يراهن الأعداء علي إثارة النعرات الطائفية والعرقية في العالم الاسلامي والمنطقة العربية تنفيذا للمبدأ الاستعماري "فرق تسد". وقد درس المستعمرون الجدد التاريخ جيدا سواء فيما يتعلق بالاستعمار الأوروبي خاصة الانجليزي والفرنسي وكذلك الدول التي تم استعمارها ممثلة في دول العالم الثالث خاصة الدول العربية والاسلامية. ووجد المستعمرون الجدد ان ما غرسه الاستعمار القديم من فتن وتمزق ليس بين الدول المتجاورة من خلال مشكلات الحدود المتداخلة ولكن داخل الدولة الواحدة عن طريق اشعال الفتن الطائفية والعرقية حتي تظل النيران تشتعل بيد ابنائها ليكتوي بنارها الجميع ويجني ثمارها الأعداء. وأتساءل: هل فشلنا في قراءة تاريخنا وتجاربنا المريرة مع الاستعمار لهذا نكرر نفس الأخطاء القديمة وزيادة مع ان المؤمن الحق لا يلدغ من جحر مرتين ومع هذا فإننا نعيد نفس السيناريو حيث تشتعل دولنا بالفتن والحروب الأهلية وما يجري في العراق ليس ببعيد ووصل الأمر الي تقسيم الصفوف بين أبناء الدولة المحتلة مثلما يتم بين حماس والسلطة الفلسطينية. وعلي الجانب الآخر نجد الاستعمار الجديد سرعان ما يرعي أي محاولة للانفصال داخل دولنا الاسلامية تحت مسميات مختلفة مثل حق تقرير المصير أو الحكم الذاتي وما جري في تمزيق اندونيسيا وباكستان وأخيرا في السودان ليس ببعيد ويتم التخطيط لتنفيذ نفس المخطط في مصر مستقبلا واقامة دولة للأقباط في جنوبها بعد أن يتم اقامة دولة للنوبة تضم جنوب مصر وشمال السودان وكذلك اقامة دولة في دار فور. ومن المؤسف ان هذه المخططات تم اعلانها أكثر من مرة ومازال بعض حكام العالمين العربي والاسلامي في غفلة ويعيشون علي أمل الابقاء علي كراسيهم حتي ولو راحت شعوبهم الي الجحيم ومنطقهم في ذلك منطق آخر خلفاء الدولة العباسية عندما علم بقدوم التتار لاحتلال دولته "لن يستكثروا علي بغداد" فكان مصيره التنكيل به وبحاشيته من العملاء الذين تخيلوا ان البقاء مرتبط بالركوع ولا مانع من السجود للمستعمرين والأشرار في كل العصور فهل يعيد التاريخ نفسه أم يبعث الله في الأمة صلاح الدين أو قطز جديدا يعيد لها أمجادها ويرد كيد الكائدين؟