتباع الجماعة على كل من ينتقدهم أو يخالفهم فى الرأى وكأن الجماعة وأتباعها ملائكة معصومة هبطت علينا من السماء ، أو كأنهم أنبياء يُلقى إليهم وحى السماء ، وكله بما لا يخالف شرع الله !!!
أهلى وعشيرتى يبدو أنه قد قُدّر علينا أن يتساقط شهدائنا الأبرار كل عام على الحدود المصرية ولا تتخذ الدولة وقواتها المسلحة أى إجراء لوقف سيل تلك الدماء الطاهرة التى تراق بلا أى ذنب أو جريرة .
أهلى وعشيرتى لقد أُطلقت التصريحات الرنانة شاملة التهديد والوعيد و كالعادة برز حرف السين من بين ركام حروف اللغة العربية ليعلن عن نفسه قائلاً ( سنفعل ، سنرد بكل حزم ، سنغلق الأنفاق ، سنقضى على الأرهاب ، سنطهر سيناء ) هذا الحرف لا يظهر غالباً إلا بعد أن تقع الكارثة ليعلن للعالم بأسره أن حكوماتنا وحكامنا لا يتعلمون أبداً من أخطائهم .
خسر الدكتور مرسى كثيراً بعدم حضوره جنازة شهداء الواجب أبطال مصر ، وكان المبرر الذى أعلنته مؤسسة الرئاسة مبرر واهى غير مقنع حتى لصبى صغير وهو إرادة الدكتور مرسى أن يظل المشهد شعبياً !! وحتى لا يعوق موكبه حركة المرور !!! أى معوقات مرورية تلك التى يتحدث عنها ذلك البيان التى تمنع رئيس الدولة أن يحضر جنازة خير أجناد الأرض فبدلاً أن يؤازر الرئيس الشعب فى محنته وبدلاً من أن يشاركه حزنه وألمه ، فإذا به يختفى من المشهد وكأن الأمر لايعنيه وكأن هؤلاء الشهداء لا يستحقون منه لحظات قليلة لتوديعهم ، وإن كانوا هم فى غنى عن تلك اللحظات بعد أن أرسل الله ملائكته لتوديع شهدائه فإذا كان الرئيس يخشى مواجهة رعيته و لا يشعر بهم فالله لا ينسى عباده .
لكن واقع الأمر يقول أن الرئيس لم يحضر خشية على نفسه من غضب الجماهير التى يستعير صدرها غضباً مما حدث ، لقد بات الرئيس المؤمن يخشى على نفسه من الناس لذا أحاط نفسه بتلك الحراسات المدججة التى لم تكن تحيط به منذ أن تولى أمانة المسؤلية فهو يعلم إن الشعب لم ينخدع بمشهده وهو فاتحاً صدره أمام الناس فى الميدان الذى كان يمتلئ عن آخره بأتباع وأبناء جماعة الإخوان لذا فتح صدره بلا خوف ، أما الجنازه فهى كانت تمتلئ بالمصريين على إختلاف إنتمائاتهم وبالطبع لن يستطيع الرئيس أن يفتح صدره بل إنه لم يستطيع الحضور أصلاً وهو ما يعنى أن الرئيس الشعب بات متيقناً من غضب الشعب عليه وعلى قراراته .
إن ما حدث فى رفح سيسأل الله عنه الرئيس الذى فتح المعبر على مصراعيه لأتباع الجماعة كما لم يأمر بهدم الأنفاق المنتشرة فى سيناء حتى وقعت تلك الكارثة .
كما سيسأل الله المشير طنطاوى والفريق سامى عنان عن ما حدث فالجيش لا يُحكم سيطرته على سيناء منذ سنين عدة . أيضاً سيسأل مدير المخابرات العامة الذى تهاون رجاله فى جمع المعلومات وإتخاذ كافة الإحتياطيات خاصة بعد ذلك التحذير الذى أرسلته إسرائيل لمصر . السؤال المهم الآن والمعنى به الرئيس والمشير ورئيس الأركان ورئيس المخابرات العامة : إذا كان هؤلاء القتلة إستطاعوا إقتحام إحدى النقط الحدودية الهامة والإستراتيجية لحدود مصر وسفكوا دماء 17 شهيداً من أبطال القوات المسلحة ولم تطلق مصر رصاصة واحدة على هؤلاء القتلة فماذا سنفعل إذا قررت إسرائيل إقتحام حدودنا والتوغل فى سيناء ؟ سؤال يجب الإجابة عليه بالفعل لا بالقول . (للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب)