في ظل ما يشهده العالم العربى والاسلامى من فرقة وفى ظل ما يشهده من انقسامات وحروب وفتن سواء بين الدول العربية والاسلامية بعضها البعض او بين أبناء الشعب الواحد داخل كل دولة من دولنا العربية ، يجىء مؤتمر " قمة التضامن الإسلامي" الذى دعا اليه العاهل السعودى لعله ينبذ الخلافات بين الدول الاسلامية ولعلهم يتوحدوا على هدف ومصلحة واحدة ولكن ارجو الا يكون حال هذا المؤتمر مثله مثلما كان يحدث فى فيلم "شورت وفنلة وكاب " عندما كانوا يجتمعون على مائدة واحدة ودائما لا يتفقون على شىء وينتهي الإجتماع بالخناق والمشاكل ولكن لم يكن يجمعهم سوى القصة الرومانسية والحب قصة رباب وخالد و"حبيبي ياعاشق" .
ففي ظل تلك الفرقة يمكن ان نقسم الدول العربية والاسلامية الى عدة اقسام دول فقيرة ، دول غنية ، دول مشتعلة بالفتن والحروب ، دول محتلة .
دول فقيرة : وهى دول اما غنية وحاميها حرميها فأصبحت فقيرة ، ام انها كانت فى احتلال واستعمار ولا زالت تبنى فى دولتها، او انها دول تابعة لدول اخرى متقدمة وتستغلها الدول المتقدمة لصالحها دون ان يعود ذلك بفائدة عليها مثل مصر ، السودان ، اليمن ، تونس ، ليبيا وقس عليها دول اخرى .
دول غنية : هى الدول التى اغناها البترول واصبحت فى قصور مشيدة بعد ان كانت حفاة عراة ونسوا اخوانهم من الدول الاخرى ونسوا ان هناك الملايين من الفقراء والمحتلين فى الدول الاخرى من المسلمين (بورما ، الصومال ، غزة )ولكن لم يهتموا سوى بمصالحهم ومصالح الدول المتقدمة التى تتخذ منهم قواعد لها فى الوطن العربى قس على ذلك معظم دول الخليج "الكويت ، الامارات ، السعودية ، قطر ، البحرين الى اخره .
دول مشتعلة ومنشغلة بالفتن والحروب : اما الداخلية او العداءات الخارجية وهى دول متفتتة داخليا تفتقد الوحدة فبالتالى تكون سهلة المنال من الاخرين وهى غنية ايضا ولكن الاستعمار نهبها وسطا على خيراتها ومواردها قس على ذلك لبنان ، العراق ، وشمال السودان ، وجنوب السودان ، وفلسطين ومايحدث بين حماس وفتح وما على منوالهم من الدول العربية والاسلامية .
دول محتلة : سواء احتلال عكسرى او احتلال ثقافى او احتلال اقتصادى مثل فلسطين احتلال عسكرى من قبل العدو الغاشم الاسرائيلى ولكن العرب والمسلمون فى غيبوبة عن ذلك واحتلال ثقافى وهو ما يحدث فى الكثير من الدول العربية فلقد اصبح واضحا مدى سيطرت ثقافة الغرب على العرب ومحاولاتهم المستمرة لطمس الهوية الاسلامية والعادات والتقاليد العربية الجميلة قس على ذلك دولة الامارات حيث يكون فيها التعليم بالجامعات باللغة الانجليزية وبمدرسين أجانب وعلى منوالها تونس والجزائر فانت لا تفهم من لغتهم شىء لأن لغتهم الفرنسية ، نتيجة للاحتلال الفرنسى .
هذا جزء من الفرقة وناهيك عن انحلال القيم والاخلاق العربية والاسلامية واختفاء التقاليد والعادات العربية المروؤة والشهامة والنخوة والتى انعدمت مع الغزو الغربي للشعوب العربية والاسلامية ، اذن فما الذى يمنع من اقامة سوق عربية مشتركة ومن اقتصاد موحد ومن عملة موحدة ومن جيش عربى اسلامى واحد انه شىء واحد يتمثل في غباء الحكام العرب الذى صار كلا منهم يدعم منصبه وكرسيه فى الدولة ويؤمن حياته بعد خروجه من الملك والحكم ان لم يكن الحكم وراثه فى عائلته. هذا هو حال البلدان العربية والاسلامية فرقة وانقسام وارجو ان يكون مؤتمر "قمة التضامن الاسلامى " في مكةالمكرمة فاتحة خير على المسلمين وان يتخلص العرب مما يسمى " الغباء العربي " .