«يشكل المجاهدون تهديدا جديدا فى شبه جزيرة سيناء المصرية».. هكذا كان عنوان التقرير الذى تحدثت فيه صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية عن سيناء التى يعيش فيها القبائل البدوية منذ عقود، والتى فى ظل عدم الاستقرار السياسى الذى تمر به البلاد، أصبحت بالنسبة إلى المتطرفين منطقة فوضوية مثالية. «لوس أنجلوس تايمز» أضافت أن بدو سيناء يواجهون تهديدا من قبل المجاهدين الإسلاميين الذين أصبحوا أكثر جرأة منذ الإطاحة بحسنى مبارك، وأن سيناء أصبحت مثالا على فوضوية البلاد، وانتقالها غير المكتمل إلى الديمقراطية، على حد قولها. متابعة القول إن تصعيد المجاهدين يزيد من تعقيد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
كما أن كون سيناء منطقة غير خاضعة للقانون، جعلها «مثالية» للمجاهدين الذين يقول زعماء القبائل البدوية إنهم يجندون الرجال المحبطين من تهميش الحكومة لهم منذ عقود، وفقا ل«لوس أنجلوس تايمز». مضيفة أن سيناء أصبحت اختبارا حاسما مبكرا لمرسى، العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين والذى تتمتع حكومته بعلاقات قوية مع حماس، لكنه يحاول أيضا إبقاء العناصر الإسلامية المتطرفة على مسافة آمنة.
وأضافت أن البدو يحرصون على عدم المبالغة فى قدرات المتطرفين ويعتقدون أن عددهم لا يتجاوز بضع مئات من المصريين المرتبطين بخلايا محلية متصلة بمتطرفين من حماس وجماعات فلسطينية أخرى فى قطاع غزة. وقالت إن الغضب يزداد حدة بين المصريين حول العنف المستمر فى الجزيرة، الذى يضر السياحة ويكشف عجز القاهرة أو عدم وجود إرادة لكبح العناصر المتطرفة.
وقالت إنه فى الشهور الأخيرة، قام البدو بخطف سياح أمريكيين وآسيويين ومسافرين آخرين انتقاما لاعتقال بعضهم على خلفية عمليات تهريب. مضيفة أن هذا التبجح أثار ما يُطلق عليه الدولة داخل الدولة.
لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يقتل بها جنود مصر على حدودها، فقد شهدت البلاد فى العام الماضى مقتل نحو 5 جنود فى سيناء على يد القوات الإسرائيلية، إلا أن هجوم سيناء الأخير هو الحادثة الأولى من نوعها فى عهد رئيس مصر الجديد محمد مرسى، ما وصفته صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» فى تقريرها بأنه التحدى الأمنى الأول الذى يواجهه مرسى، الذى تعهد باستعادة الجيش المصرى سيطرته الكاملة على شبه الجزيرة السيناوية عقب الهجوم.
تقول الصحيفة إن الحادثة تمثل تحديا دبلوماسيا أيضا لا أمنيا فقط بالنسبة إلى رئيس مصر، حيث إن سلفه مبارك تعاون بشكل وثيق مع الجانب الإسرائيلى فى ما يتعلق بالمسائل الأمنية فى سيناء، كما قدم المسؤولون الإسرائيليون تحذيرات متكررة عن تدهور الوضع الأمنى فى البوابة السيناوية منذ قيام الثورة المصرية 2011.